(رءوس تفكر3) الانفصال مع السلام خير من الوحدة مع الحرب..اجابة مقنعة قالها الرئيس البشير قبل استفتاء تقرير المصير الذي انتهي باستقلال الجنوب عن السودان بعد نحو نصف قرن من الحرب الأهلية علي فترتين. صحيح أن الانفصال حرم الشمال من 75% من بترول السودان و80% من الغابات الا أن ثرواته مازالت وفيرة واكتشافات البترول واعدة تحتاج فقط لاستقرار الأوضاع بحل مشكلة دارفور وشكاوي أهالي جبال النوبة والنيل الأزرق وجنوب كردفان وتسوية معضلة أبيي واستكمال ترسيم الحدود مع الجنوب. عندئذ سيتوقف استنزاف موارد الدولة في شراء السلاح لتكرس للتنمية. بدون رءوس متفتحة تفكر لن تنتهي مشكلات السودان بانفصال الجنوب..فأزمة دارفور تنتظر مبادرة حكومية جريئة تطرح كل المطالب ماعدا تقرير المصير للنقاش لاقناع أهالي الاقليم والدول والمنظمات الدولية والاقليمية المعنية بجدية الحكومة في ايجاد حل. عندئذ ستجد الحركات المتمردة نفسها في وضع المعوق للسلام واطالة عذاب المدنيين فتنضم مرغمة الي المفاوضات. فاذا كانت حركة التحرير والعدالة قد وقعت مع الحكومة علي اتفاقية سلام فان حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان/فصيل عبدالواحد نور رفضتا التوقيع وتنصلت حركة تحرير السودان/فصيل أركو ميناوي من اتفاقية أبوجا وعادت لحمل السلاح, ومن غير المستبعد ألا تلتزم التحرير والعدالة بتنفيذ اتفاقية الدوحة متذرعة بأي شيء. أما القضايا العالقة مع الجنوب مثل الحدود وأبيي والبترول والديون فتحتاج لدفعة قوية من القيادة السياسية لايجاد حل عادل يحفظ للطرفين حقوقهما دون التفاف علي الاتفاقيات الموقعة لاغلاق الملف وليتفرغ الشمال لحل مشاكله الداخلية. عندئذ قد تلغي أمريكا وحلفاؤها العقوبات علي الخرطوم وتسارع بمساعدتها. تبقي حقوق أهالي المناطق المهمشة مثل النيل الأزرق وجبال النوبة وجنوب كردفان المنصوص عليها في بروتوكولات ملحقة باتفاقية سلام الجنوب تحتاج لتلبيتها بمالا ينتقص من السيادة قبل أن تتحول تلك المناطق المكدسة بالسلاح والمقاتلين الذين حاربوا مع متمردي الجنوب الي تمرد جديد يستنزف موارد الدولة بعد أن هدد قادتهم بالمطالبة بتقرير المصير مثل الجنوب اذا تجاهلت الحكومة مطالبهم. المزيد من أعمدة عطيه عيسوى