تمر هذه الأيام الذكري الأولي لوفاة العالم الجليل المستشار الدكتور محمد شوقي الفنجري الذي توفي في يوليو الماضي, وهو من مواليد منيا القمح محافظة الشرقية في 12 سبتمبر 1926 ه. شغل عددا من المراكز العلمية حتي وفاته, أهمها: عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف, عضو المجالس القومية المتخصصة, عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية, عضو مجلس إدارة بعض مراكز البحوث بجامعتي الأزهر والقاهرة, رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية الإسلامية. كان الدكتور شوقي الفنجري رحمه الله من المفكرين الأجلاء الذين يشعرون بمن حولهم, ويعيشون آلام الواقع.. وقد قدم في مجال العلم وطلابه أجل الخدمات.. وكم قضي من عمره في سبيل الأعمال والمشروعات الخيرية, فعند بلوغه سن الستين آثر التفرغ كلية للمزيد من النشاطين العلمي والخيري. وتمثل نشاطه الخيري في اصداره عدة وقفيات خيرية منذ أكثر من ثلاثين عاما, ويصرف من خلالها معونات مالية شهرية لنحو300 طالب بجامعة القاهرة فضلا عن عشرات المنح للطلبة الأجانب الوافدين للدراسة بالأزهر, ووقفية مسابقة خدمة الدعوة والفقه الإسلامي, يصرف من خلالها سنويا جوائز للباحثين الفائرين.. بالإضافة إلي وقفية الأجهزة التعويضية للطلاب المحتاجين بالمعاهد الأزهرية, ووقفية لصالح بحوث الإعجاز العلمي للقرآن الكريم, وأخيرا وقفية لصالح الجمعية الخيرية الإسلامية. أثري الدكتور محمد شوقي الفنجري المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات والبحوث القيمة التي عالجت كثيرا من المشكلات ووضعت الحلول للكثير من المعضلات.. ويعد أول مؤلف للدكتور الفنجري مدخل إلي الاقتصاد الإسلامي الصادر عام 1972 أول كتاب جامعي في العالم العربي يصدر في الاقتصاد الإسلامي, ثم أعقبه بسلسلة الاقتصاد الإسلامي في أحد عشر مؤلفا أعيدت طباعتها عدة مرات.. فقد مثل ريادة حقيقية للمشتغلين بالاقتصاد الإسلامي, وتعددت مظاهر هذه الريادة في البحث وفي التدريس وفي الإشراف علي الرسائل, بل وفي هذه الحركة الدؤوب والنشيطة في كل ما يتعلق بالاقتصاد الإسلامي. وكثيرا ما كان يذكر الدكتور الفنجري أن الإسلام منذ ظهوره منذ قرون طويلة أهدي للإنسانية مؤسستين اساسيتين, هما: مؤسسة الزكاة ومؤسسة الوقف, وكان يري دائما أن من أهم أسباب تخلف العالم الإسلامي المعاصر أنه عطل أو غيب هاتين المؤسستين عن دورهما الكبير في خدمة المجتمع وتحقيق المصلحة العامة لأفراده.