هل كانت الأزمة المالية العالمية الحالية فاتحة خير علي مايعرف في أوساط صناعة السياحة باسم السياحة الفاخرة؟! وهل يعد هذا هو الموعد الأفضل للأشخاص المتميزين للقيام بهذا النوع من السياحة في ذلك الوقت تحديدا. هذا هو ملخص ما أورده تقرير سياحي متخصص نشرته مجلة ألترا ترافيل الفرنسية تحت عنوان السياحة الفاخرة تعود من جديد نشرت مجلة ألترا ترافيل تقريرها الذي ذكرت فيه ان سوق البيزنس في هذا النوع من السياحة عادت لتنهض وتنتعش من جديد عقب موسمين متتاليين شديدي الصعوبة, ونقلت عن نيك بيري رئيس مجلس إدارة المجلة قوله في منتدي سوق السياحة الفاخرة عقد في ديسمبر الماضي بمدينة كان الفرنسية: لقد كان عام2009 بالفعل عاما صعبا علي السياحة الفاخرة وصناعتها, ولكننا نشهد الآن تعافيا مع بداية عام2010 وأضاف التقرير أن هذا القطاع المهم من صناعة السياحة العالمية الذي يعد زبائنه من المليارديرات وأباطرة التجارة والأعمال في العالم ومن يطلق عليهم السوبر ريتش والذين يهتمون بالقيام برحلات قصيرة بعيدا عن الزحام والضجيج والأماكن التقليدية لايبدو عليه في الوقت الرهن التأثر الكبير بتداعيات الأزمة المالية العالمية. وقال عدد من الرؤساء التنفيذيين العاملين في مجال السياحة الفاخرة خلال مشاركتهم في المنتدي الذي عقد في تلك المدينة الساحلية الفرنسية الواقعة علي شاطئ الريفييرا بمشاركة نحو3600 شخصية من كبار مسئولي هذه الصناعة, إن الأمور تسير علي مايرام في الوقت الحالي, وقال بول جونز رئيس مجلس إدارة منتجعات وان أند أونلي ريزورتس الفاخرة مازال لدينا زبائن من العائلات ومازالت أمامنا مواسم جيدة تم حجزها بالكامل, وهواة السياحة الفاخرة لايريدون أن ينسوا القيام برحلاتهم السنوية علي الأقل مع أسرهم. وأوضح الخبراء أن فئة الأغنياء الكبار تقبل علي السفر والسياحة بشكل عادي إلا أن الأسر الغنية بدأت تطلب إجراء خصم علي الأسعار حتي يمكنها السفر والسياحة. وخلال المنتدي الذي انعقد في كان عرضت الشركات السياحية المهتمة بصناعة السياحة الفاخرة منتجعات يمكن للأغنياء قضاء أوقاتهم فيها مثل أمريكا اللاتينية وفيتنام ولاوس وكمبوديا وأيضا لبنان ودبي والمغرب( لاحظ مصر خارج هذه الدول أو هذه الفنادق والمنتجعات). كما أشار أصحاب هذه الشركات إلي أن بريطانيا بتاريخها الثقافي الغني وتنوع أماكن السياحة والمتعة فيها تظل مقصدا مهما للسياح الأغنياء من الشرق الأوسط. والسؤال الذي نطرحه اليوم علي صفحات سياحة وسفر.. لماذا كل هذه المقدمة الطويلة عن السياحة الفاخرة! الاجابة أن ما دفعنا للكتابة اليوم في قضية السياحة الفاخرة التي تتطلب بالضرورة فنادق فاخرة وluxuryhotel هو ماقرأناه عن مؤتمر أو منتدي كان للسياحة الفاخرة بفرنسا, فقد بدا لنا ونحن نتابع مايحدث في بعض مناطق ودول العالم السياحية ان هناك اتجاها للاهتمام بهذا النوع من السياحة والفنادق الفاخرة لأهميتها في تحقيق عائد سياحي مرتفع. ومن هنا بدأت هذه الدول في جذب شركات الادارة العالمية الراقية أو الفاخرة أو عالية المستوي لادارة فنادق أومنتجعات بها وكذلك الحرص علي التنوع في تقديم خدمات مرتفعة المستوي من مطاعم وأجنحة فاخرة أو خدمة فاخرة بشكل عام.. بدا أن الطلب عليها لم يتوقف رغم ماحدث في العالم في السنوات الأخيرة من زيادة سياحة الملايين أو مايسمي بالسياحة الرخيصة أو سياحة الاقامة الشاملة. وعلي سبيل المثال مايحدث في دبي فبلاشك سمعنا وقرأنا جميعا عن انشاء فنادق للسياحة الفاخرة أو الغالية فيها مثل فندق ارماني الذي تم افتتاحه مؤخرا في برج دبي أو فندق ومنتجع اطلانطس الذي افتتح العام الماضي ويبلغ فيه سعر الجناح في الليلة الواحدة25 ألف دولار تقريبا وبالطبع لايمكن أن تكون مثل هذه الفنادق أو الأجنحة موجودة إلا إذا كان هناك طلب عليها, فالمستثمرون ليسوا أغبياء ولذلك حينما عرضت برامج لسياحة الصفوة أو الأغنياء في منتدي كان لم تكن فيها مصر كما أوضحنا في بداية هذا المقال. ولعل ذلك يؤكد لنا ضرورة وجود هذا التنوع في الخدمات السياحية والفنادق في مصر حتي نستطيع جذب هذه الشريحة من الأثرياء والأغنياء ليتناسب ذلك مع مقومات وثراء مصر سياحيا وحتي لانقع أسري للسياحة الرخيصة التي تهرب منها الآن دول عديدة لضغطها علي المقومات الثقافية والطبيعية. ولعل الأرقام التي نشرتها منظمة السياحة العالمية وبعض مراكز الأبحاث المتخصصة تؤكد أننا في مصر أسري لهذه السياحة الرخيصة.. فقد احتلت مصر المركز رقم49 في قائمة الخمسين دولة السياحية في العالم من حيث ترتيب الأسعار, أي أننا ثاني رخص دولة في العالم بعد اندونيسا التي احتلت المركز الأخير. مثال آخر نشير إليه ولكن هذه المرة من اليونان في أحدث الاحصاءات الصادرة عن هيئة السياحة اليونانية, فإن3% من السياحة ينفقون20% من إجمالي ماينفقه السياح في اليونان, وهذه الفئة يطلق عليها ممارسو السياحة الفاخرة. وتشير الاحصائيات إلي أن السائح العادي ينفق في المتوسط علي رحلته إلي اليونان750 دولارا أما السائح من فئة ال3% أي السياحة الفاخرة فانه ينفق6 آلاف دولار في المتوسط. ويؤكد الخبراء أن من الضروري الاهتمام بهذه الفئة التي هي في تزايد مستمر وتهيئة المجال أمامها لتكرار زيارتها لليونان. ويشير الخبراء أن السياح الفاخرين لهم متطلبات محددة بشأن كيفية قضاء عطلاتهم فهم يريدون خدمات خاصة بهم وهم غالبا يأتون فرادي وليس في جماعات جروبات يستثني من ذلك العائلات العربية. والسياح من هذا النوع لديهم معرفة كبيرة بالعالم ويقارنون بين هذه الدولة وتلك وبين الخدمة في هذا المكان وأماكن أخري, ولديهم المال الوفير لكنهم يريدون خدمة مقابلة لكي يصرفوا هذا المال ويتألف السياح الفاخرون من أصحاب الشركات الكبري ورجال الأعمال الكبار وكذلك الأغنياء, وهذه النوعية تهتم بأن يتم معاملتها بصورة تعكس قدراتها المالية ومكانتها, إنهم يتطلعون لتجارب فريدة استثنائية خاصة بهم فقط. ويقول الخبراء ان هذه الفئة من السياح لاتسعي للحصول علي أفضل سعر فالمال لايهمها بل تسعي للحصول علي أفضل منتج وأفضل خدمة, والخدمات هناك ليست في الفنادق الفاخرة فقط بل تبدأ من وكالات السفر والمطارات والانتقالات من مكان لآخر والأنشطة والخدمات خارج الفندق الذي يقيمون فيه أيضا هم يتوقعون بنية أساسية جيدة( طرق شواطيء وغيرها) في الدول التي يزورونها. ويوضح الخبراء انه لجذب مثل هؤلاء السياح لايكفي بناء فنادق فاخرة لكن من الضروري أن يكون هناك استراتيجية شاملة للتعامل معهم بحيث يحصلون في النهاية علي منتج سياحي أفضل ولابد من التعامل الاستثنائي مع هذه النوعية من اللحظة التي يذهبون فيها أو يتصلون منها بوكالة السفر ليمتد الأمر إلي رحلة السفر من بلادهم إلي البلد الذي سيزورونه أيضا عمليات الانتقال من الفندق إلي الأماكن التي سيزورنها أو يستمتعون بها. في النهاية يؤكد الخبراء أن تصنيف الفنادق أصبح أمرا مهما للغاية لتوضيح مدي مكانة تلك الفنادق الفاخرة والتصنيف الأكثر شيوعا هو نظام النجوم من واحد إلي5 نجوم وكلما كانت عدد نجمات الفندق أعلي كان فندقا فاخرا وممتازا في بعض الدول هناك هيئة رسمية تعمل وفق معايير محددة لتصنيف الفنادق لكن في دول أخري عديدة لاتوجد مثل هذه الهيئة, وقد كانت هناك محاولات لتوحيد نظام التصنيف علي مستوي العالم لكن ظهرت خلافات بشأن نوعية الاقامة والطعام جعلت مسألة وجود تصنيف عالمي موحد صعبة للغاية بل قد توجد خلافات علي التصنيف داخل الدولة الواحدة مثل الولاياتالمتحدة حيث يتم التصنيف أحيانا بنظام النجمات وأحيانا أخري ب الماسي لتحديد مستوي الفنادق والمطاعم. وبالنسبة للفنادق الفاخرة, فإن بعض الفنادق من هذا النوع اكتسبت سمعتها تاريخيا من خلال استضافتها حدثا مهما أو شخصية مهمة مثل فندق سيسلنهوف في بوتسرام بألمانيا الذي استضاف مؤتمر بوتسرام عقب الحرب العالمية الثانية وحضره الرئيس الأمريكي روزفلت والزعيم السوفيتي ستالين ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل. هناك ايضا فندق تاج محل في الهند وفندق وولدروف اوستريا في نيويورك, وهناك فنادق أخري مشهورة بالأطباق الغذائية والمشروبات التي تقدمها مثل هوتيل دوباريس أو فندق رافايز في سنغافورة, أيضا هناك فنادق شهيرة أخري حصلت علي شهرتها من خلال الثقافة الشعبية مثل فندق ريتز في لندن حيث جاء اسمه في إحدي الأغنيات الشعبية الشهيرة وفي نفس الإطار, فإن فندق جراند هوتيل في سان بطرسبرج حقق الشهرة من خلال تصوير فيلم جولدن آي أو العين الذهبية فيه والفيلم ضمن سلسلة أفلام جيمس بوند وتتنوع الفنادق الفاخرة لتشمل فنادق الحدائق وهي فنادق مشهورة بحدائقها وفنادق تحت الماء مثل اوتر إن في السويد وكذلك هناك فنادق شهيرة لأنها الأكبر مثل فيرست وورلد هوتيل في ماليزيا حيث يضم6118 غرفة وهناك الاقدم مثل فندق هوشي ريوكان في اليابان الذي تأسس عام717 ميلادية وأيضا هناك الفندق الأعلي مثل فندق برج العرب في دبي.