لانستطيع أن نقول إن الفساد قد قضي عليه تماما مادام هناك مجموعة من البلطجية يسيطرون علي الأمن العام. ولكن نستطيع أن نقول إن الأمن سوف يعود مع مضي الايام والثورة سوف تثبت نجاحها وتحقق مرادها. وأن مع الأيام ايضا سوف تنتهي تحقيقات النيابة مع المفسدين وتحال جميع القضايا إلي المحاكمة.. ابتداء من الرئيس مبارك حتي آخر وزير وتمتليء السجون بهم ويعود الأمر الطبيعي إلي البلاد وننتهي من اصدار دستور البلاد وانتخابات مجلس النواب والشوري. بعدها سوف تضع الحكومة الجديدة الأولية في التنمية ويعود الاقتصاد إلي ذروته وتتحسن الاحوال, وعلينا أن نضع أولويات التنمية في سد العجز الذي يسيطر علي البلاد ونعطي الزراعة امكانيات ضخمة ونعتمد علي سواعدنا في الوصول إلي انتاجية القمح والارز حتي الخضراوات لتشبع هذا الشعب ولانحتاج إلي الاستيراد من الخارج, وقد فطنت الحكومة اخيرا إلي عدم اللجوء الي المديونية من الخارج لأنها تشكل عائقا كبيرا وتشل حركة الحكومات في التفرغ لسداد الديون والفوائد التي تنتج عنها. واذا نظرنا بعيدا قبل ثورة32 يوليو نجد أن مصر كانت تدين بعض الدول الاوروبية بملايين الجنيهات المصرية, ونجد أنها كانت تصدر لهم منتجاتها الزراعية وعلي رأسها القطن المصري الذي لم يكن هناك منافس له بسبب الجودة التي كان يتمتع بها. وفي فترة معينة كان هذا الانتاج الجيد سببا جوهريا في الاستعمار الذي كانت تعتمد عليه مصانع لانكشتر لتحويله إلي منسوجات قطنية, حيث الاقبال الشديد عليها وتشغيل الايدي العاطلة. وبعد ثورة52 يناير تري الدولة أن القضاء علي البطالة عامل مهم في رفع شأن البلاد... وعلينا أن نترك هذه الحكومات أن تختار الأفضل لها بعد الدراسات والابحاث المهمة في تنفيذ ما يحقق الرخاء والنمو الذي سينقلنا بالقطع للقضاء علي العجز الذي يجده الشباب في نقص المسكن الذي تسبب في العنوسة التي يشكو منها الجميع, وتحسين التعليم والبحث العلمي الذي ينادي به الدكتور أحمد زويل أحد علمائها الاجلاء. ومع هذا سينطلق الوطن كله إلي النجاح تلو النجاح وتعود مصر إلي ديمقراطيتها الحقيقية التي هي الاساس في تحقيق كل هذه الاماني, بعدها سوف نقول إن الفضل كله يرجع إلي ثورة52 يناير1102 التي ذكرت مصر بماضيها المجيد, وسوف تنظر البلاد الأخري إلي مصر وستعمل علي أن تكون واحدة من الدول التي تحقق ما حققته مصر من نجاح. تماما مثلما كانت مصر في ثورة32 يوليو في تحرير العديد من الدول الافريقية التي التمست السير في نفس الطريق. فعلينا أن لانقلق, لأن الطريق وضحت رؤيته ونضج, وكل من يسير عليه بعد ازالة جميع الالغام من عليه فهو في مأمن ولكن علينا بالصبر.