ثورة25 يناير لها ضحايا من شهداء ومصابين كثيرين وكل أسر هؤلاء الضحايا تحتاج إلي مد يد العون من الجميع سواء كانت أسر الشهداء الذين فقدوا أحباء لديهم, ونفس الحال بالنسبة للمصابين فهناك اصابات متعددة وشديدة وتضمنت أعمارا مختلفة بداية من الأطفال حتي الشيوخ. وتعاطف الكثيرون من ذوي القلوب الرحيمة مع المصابين وأبدوا رغبتهم في مساعدتهم في العلاج, وحدث هذا بالفعل إلا أنه وللأسف الشديد هناك مستشفيات وأفراد استغلوا الموقف والحالات الانسانية البحتة لتحقيق مصالحهم الشخصية من أجل الظهور الاعلامي مدعين علاج الاصابات في الداخل أو السفر للخارج أمام وسائل الاعلام المختلفة ولكن في الخلفية تكون الحقيقة المفزعة أنهم لم ولن يعالجوا مصابين ولا غيره بل كل ما يرغبون به هو التسلق علي أكتاف المصابين لعمل شو اعلامي فقط. وهذا شيء لمسناه من خلال عرض حالات المصابين والاستجابات العديدة من المستشفيات والمراكز الطبية, بالاضافة إلي فاعلي الخير الذين ساهموا في علاج الاصابات التي نشرت في الأهرام إلا أنه في المقابل واجهتنا بعض النفوس الضعيفة التي كانت تهدف إلي الظهور الاعلامي وللأسف كان يشترط هؤلاء ظهور صورهم وألقابهم مقابل الاعلان عن تسفير المصابين للخارج. وفي هذا الاطار تلقت تحقيقات الأهرام استغاثة بعض المصابين الذين أعربوا عن حزنهم الشديد من استغلال وذل واهانة من البعض الذين يتاجرون باسمهم بحجة مساعدتهم في العلاج بالاضافة إلي تجاهل الدولة لهم. ويروي الدكتور حسني مسعد طبيب أسنان ومصاب في عينه بثورة25 يناير عندما خرجت من المستشفي كل ما كان يشغلني هو مساعدة باقي المصابين وهم كثيرون ومحتاجون لمن يرعاهم ويعالجهم أولا ويساعدهم بعد ذلك في عملية التأهيل ليكون كل مصاب منهم عضوا فاعلا في المجتمع بحيث يجد فرصة عمل مناسبة لظروفه. ولكن المحزن أننا وجدنا متاجرة وابتزازا بحالات الاصابة في العيون من مستشفيات وأشخاص. وحدث ذلك فعلا في مستشفي العيون الدولي حيث كنت أعالج من اصابتي. ورأيت مصابين لا يملكون ثمن العلاج لاصاباتهم فتحدثت مع مدير المستشفي ورجوته تخفيض مبالغ العلاج علي أضعف الإيمان ورفض الغاءها. ولكن وجدت ادارة المستشفي أن المصابين ليس لديهم ما يدفعونه فخفضت المبالغ قليلا ومن لم يستطع الدفع أخذت المستشفي عليه الضمانات لسدادها فيما بعد. وفي هذه الأثناء أعلن مستشفي كبير بالمعادي ومستشفي للعيون عن علاج جميع حالات المصابين التي ترد إليها بالمجان. فما كان من مستشفي العيون سوي أن يعلن عن استقباله حالات الاصابات وعلاجها بالمجان ولكن كان هذا ما يحدث أمام الكاميرات التليفزيونية فقط إلا أن الحقيقة أن المستشفي لم يكن يستقبل سوي ثلاث حالات فقط بعكس الاعلان.. ولا يكون نصيب المصاب المتوجه للمستشفي حسب الاعلان سوي الاهانة فقط!! وهناك نموذج آخر علي حسب قول حسن محمد يجسد حجم المصيبة كشف عنه حفل محامية شهيرة ورئيسة احدي الجمعيات, والتي دعت المصابين وأسر الشهداء بالثورة تحت دعوي حفل لتكريم أسر الشهداء والمصابين ومساعدة المصابين في علاجهم بالخارج. وفي الحفل أمرت تلك السيدة الجميع بوضع شاش علي أعينهم لالتقاط الصور معهم وقبل الدخول للمسرح تحدثت معها عن هدفها من وراء هذا المؤتمر بالأوبرا فذكرت لي أنها ستصور المصابين مع السفير الايطالي لتذهب بهذه الصور لتعرضها علي الدول الاوروبية لتحذو حذو الباقي في علاج المصابين بالخارج, وطلبت منها القاء كلمة في هذا الحفل فوافقت ولكن ماحدث بعد ذلك أن المحامية الشهيرة كانت تبغي الظهور أمام الكاميرات, وأنها ادعت سفرنا للخارج واتضح لي أنه لايوجد سفير ايطالي ولا غيره ولكنها خدعتنا جميعا ولذلك انسحبنا من الحفلة بعد هرج وإهانتها للمصابين, ويضيف المصاب عبدالوهاب حمدي سعد من طنطا أننا تلقينا الدعوة لحفل بدار الأوبرا علي أساس عرض حالات الاصابة علي الأطباء الايطاليين خلال هذا الحفل والترتيب للسفر لتلقي العلاج. ولكن في الحفل وجدنا خلاف ذلك ففوجئنا بها تطلب مساعدات من المجتمع الأوروبي لعلاجنا, بالإضافة انها قامت بترجمة كلام علي لسان شخص ايطالي ادعت أنه السفير الايطالي ولكن أحد زملائنا المصابين واسمه وائل يعمل مترجما وفهم الحوار كله ووضح كذبها وادعاءاتها في الحفلة وواجهها بذلك.. ووجه إليها الاتهامات بالنصب, مشيرا الي أن الشخص الايطالي لم يذكر شيئا عن علاجنا بل كل ما قاله أن الشعب الايطالي فخور بالثورة المصرية والشعب المصري. وما حدث في دار الأوبرا شيء مهين ومحزن, فنحن لانريد سوي العلاج ولن نترك الفرصة لكي يتسول علينا أحد. ويضيف وائل محمد من مصابي العيون بثورة25 يناير أننا ومنذ اصابتنا نتعرض لبعض الناس من جمعيات وغيره الذين حاولوا المتاجرة بالمصابين والشهداء هذا بخلاف ماحدث لنا في حفل دار الأوبرا فسبق أن دعينا الي استاد القاهرة حيث ذكرت شخصية أخري أنها تريد رفع قضايا علي الحكومة للمصابين, وأعلنت وقتها أنها ستجمع أموالا لتسفيرنا للعلاج والي الآن لم تفعل لنا شيئا وحدث ذلك ثانية مع مسئولين في جمعية المستثمرين ب6 اكتوبر. والذي ذكر أنه سيساعد المصابين وسيعالجهم ولم يفعل شيئا سوي الظهور الاعلامي فقط علي حساب المصابين. وتضيف ماما صالحه وهي سيدة مصرية تتسم بالطيبة والوطنية وممن أصيبوا في الثورة ويناديها المصابون جميعا بماما صالحة أنها تسعي للتواصل مع المصابين ورجال الاعمال واهل الخير, وأنها وجدت استجابة كبيرة من ذوي القلوب الرحيمة لعلاج أبنائها أمثال الدكتور محمد شرف والدكتور ممدوح حمزه والاستاذة هبه السويدي وغيرهم الكثيرون ممن يساهمون في علاج المصابين. وتضيف ماما صالحة ومع وجود النماذج المشرفة لبلدي قابلتنا أنواع من البشر لاتشغلهم سوي المكاسب الدنيوية والتربح ولو علي حساب الشهداء والمصابين. كما حدث معنا في دار الاوبرا والذي وعد فيه أبناؤه بالسفر للعلاج بالخارج ولكن في الحفلة وجدنا شيئا مهينا لكرامة أبنائي ولذلك أخذتهم وانسحبنا بهدوء من الحفل. ويضيف د. حسن مسعد: نحن لما تعرضنا له من متاجرة وابتزاز وتجاهل من الحكومة نحاول انشاء جمعية تضم كل المصابين لترعي مصالحهم وعلاجهم وتهدف الي اعادة تأهيلهم لمحاولة تشغيلهم فيما بعد وتساعدهم في الارشاد والوعي السياسي. ومن خلال الجمعية نريد تحقيق المطالب السياسية التي من اجلها استشهد وأصيب كل هؤلاء فنحن لانملك مالا لانشاء حزب سياسي ولكن كل مانحاول عمله هو الجمعية.