لقد ولد مترو الأنفاق من رحم السكة الحديد فكان المؤسسون الأوائل من قيادات السكة الحديد.. وكما ولدت السكة الحديد عملاقة عند إنشائها.. كذلك ولد المترو عملاقا في بداية نشأته بتعاون مع شركات فرنسية ويابانية. ومع مرور عشرين عاما علي إنشاء الخط الأول وعشرة أعوام علي إنشاء الخط الثاني مع عدم وجود نظام ادارة جيد, حدث تدهور شديد في كل تسهيلات تشغيل المترو من عاملين, خطوط, عربات وورش, الي آخر ذلك. وحرصا من رئيس الوزراء علي أن يظل المترو وسيلة نقل جيدة وبتكلفة مناسبة حيث ينقل المترو حوالي مليونين ونصف مليون راكب يوميا من خلال خطيه الأول والثاني.. فقد كلف وزير النقل السابق ان يحول مترو الأنفاق التابع للسكة الحديد حيث معظم العاملين به معارون إليه من السكة الحديد الي شركة. وقد تم تسجيل وتحليل مستوي الأداء الحالي وحفظه بالصور والمستندات.. ومن خلال ذلك تم وضع خطة عمل تمثلت في الآتي: عمل إعادة هيكلة للعاملين لتحديد مدي مناسبة كل عامل لما يقوم به من عمل عقليا وجسمانيا وعمل هيكل تنظيمي جديد للشركة وعمل بطاقة وصف وظيفي لكل مهنة, وعمل برنامج تدريبي للعاملين بالادارة العليا وباقي العاملين بمستوياتهم المختلفة, بما يناسب مطالب الأداء لكل مهنة. عمل برنامج للتفتيش علي مواقع العمل الهدف منه الكشف عن العيوب والحالات غير المطابقة للمواصفات لاصلاحها بشكل فوري حتي نكون سابقين للحوادث, ولسنا ملاحقين لها ووضع خطط وبرامج للطواريء وتحقيق الحوادث وإقامة موقع علي الشبكة الدولية لشركة المترو والذي لم يتم عمله خلال عشرين عاما من خلاله يمكن لكل مواطن أن يعرف مترو القاهرة بكل تفصيلاته وهو داخل منزله سواء كان مصريا أو أجنبيا. وتأسيس لائحة جديدة للعاملين يتم من خلالها تحسين المرتبات ووضع نظام علاج للعاملين وأسرهم ووضع نظام للترقي, وأنظمة للأنشطة الاجتماعية مثل الرحلات والمصايف. تم تقليل زمن التقاطر لنقل أكبر عدد من المسافرين وتقليل الزحام. ولم يكن في المترو إلا عدد من أجهزة الحاسب تعد علي أصابع اليدين فتم إدخال80 جهاز حاسب آلي, وعمل فصل تدريبي علي استخدام الحاسب. وقد تم عمل كود ونظام للمخازن من خلاله يحدد الوارد والمنصرف ويوجد بطاقة لكل صنف تحدد النوع والاسم والكمية حتي لا تحدث تسربات وحتي لايحدث عجز أو قصور في قطع الغيار وتم إنشاء مخازن جديدة. كذلك تم تجديد محطات حلوان المرج السيدة زينب مار جرجس. وتجديد واختبارات لأنظمة التكييف والتهوية بالمترو. وتم عمل حواجز لمنع العبور الخاطيء الذي أدي لقتل الكثيرين, وتم تطبيق المواصفات العالمية في المراقبة داخل محطات المترو لمنع أعمال التخريب وزيادة الدخل وكان له العامل الأول في الانفاق من خلال إصلاح البوابات وماكينات التذاكر وإلغاء اشتراكات الهدايا ومحاسبة المسافرين من الشرطة والقوات المسلحة طبقا لما تنص عليه اللوائح وليس مجانا وجار, شراء عشرين قطارا جديدا للمترو. كذلك تم عمل أكثر من مزاد لبيع مخلفات تركت بلا فائدة لسنوات طوال وتعيين عاملات علي شبابيك الصرف لأول مرة وشركات نظافة جديدة وشركات أمن لمراقبة حركة المسافرين مما كان له نتيجة في زيادة الدخل. وبعد أن تم تحويل الاسم الي الشركة المصرية لادارة وتشغيل مترو القاهرة.. يجري حاليا وضع العلامات علي الأرصفة والوحدات لتحديد أماكن الصعود والهبوط لتقليل التكدس عند الأبواب, ومنع الحوادث وتقليل زمن تواجد المترو بالمحطات. وبعد كل هذا هناك خطة طموح للوصول بمستوي آداء المترو للمستوي العالمي حتي يصبح مثل مترو لندن وفرنسا وإسبانيا من حيث جودة الأداء. فهل تترك السكة الحديد والآخرون وليدها السابق لكي يصل الي مايصبو إليه أم تراها تغار, كيف يسبق الابن والديه وكيف يتغلب علي الصعاب وكيف ستكون المقارنة بين هنا وهناك, ثقتنا أن وزير النقل الحالي المهندس علاء فهمي سوف يدعم كل تطوير وكل عمل جاد لكي ينهض بكل وسائل النقل من سكة حديد طرق ومترو القاهرة لكي تكون التجارب الجادة وسيلة تحتذي..