أين علماء مصر؟ تنعقد في مصر مؤتمرات عن النانو تكنولوجي ويتم دعوة علماء أجانب من أصول مصرية ومن هؤلاء العلماء د. مصطفي السيد وعدد من العلماء الأجانب أحدهم سويدي من أصل مصري والاخر إنجليزي من أصل مصري ولا يعرف من العربية كلمة واحدة, يتحدثون عن النانو تكنولوجي وعن ثورة يناير بل يبحثون عن دور كانوا يقومون به أيام الثورة. وأنا لا أقلل من دور هؤلاء العلماء العظماء الذين يمكنهم إفادة مصر في العديد من المجالات, ولكنني اتساءل أين العلماء المصريون الذين رفضوا إغراءات السفر وما أكثرهم وفضلوا البقاء في بلدهم لخدمتها ومدها بأحدث الأبحاث العلمية ومنهم علي سبيل المثال وليس الحصر الأستاذة الدكتورة سامية التمتامي رائدة علم الوراثة البشرية في مصر والتي أنشأت مدرسة تخرج فيها العديد من الأطباء في مجال الوراثة البشرية, وكذلك الأستاذة الدكتورة رشيقة الريدي التي لها العديد من الأبحاث في علاج البلهارسيا, والأستاذ الدكتور محمد غنيم الذي أنشأ مركز الكلي والمسالك البولية في المنصورة الذي يضاهي المراكز العالمية لخدمة المرضي من المنصورة وجميع محافظات مصر, والأستاذ الدكتور مصطفي رأفت في مجال الأورام والأستاذة الدكتورة لطفية النادي في مجال علوم الليزر والأستاذ الدكتور حسام موافي في مجال القلب. ونحن نحرص علي الاحتفاء بكل عالم مصري يعيش في الخارج وننظم له المؤتمرات والندوات والامسيات الثقافية وتبحث عنهم الجامعات المصرية لمنحهم الدكتوراه الفخرية فما الذي قدموه لمصر؟ وفي نفس الوقت نتجاهل علماءنا الذين ضحوا بالكثير من أجل العيش في مصر ورفضوا جميع إغراءات السفر للخارج. فنظرة الي علمائنا بالداخل الذين بذلوا الكثير من اجل مصر ومازالوا يبذلون ويرغبون في نهضة وتقدم مصر لأن أي دولة لا تنهض إلا بعلمائها. آن الأوان للإهتمام بالبحث العلمي والعلماء وخاصة بعد ثورة 25 يناير التي تحتاج منا الي ثورة تصحيح في مجال العلوم والتكنولوجيا ووضع سياسة واضحة من أجل نهضة هذا البلد العريق, فمصر لديها ثروة لابد من الاستفادة منها ولننظر للمستقبل ونفكر في مستقبل أبنائنا بدلا من الحديث المستمر عن آلام الماضي وعن محاكمات رموز النظام السابق. المزيد من مقالات سامية أبو النصر