أمس ولدت دولة جنوب السودان من رحم السودان، أمس إنفصل جزءاً غالياً من من السودان الشقيق تنفيذا لإتفاق نيفاشا الشامل للسلام الموقع فى نيروبى عام 2005. لقد أراد شعب الجنوب الإنفصال عن الدولة فى الشمال، أصبحت له دولته المستقلة. لقد عشت أفراح الشعب السودانى الجنوبى بإعلان استقلال دولتهم الجديدة، سيظل تاريخ التاسع من يوليو من عام 2011 يوما مشهوداً فى تاريخ الدولة الوليدة، فقد شهد هذا اليوم ولادة دولة جديدة تضاف إلى دول الأعضاء فى الأسرة الدولية والأفريقية، وربما العربية. لكن الدولة الجنوبيةالجديدة تواجهها العديد من التحديات يأتى فى مقدمتها الخلاف مع شمال السودان حول قضية الحدود ومنطقة أبييى والبترول والتنمية، مما يشير إلى استمرار التوتر بين الدولتين. إن هذه القضايا تمثل المحك الرئيسى فى تحقيق الاستقرار والسلام فى الجنوب وطى صفحة الماضى التى شهدت حربا ضروسا أهلكت الأخضر واليابس على مدى سنوات عجاف طويلة. إن أهل الجنوب رغم فرحتهم بالاستقلال عن الجنوب لا يخفون قلقهم من المشكلات التى مازالت عالقة مع الشمال خاصة وأن لهم أخوة يعيشون فى الشمال يتساءلون عن مصيرهم وهل ستسمح لهم حكومة الشمال بالعيش وحرية التنقل أم ستقوم بطردهم وترحيلهم إلى دولتهم المستقلة، كذلك هناك ألاف الأسر الشمالية تعيش فى الجنوب. إن الدولة الوليدة لاشك تحتاج إلى المساندة والدعم والرعاية حتى تسطيع الوقوف على قدميها، خاصة وأنها ولدت فى ظروف دولية وإقليمية غاية فى التعقيد، فضلا عن ربيع الثورات الذى يجتاح الدول العربية. أخيرا أقول إن المسلمين فى هذه الدولة يحتاجون إلى المساندة والدعم من الدول الاسلامية حتى لا يندثر الإسلام من هذه المنطقة، ويصبحون عدما بعد أن كانوا أقلية. فهل هناك من يسمع ومن يقرأ..؟ المزيد من مقالات محمود النوبى