رجال الاعلام والمراسلون الصحفيون بمارسون دورا اساسيا في نجاح الثورات العربية في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا الا انهم كانوا من أكثر الفئات التي عانت من ويلات التعنت وكبت الحريات التي مارستها الانظمة العربية الساقطة او تلك التي في طريقها للانهيار. , وقد رصدت منظمة مراسلون بلا حدود ابرز الاحداث والازمات التي تعرض لها الصحفيون خلال تغطيتهم للثورات العربية, وهو مانعرضه في التقرير التالي: مصر شهيد الاهرام مع انطلاق الشرارة الاولي للثورة المصرية يوم25 يناير, كانت بداية مواجهة الحريات بفرض حالة التشويش علي الاتصالات في مناطق تجمع الثوار لتتسارع الوتيرة وتشمل ابطاء شبكات الانترنت وتزايد الشكاوي من عمليات انقطاع متقطع واغلاق مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر لتنتهي بفصل تام لجميع اتصالات المحمول و خدمات شبكات الانترنت صبيحة يوم جمعة الغضب82 يناير والتي شهدت الايام الثلاثة السابقة لها التعرض بالضرب والطلقات المطاطية وقنابل الغاز لعدد من الصحفيين والمراسلين المصريين بالاضافة الي اعتقال بعضهم لفترات وجيزة, وكان من بينهم ثلاثة صحفيين من قناة أساهي اليابانية هم كوسوكي أوكونو ويوشيهيسا نومورا وشيماء سامي والقاء القبض علي مصورين اسوشيتدبرس ومراسل الدايلي نيوز بالقاهرة والقبض علي أربعة صحفيين فرنسيين في صباح جمعة الغضب لعدة ساعات وهم كارين لاجون من جورنال دو ديمانش وأدريان جولم من فيجارو والمصور ألبير فاتشيللي من وكالة سيبا ومصور من باري ماتش, وفي صباح السبت13 يناير وبعد تلقي نظام مبارك لصدمة جمعة الغضب ازدادت حدة اركان النظام في التعامل مع وسائل الاعلام ليصدر وزير الاعلام انس الفقي قرارا بإغلاق وإيقاف نشاط قناة الجزيرة بمصر وإلغاء كافة التراخيص وسحب البطاقات الممنوحة لجميع العاملين بها ليتم بعدها القاء القبض بعد عدة ساعات علي خمسة مراسلين للقناة وتم الاستيلاء علي اشرطتهم واجهزتهم المحمولة قبل اخلاء سبيلهم, ليستمر العنف الممارس ضد الصحفيين ليتجاوز مداه في2 فبراير باستشهاد الزميل أحمد محمد محمود الصحفي بالاهرام بطلقة غادرة في الرأس من أحد رجال القناصة وهو في شرفة منزله بشارع القصر العيني حيث كان يقوم بتصوير المشاجرات بين المتظاهرين والشرطة, ليصبح أحمد هو شهيد الثورة الوحيد من الصحفيين والاعلاميين. تونس مهد الثورات كما كانت تونس مهدا للثورات العربية فان الانظمة الاخري المتساقطة استمدت خبراتها الاولي في ممارسة القمع من نظام بن علي الذي كان سباقا في تضييق الخناق علي نشطاء الانترنت والفيسبوك متبعا نظم غلق الصفحات واختراق حسابات البريد الالكتروني للنشطاء من الشباب قبل ممارسة حملة واسعة من الاعتقالات ضدهم بالاضافة الي منع الصحفيين الاجانب من دخول الاراضي التونسية وكانت ابرزهم ايزابيل ماندور المتخصصة في قضايا المغرب العربي بصحيفة لوموند الفرنسية, وفي11 يناير شهد مقر نقابة الصحفيين التونسيين حصارا من قوات الأمن لتبدأ في الأيام التالية حملة اعتقالات ضد عدد من الصحفيين لتشمل القبض علي حمة الهمامي, رئيس التحرير السابق لصحيفة ألترناتيف( المحظورة في البلاد) واعتقال نزار بن حسن الصحفي في راديو كلمة ليبلغ العنف مداه تجاه الصحفيين باستشهاد المصور الفرنسي لوكاس مبروك23 عاما. اليمن.. الصراع يتواصل منذ أن بدأت أصداء ثورة تونس تتردد في أنحاء اليمن وخروج بشائر الاحتجاجات إلي الشارع اليمني بدأ نظام عبد الله صالح في الهجوم علي الصحفيين فكانت البداية القبض علي الصحفية توكل كرمان المسئولة عن منظمة صحفيات بلا قيود ومع سقوط نظام مبارك في القاهرة وخروج التظاهرات المرحبة بنجاح الثورة المصرية في اليمن ازداد عنف الأمن اليمني مع الصحفيين وسط سلسلة من الاحتجازات والاعتداءات شملت مصور وكالة رويترز خالد المهدي وتحطيم كاميراته ومصادرة كاميرا لمصور أسوشيتد برس هاني الأنسي. وعلي نفس النهج الذي تكرر في الثورات المصرية والتونسية من استخدام بلطجية في الاعتداء علي الصحفيين قام مسلحون بمهاجمة مراسل وكالة مأرب للأنباء ماجد الشعيبي وسرقت كاميراته. وتعرض مراسل البي بي سي عبد الله غراب للضرب والاعتداء من عناصر الشرطة يرتدون ملابس مدنية. بالاضافة الي الاعتداء بالضرب علي الصحفية سامية الأغبري واختطاف الصحفي يحيي الثلايا, مراسل موقع الصحوة الإخباري وكانت السمة الأبرز للتهديدات التي واجهها الصحفيون خلال تغطيتهم لأحداث الثورة اليمنية هو تلقيهم التهديدات بالقتل والاختطاف عبر بعض الجماعات المسلحة فدعت مجموعة' كتائب الثأر لليمن وللرئيس صالح', بالتهديد في بيان نشر علي شبكة الإنترنت بقتل كل المعارضين للرئيس والهجوم علي الصحف ومواقع الإنترنت التابعة للمعارضة. ولم تتوقف حدود البطش عند الصحفيين اليمنيين بل تجاوزت لتمتد إلي حملة طرد وترحيل واعتقال واسعة شملت حوالي ثمانية من المراسلين الأجانب العاملين باليمن ومنهم البريطاني أوليفر هولمز الصحفي بالوول ستريت جورنال, والأمريكية هايلي سويتلاند إدواردز الصحفية بلوس أنجلوس تايمز وأخبار أمريكا أون لاين, والباحث الأمريكي المستقل جوشوا ماريسيتش المتعاون مع عدة وسائل إعلام بما فيها صحيفة يمن تايمز, والبريطانية بورتيا ووكر الصحفية في واشنطن بوست, ورغم استمرار اشتعال الأحداث باليمن إلا انه إلي الآن دفع اثنين من الصحفيين حياتهما ثمنا لأداء واجباتهما المهنية ليستشهد مصور صحيفة المصدر المستقلة جمال الشرابي خلال احدي التظاهرات بساحة التغيير بالاضافة الي اصابة محمد يحيي الملايا, مراسل صحيفة السلام, برصاص قناص خلال المظاهرة نفسها ولم يكن غريبا ان تخرج التهديدات بالقتل تجاه أحد الصحفيين من السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية اليمني أحمد الصوفي بعد خلافه مع مراسل البي بي سي عبد الله غراب خلال أحد المؤتمرات الصحفية التي وصف خلالها الصوفي غراب بانه يعمل لحساب اجندات خارجية ليتلقي بعدها مراسل البي بي سي وابل من التهديدات بالقتل سوريا.. اعتقال اصغر مدونة في العالم طل الملوحي.. طالبة لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرها كل تهمتها توجيه رسالةإلي الرئيس الامريكي باراك أوباما علي مدونتها تطالبه فيها باتخاذ موقف أكثر اعتدالا بشأن العرب والفلسطينيين والمسلمين ليتم القاء القبض علي طل لتواجه الحكم بالحبس لمدة خمس سنوات دون ان يكون لها حق الاستئناف بعد اتهامها بالتجسس لصالح السفارة الأمريكية في مصر ورغم ان بداية اشتعال قضية طل الملوحي كان في2009 الا ان الحكم الصادر نحوها جاء في فبراير2011 وسط اشتعال الأحداث السورية.. وتعرض العديد من الصحفيين الاجانب والسوريين لتضييق الخناق من جانب الحكومة السورية ومنع السماح للمراسلين الاجانب الحصول علي تأشيرات لدخول سوريا وسط فرض لحالة من التعتيم الاعلامي علي الأحداث الجارية هناك ليصبح الانترنت وشبكات الرصد السورية علي صفحات الفيسبوك بمثابة المنفذ الأول والأخير لاظهار حقيقة مايحدث داخل سوريا. ليبيا الأكثر دموية حمام من الدماء الصحفية سال علي الأراضي الليبية خلال أحداث الثورة الليبية الأكثر دموية بين مثيلاتها في الوطن العربي ليقتل مايقرب من خمسة مصورين صحفيين واعلاميين في ليبيا بطرق مختلفة بدايتها جاءت عبر قذيفة هاون في مصراتة كانت كفيلة بانهاء حياة مصورين صحفيين واصابة آخرين اثناء تأدية عملهم ليلقي البريطاني تيم هيثرنجتون والأمريكي كريس هوندروس من جيتي إيمدجز مصرعهما في شارع طرابلس. وأصيب أيضا في الهجوم المصور الأمريكي مايكل كريستوفر براون من وكالة كوربيس والمصور المستقل البريطاني جي مارتن. وبالإضافة إلي ذلك, توفي المصور القطري علي حسن الجابر العامل في قناة الجزيرة القطرية في12 مارس الماضي في كمين نصب له بالقرب من بنغازي. كما استشهد الصحفي والمدون الليبي المعروف باسم مو وأحد مؤسسي قناة ليبيا الحرة محمد النبوس برصاص القناصة في بنغازي. وقتل المصور النمساوي الجنوب إفريقي أنطون هاميرل علي أيدي ميليشيات تابعة للنظام الليبي بعد مرور ستة أسابيع علي اختفائه في ابريل الماضي [email protected].