أسوأ سيناريو تزايد حالات قطع الطرق والسكك الحديدية خلال الفترة الأخيرة لأي سبب ولو كان تافها, يؤكد حقيقة أن كثيرا من فئات الشعب المصري لا تتمتع بأي ثقافة سياسية بل وتخلط بين الحرية والفوضي. واستمرار أسلوب التعامل الحالي مع تلك الأحداث رغم جسامتها واكتفاء الحكومة بتهدئة خواطر المعترضين دون محاسبتهم علي تلك الجرائم الشنيعة في حق الوطن يشجع آخرين علي القيام بالأمر نفسه وهو ما يعني مزيدا من الفوضي والانفلات الأمني. ومصدر الخطورة من تزايد تلك السلوكيات خلال الفترة الحالية دون ردع من الحكومة هو أنها تفتح الباب لمزيد منها عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. بمعني أن أنصار أي مرشح لم ينجح في الانتخابات لن يجدوا وسيلة للتنفيس عن غضبهم في ظل تدني مستوي الثقافة السياسية وعدم القبول برأي الأغلبية سوي قطع الطريق وإيقاف حركة القطارات. ومن المحتمل في ظل وجود قطاعات عريضة من المجتمع لا تقبل بنتائج الانتخابات وتلجأ للشارع في جميع المحافظات للتعبير عن غضبها أن تندس وسطها عناصر تابعة لفلول النظام السابق أو لجهات أجنبية لا تريد الخير لمصر وتقوم باستخدام السلاح بهدف تأجيج المشاعر وقذف البلاد في دوامة من الفوضي. فإذا ما حاولت قوات الأمن التصدي لمحاولات زعزعة استقرار البلاد والتصدي لمن يحمل السلاح من المندسين تتعالي أصوات دولية بضرورة حماية المدنيين كما يحدث في ليبيا الآن. مطلوب من كل القوي السياسية في مصر دون استثناء أن تعقد اجتماعا مشتركا علي الفور لإدانة مثل تلك الأعمال وتفويض قوي الأمن والجيش للتصدي لها بكل الوسائل الممكنة حتي لا تكبر كرة الثلج وتشكل انهيارا كبيرا للدولة لا يمكن التعامل معه لاحقا. ومطلوب من وسائل الإعلام خاصة برامج الحوارات التليفزيونية البدء علي الفور في إعداد حلقات متعددة لتوعية أفراد الشعب ورفع مستوي ثقافتهم السياسية. الأمر خطير ويتجاوز المصالح الضيقة للقوي السياسية الساعية للحكم. وانتشار الفوضي بعد الانتخابات قد يعني اللجوء لأساليب غير ديمقراطية لإدارة البلاد ولن نستطيع الاعتراض وقتها لأن استقرار الوطن والتصدي للتدخلات الداخلية والخارجية سيكون له الأولوية. [email protected] المزيد من أعمدة سامح عبد الله