ربما يكون محمد عادل عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 إبريل ، واحدا من الشباب القلائل الذين لم يجدوا حرجا في الحديث عن زيارتهم إلى صربيا، للتعرف على التجربة الصربية في إنهاء حكم رئيسها السابق “سلوبودان ميلوسيفيتش”.. وحول الزيارة، وأهدافها، وتوقيتها، وكواليس ما قبل الثورة، وما بعدها، فتحنا كل الملفات الشائكة.. فإلى التفاصيل: أنت واحد من الشباب الذين سافروا إلى صربيا.. فما هي تفاصيل هذه الزيارة؟ أنا سافرت إلى صربيا في يونيه عام 2009، وكنت وقتها عضوا مستجدا في حركة 6 إبريل، وقد تلقيت دعوة بالزيارة باعتباري مدونا مصريا، وكان معي 15 شابا وفتاة من مصر، وشباب آخرون من الجزائر، وكان الهدف من هذه الزيارة هو التعرف عن قرب على التجربة الصربية في التغيير، وهناك التقيت مجموعات من الشباب التي قادت خطة خلع الرئيس الصربي السابق ميلوسيفيتش، وقد دعت حركة “اتبر” وتعني -المقاومة باللغة الصربية- إلى انتخابات، وعملت دعاية لصالح مرشح المعارضة، وعندما انتهي الأمر إلى الإعادة تمت الدعوة لإضراب عام لمدة 10 أيام، وزحفوا نحو البرلمان في بلجراد، واستولوا عليه. والحقيقة أننا نتابع هذه التجربة منذ عام 2008، حيث قامت أكاديمية التغيير والتي تضم مجموعة من الباحثين المصريين في مجال التحول الديمقراطي، والتغيير السلمي، بعرض فيلم عن تجارب التغيير في العالم ومنها أوكرانيا، وجنوب إفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وإيران، وتركيا، وقد أخذنا من هذه التجارب ما ينفعنا. فالتغيير ليس معناه أن تجلس في مكتبك تحت التكييف، لكننا قررنا كشباب 6 إبريل أن ننزل للمواطن البسيط، ونتحدث معهم عن ظروف المعيشة الصعبة، وقبل ثورة 25 يناير، كانت الأحزاب السياسية تتحدث في أمور تهم النخبة، وهو كلام تنظيري لا يفهمه رجل الشارع البسيط، الناس تحتاج لمن يخاطبها في مشاكلها، وهمومها اليومية، ونحن كنا نقوم بهذا الدور قبل أن نتعرف على تجارب التغيير في العالم من حولنا. التجربة الصربية وماذا استفدتم من التجربة الصربية في عملية التغيير؟ في صربيا كان لديهم جدول زمني، وأهداف محددة يريدون تحقيقها، وهم درسوا جيدا الخطوات المناسبة في كل مرحلة على حدة، ويعرفون أيضا متى يستخدمون الإضراب، ومتى يلجأون إلى الاعتصام، ومتى يستخدمون الوقفات الاحتجاجية، والتظاهرات، ومدتها، وتوقيت تنفيذها، حتى آلية إصدار البيانات لديهم رؤية واضحة بشأنها.. وكما ذكرت فقد تلقيت دعوة من صربيا للتعرف على تجربتهم في التغيير، وقتها أعلنت على الفيس بوك أني سألبي الدعوة، وكان هناك تنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، حتى أمن الدولة كان يعلم بهذه الزيارة، ولم يمنعني، وهناك قضيت أسبوعين، الأول كان مخصصا للتعرف على التجربة، والثاني كان لزيارة بعض المؤسسات الإعلامية، والصحف التي دعمت الثورة الصربية. يتحدث بعض الخبراء عن ثورات ملونة في العالم تقودها المجموعة الدولية لإدارة الأزمات بقيادة الملياردير اليهودي جورج سوروس ،لتحقيق الأهداف الأمريكية الإسرائيلية لإنشاء ما أسموه بالشرق الأوسط الجديد.. فما تعليقك على ذلك؟ أولا الحديث عما يسمى بالثورات الملونة هو مجرد فكر هلامي، وثانيا هل للأمريكان علاقة بالثورة في تونس مثلا، فأنا أول مرة أسمع عن جورج سوروس بعد ثورة 25 يناير. كلام هلامي! ومخططات تقسيم العالم العربي.. ألم تسمع عنها؟ ما يشاع عن مؤامرة أمريكية لتقسيم العالم العربي هو كلام هلامي أيضا، فأمريكا كانت تدعم الرئيس السابق حسني مبارك، فكيف لها أن تساهم في خلعه، ثورة يناير.. هل كانت عفوية أم مخططة؟ إحنا اجتمعنا يوم 30 ديسمبر من عام 2010، قلنا محتاجين تغيير، ولازم الموضوع يخلص في 2011، واخترنا شهر نوفمبر 2011 وهو موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، وقلنا إن أيام مبارك في الحكم سوف تنتهي بحلول هذا التوقيت، وكانت أول محطة عمل في 25 يناير 2011، وكانت خطتنا الأساسية أنه لو الناس نزلت وقدرت تستمر في الشارع نبقى كسبنا المعركة، وكنا قد اتفقنا على انه لو الأمن ضربنا لن نحتك به، لان الكاميرات هاتصور المظاهرات، ساعتها هيستغلوها ضدنا، والناس في الداخل والخارج سوف تتعاطف معه، فنحن دعاة حياة، ولسنا دعاة تخريب.. وكنا نخطط لان يكون 25 يناير مجرد يوم وينتهى، للمطالبة بحد أدنى للأجور، وإقالة وزير الداخلية، ومحاكمة ضباط التعذيب، وتعديل الدستور، وحل البرلمان، لكن الصورة تغيرت لما وجدنا الناس استجابت ونزلت الشارع لتأييد المطالب المشروعة، وكان هدفنا أن يرى النظام قوتنا العددية، وقدرتنا على حشد المواطنين، لكن لما الناس نزلت جاءت ساعة الحسم، وقلنا إننا وصلنا للنهاية، ورفعنا سقف المطالب إلى التغيير الجذري! التمويل الخارجي يوجه البعض اتهامات لكم بالحصول على تمويل من الخارج.. فما مدى صحة ذلك؟ نحن لم نحصل على تمويل من أي جهة، وإنما التمويل استفادت منه منظمات المجتمع المدني، التي تعقد ورشها ومؤتمراتها في فنادق خمس نجوم ، أما نحن فلدينا مقران الأول في شقة بالدقي، ويمتلكها مواطن مصري مقيم في لندن، والمقر الثاني في فيلا بشارع السبع سواقي في قصر العيني، ولم ندفع في المقرين جنيها واحدا! كيف ترى المستقبل في مصر؟ لست متشائما، ونحن نعمل، ونبذل جهدا لتنفيذ مطلبنا الكبير والرئيسي وهو التحول الديمقراطي بشكل كامل، كان هدفنا التغيير، وحدث جزء كبير منه، ويبقى الهدف الأساسي وهو التحول الديمقراطي، وهذا الأمر ليس سهلا، لكن مادام عندك حراك سياسي كبير إعرف إنك كسبان!