فجأة أصبحوا نجوما على شاشات الفضائيات!.. وفجأة نالتهم الاتهامات بأنهم يتحدثون باسم الشعب المصري!.. وفجأة أصبح بعضهم متهما بالمساعدة في تنفيذ أجندات خارجية لدول دربتهم، وجهزتهم للقيام بإشعال الشرارة الأولى للثورة!.. طرحنا كل التساؤلات، والاتهامات على الدكتور عصام النظامي عضو اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة، وإليكم التفاصيل: يتردد أن بعض شباب الثورة، تدربوا في الخارج على كيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في حشد الناس نحو التظاهر، تنفيذا لأجندات خارجية .. فإلى أي مدى تتفق أو تختلف مع هذا الطرح؟ - هذه سمة كل الثورات، ويمكن أن تنخرط في صفوفها كيانات لها أهداف، ومصالح شخصية، أو أهداف تنطلق من أجندات خارجية تحاول جر هذه الثورة إلى منعطفات غير وطنية، و هذا لا يعني أن جموع الشباب الذين ثاروا كانت تحركهم أهداف أو أجندات خارجية، فهذه الثورة نقية وشعبية وسلمية ، ولا يمكن أن ننسب هذه التصرفات التي قام بها ذوي الأغراض الخاصة والخارجية لهذه الثورة السلمية النقية، فقد استشهد لأجلها العديد من الشباب الذين خرجوا ثائرين من اجل الحرية، والكرامة، والمستقبل الأفضل لهم، وللأجيال القادمة، كما أصيب من أجلها شباب نقي، يسعى لتحقيق ذات الأهداف النبيلة، وأنا أؤمن بأن هناك أعداء للبلاد يحملون في داخلهم أجندات خارجية، وقد استطاع هؤلاء تجنيد البعض من ضعاف النفوس حتى تنعطف الثورة عن مسارها السليم، وأهدافها الوطنية النبيلة، ولكي لا ننعم بانجازات الثورة، وما حققته من مكاسب، ولكي لا تستقر البلاد، ولذلك فإن مهمتنا جميعا أن نحارب هؤلاء المأجورين حتى نجني ثمار ثورتنا السلمية العظيمة. في اعتقادك.. هل كانت الثورة عفوية أم مخططة كما يردد الخبراء الاستراتيجيون؟ النظامي: لدي يقين بأن هناك شبابا قد سافروا، وتدربوا على كيفية التحريض على التظاهر، واستغلال الظروف المتردية داخل المجتمع المصري لإشعال التظاهرات، ونشر الفوضى، وقد تمت هذه التدريبات تحت مظلات منظمات خارجية مشبوهة تتستر بشعارات الديمقراطية، وحقوق الإنسان، ولكن البعض من هؤلاء الشباب قد فطنوا لما يحاك بمصر، وما تسعى إليه القوى الخارجية من تدمير لها، فاستيقظت ضمائرهم، وكان ولاؤهم لوطنهم، وأبلغوا الجهات الأمنية المصرية بهذه الأجندات الخارجية، لكشف هذه المؤامرات، حفاظا على الوطن، وسلامة أراضيه يروج العديد من الخبراء والمحللين السياسيين في الداخل والخارج أن الهدف من إشعال هذه الثورات هو تنفيذ المخططات الخارجية لتقسيم العالم العربي؟ - اتفق تماما مع من يقولون بأن هناك مخططات خارجية لمحاولة تفتيت الدول العربية الكبرى، خاصة مصر، لأنها قلب العالم العربي، وحتى تتساوى هذه الدويلات بعد تقسيمها مع إسرائيل حجما وكثافة من حيث السكان، ثم تكون هذه الدويلات ضعيفة، وتابعة لها، وعلى ذلك لابد أن نفطن لمثل هذه المخططات جيدا، ولنا في الدولة السودانية وليبيا عبرة، ولا ننسى ما أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس من دعوة لنشر ما أسمته بالفوضى الخلاقة ، وما تعنيه كلمة خلاقة من نشر الفوضى قفي العالم العربي حتى يسهل تفتيته وإضعافه، والسيطرة عليه، وتقسيمه إلى دويلات تخضع لسيطرة الامبريالية العالمية. نجوم على الفضائيات لكن بعض شباب الثورة أغرتهم الأضواء، وصاروا نجوما على شاشات الفضائيات؟ هذا صحيح، وهذه ظاهرة تعقب الثورات، وهذا الشباب كان مغيبا لسنوات طويلة، وعازفا عن المشاركة السياسية، ولم تكن لديه فرص للظهور الإعلامي، وبعد الثورة سنحت لهم الفرصة لكي يظهروا في وسائل الإعلام المختلفة، وبالتالي كان لابد أن يحدث بعض التخبط، وكان متوقعا أن تحدث بعض السلبيات في طرح الرؤى، ونحن لم نتعلم حتى الآن ثقافة الاختلاف، واحترام الرأي الآخر، ولذلك فإنني أتلهف لرؤية برلمان فعلي بأعضائه المنتخبين من ممثلي الشعب، ومن لهم الحق في الدفاع عن مصالحه ومطالبه، حتى تخمد هذه الوصاية التي يمارسها البعض على إرادة الشعب المصري، لكن في النهاية الثوار ليسوا أوصياء على الشعب، وعلى كل منهم أن يطرح وجهة نظره التي يراها، معبرا عن رأيه الشخصي، لا متحدثا باسم الشعب المصري كله. بماذا تنصح شباب الثوار؟ - تحاول وسائل الإعلام العربية، والغربية ، أن تصنع نجوما تستقطب بهم الأنظار كأنهم صناع الثورة وزعماؤها، وهذه الدعاية مرفوضة، لاسيما أن هذه الثورة شعبية ولم يكن لها قائد ولا زعيم، لكنها كانت ثورة ضد الظلم، والفساد، والقهر، وإذا كان للثورة بطل، فهؤلاء هم الشهداء والمصابين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء، ونصيحتي للشباب أن يفطنوا لما يحاك لمصر من مؤامرات، وأن يضعوا المصلحة العليا للوطن نصب أعينهم، وأن يلتفوا حول قيادتهم، وحول القوات المسلحة التي اعترفت بالمطالب المشروعة للثورة، وحمتها ، ولا تزال تحميها حتى تحقق أهدافها النبيلة ، وألا يستجيب هؤلاء لمحاولات الوقيعة بين الجيش والشعب.