سألتنى مذيعة برنامج "يسعد صباحك" صباح السبت الماضى عن الفرق بين الصحافة الورقية والصحافة الاليكترونية؟ وكانت اجابتى ان الموضوع كبير جدا ويحتاج ساعات لسرد الفروق - وليس فرق واحد - لكن يمكن ايجاز الفروق العديدة فى تشبيه بسيط حتى يستوعب المشاهد الفكرة وهى ان الفارق بين الصحافتين الورقية والاليكترونية مثل الفارق بين الاغنية القديمة الكلاسيكية والاغنية الحديثة فى كل شئ سواء من ناحية الاداء او الكلمات واللحن حيث كات الاغنية القديمة تحتاج ساعات وساعات لسماعها ومتابعة كوبليهاتها (مقاطعها) واعادتها مرات ومرات علاوة على ان المطرب يحتاج لساعات اخرى حتى يصل لمرحلة السلطنة الى جانب ان شطرات الاغنية كانت طويلة ومملة بمقاييس الزمن الحالى اما الاغنية الحديثة فهى عبارة عن ترجمة لايقاع ورتم العصر الذى نعيشه.. عصر السرعة والتكنولوجيا.. فوسط مشاغل الحياة وسرعة دوران رحاها بات المرء فى اشد الحاجة الى صحف ومواقع اخبارية تمده بآخر الانباء والتطورات فى كل ما يدور حوله وفى أقصر وقت ممكن وهو ماتقوم به بجدارة وبراعة المواقع أو الصحف الاليكترونية وفى ظل المنافسة الشرسة بين تلك المواقع أضحى القارئ هو المستفيد الأول من تدفق الأخبار لحظة وقوعها لدرجة اصبح معها وكأنه يحمل وكالة أنباء متنقلة سواء على جهازالكمبيوتر المحمول (اللاب توب) أوعلى تليفونه المحمول. ولعل أكبر دليل على تأخر الصحافة الورقية وعدم مواكبتها لروح العصر أنها تنشر اخبار (بايتة) كمعلومة جديدة رغم أن تلك الأخبار وقعت فى اليوم السابق وتناولتها العشرات من المواقع الاليكترونية بل وتعرضت لها بالطرح والمناقشة والتحليل البرامج الحوارية (التوك شو) فى القنوات الفضائية المختلفة. لهذه الاسباب ولغيرها لابد أن نعترف بالحقيقة المجردة دون مواربة ان المستقبل للصحافة الاليكترونية بلا ادنى شك ولكى تخرج الصحافة الورقية من هذا المأزق الخطير لابد أن تبحث عن طرق جديدة وغير تقليدية لتناول الأخبار والأحداث حتى لاتتعرض لخطر الانقراض والاندثار.