ضريبة الفن والبيزنس! في دولة فقيرة نسبة المعدمين بها تتجاوز أربعين في المائة وتمتد العشوائيات بها كالأورام السرطانية وبهذه الصورة المفزعة علي نحو يهدد السلام الاجتماعي يصبح لزاما علي حكومتها ووزرائها أن تجيء سياساتهم وقراراتهم في مصلحة محدودي الدخل والكادحين وهو مالم تراعه حكومة نظيف الراحلة. ولو قلنا أن أي حكومة مع ارتفاع نسب الفقر لابد أن تساند الكادحين وتعايش أزماتهم ومواجعهم فإن الوزير الأول الذي يقع علي عاتقه مواجهة الفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء هو وزير المالية, بينما رأينا الوزير بطرس غالي لا علاقة له بمحدودي الدخل. حكومتنا الحالية يتعين عليها تصحيح تلك الأوضاع المقلوبة قبل فوات الأوان ولا غني عن ضريبة تصاعدية علي أهل الفن والبيزنس تصل إلي سبعين في المائة, وهو أمر معمول به في الدول المتقدمة رغم محدودية الفقر بها إنما هم يستهدفون العدالة ليس معقولا أن نترك فنانا بهلوانا يحصل فيلمه علي21 مليون جنيه أو فنانة تحصل في مسلسلها علي ثمانية ملايين أو مطربا يتقاضي في كليبه المبهر ثلاثة ملايين أو لاعب كرة يشترط رقم الستة ملايين قبل توقيع العقد السنوي في دولة نتحدث فيها عن رفع الحد الأدني إلي سبعمائة جنيه وكأنها معجزة من السماء. علينا أن نحاصر تلك الثروات والدخول الطفيلية لرجال الأعمال ولابد أنه يوجد خلل بدليل تلك القصور التي ظهرت فجأة, والمؤكد أن أصحابها لا علاقة لهم بمصلحة الضرائب, والمؤكد أن كل رجل أعمال وطني يعمل لصالح هذا البلد سوف يرحب بالضريبة التصاعدية ويتحمس لسدادها حتي حينما تبلغ سبعين في المائة مادام يحرص علي مساندة الكادحين من هذا الشعب البائس المنكوب. المزيد من أعمدة شريف العبد