النيم شجرة عامرة بالأسرار‏..‏ تبوح كل يوم بالجديد‏!‏

مازالت شجرة النيم تبوح بأسرارها‏..‏ فهي شجرة مدارية معمرة تحيا حتي 180‏ عاما وتسمي في اللغة الهندية‏(‏ موطنها الأصلي‏)‏ شجرة الهند المجانية‏,‏ وشجرة النيم ذات العطاء الخضري الجمالي بل يمتد جمالها في روائع الكيمياء الحيوية الفعالة التي تقدمها للبيئة حتي أطلق عليها العلماء كنز الغابة الذي لا يفني.
في هذا الصدد يقول الأستاذ الدكتور أحمد عزت عبد السلام بقسم الآفات ووقاية النبات بالمركز القومي للبحوث: أن الأبحاث والدراسات العلمية للمركبات الحيوية ذات التأثيرات الفعالة الموجودة في البذور وزيت البذور لشجرة النيم أوضحت اتسامها بفائدة عالية تعطيها مناعة طبيعية وصمودا في وجه هجمات الحشرات الضارة, فنجد حشرة مثل الجراد الصحراوي لا يقترب من أشجار النيم ويفر بعيدا فهي بدورها تؤثر بقوة علي نحو 200 نوع من الحشرات الضارة, والفضل يرجع إلي مادة الأزاديركتين وهي التي تعطي الطعم المر للنباتات وهي التي تقوم بدورها في إحداث خلل في هرمون الحشرات مما يؤدي إلي توقف عملية الانسلاخ وبالتالي يؤدي إلي إيقاف النمو وموت الحشرة أو خروج جيل مشوه, ويضيف الدكتور أحمد عبدالسلام أن مركبات النيم الحيوية لا تطهر الأجواء من الهوام والحشرات فقط بل أنها تطهر مياه الري والتربة الزراعية إذ يمكن زراعة أربعة من أشجار النيم في مساحة فدان يعطيها القدرة علي إبعاد القوارض الساكنة بشقوق التربة وإبادة ديدان النيماتودا, كما يستطيع نبات النيم أن يبيد بكفاءة قواقع المياة العذبة التي تأوي أطور الطفيليات حيث لها القدرة العالية في إبادة الطفيليات النباتية, كما ثبت أن أوراق نبات النيم وجذورها ونواتج عملية عصر البذور يفيد كل أنواع التربة الفقيرة التي تحتاج إلي التترات أو اليوريا, ويضيف الدكتور عبد السلام أن المركز يعكف منذ6 أشهر لدراسة تأثيرات مركبات شجرة النيم علي حشرة الطماطم توتا أبسليوتا, فقد جاءت النتائج التأثير القوي لمركبات شجرة النيم الطبيعية ذات القدرة العالية علي هذه الحشرة وباعتبارها مبيدا طبيعيا صديقا للبيئة.