تكمن قيمة أي فيلم فيما يثير من اهتمام وجدل وبما يناقشه من قضايا تلامس هموم ومشاعر الناس وتنتصر لهم وهذا ما نجح في تحقيقه فيلم صرخة نملة.. فمهما كان الخلاف حول مستواه الفني, فالبقاء للكلمة والرسالة التي حملها بجرأة.الفيلم بطولة عمرو عبدالجليل ورانيا يوسف وأحمد وفيق وحمدي احمد وماهر عصام وتأليف طارق عبدالجليل واخراج سامح عبدالعزيز. والأحداث تدور في اطار كوميدي حول المشكلات اليومية الحياتية التي يعيشها المواطن من خلال شخصية جودة المصري التي يجسدها عمرو عبدالجليل العائد من سجون العراق ثم يبدأ رحلة البحث عن عائلته, حيث يتفاجأ بالمتغيرات التي حدثت في المجتمع في السنوات الاخيرة من بطالة وعدم مبالاة من قبل المسئولين, ويكتشف أنه مهما صرخ لن يصل صوته, كما يتعرض الفيلم لكل القضاياالتي أدت إلي انفجار الثورة في وجه النظام ولهذا قرر النزول إلي الشارع والتظاهر بعد ان اكتشف انه مجرد نملة في وطن لايحترم ابناءه. الخلفية التاريخية للسيناريو تعود إلي ماقبل عام تقريبا وكان يحمل عنوان الحقنا ياريس وهو عنوان يحمل تحايلا رقابيا وبعدها بنحو شهرين وبالتحديد في أكتوبر الماضي تم بدء التصوير بعنوان صرخة نملة.. وفي ذلك الوقت كان المؤلف المبدع طارق عبدالجليل يري ان مصر تعيش بلا رئيس وان هناك يدا هي التي تتحرك والناس في مصر لاتدري انها مجرد يد بلا جسد تتحرك من خلف زجاج.ففي مشهد النهاية الاول قبل الثورة كان المواطن يستغيث بالرئيس لاستعادة حقوقه وعندما يخترق موكب سيارات الرئاسة ويفتح باب السيارة التي من المفترض بها الرئيس لايجده بل يجد يدا بلا جسد تتحرك والناس لاتعلم اننا في بلد بلا رئيس. ثم جاءت الثورة وتغير كل شيء واضطر المؤلف إلي تغيير مشاهد لتتواكب مع الحدث التاريخي وكان عامل الوقت في مصلحة المخرج سامح عبدالعزيز الذي انتهز الفرصة وتمت التعديلات وقام بتصوير مشاهد لثوار التحرير لكي يكون الفيلم اضافة إلي تاريخ كل من عمل به وشاهدا للاجيال علي لحظات مهمة في تاريخ مصر.