مساء الاثنين الماضي أعلن قائد شرطة دبي أن أحد عشر شخصا يحملون جوازات سفر أوروبية بينهم امرأة شاركوا في عملية اغتيال القيادي الفلسطيني بحركة حماس محمود المبحوح في20 يناير الماضي. وأنهم غادروا دبي خلال الساعات التي تلت عملية الاغتيال وتلاحقت الأحداث سريعا ثم تكشفت حقائق جديدة تؤكد ضلوع الموساد الإسرائيلي في هذه العملية, حيث تبين أن سبعة ممن أعلنت دبي الاشتباه بهم في عملية الاغتيال يعيشون في إسرائيل في الوقت الذي أكدت فيه الحكومتان البريطانية والإيرلندية أن جوازات سفر الأشخاص الذين تشتبه سلطات دبي فيهم هي جوازات مزورة وهو ما حدا بوزارة الخارجية البريطانية إلي استدعاء السفير الإسرائيلي علي خلفية استخدام جوازات سفر بريطانية مزورة وضمن المشتبه فيهم أيضا فرنسي وألماني, كما أن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أكد هو الآخر أن الجواز الفرنسي الذي استعمله أحد أفراد المجموعة التي اغتالت المبحوح هو جواز سفر مزور, وما حدث يعني علي حسب قول المعلقين أن المخابرات الإسرائيلية( الموساد) وقعت في خطأ فادح كشف تورطها في الحادث حينما تم الكشف عن أسماء وصور المتهمين في حادث الاغتيال. جريمة دبي ليست الفشل الوحيد للموساد, فتاريخ هذا الجهاز حافل بالفضائح ومنذ سنوات طويلة, ففي شهر مارس عام1963 اعتقلت السلطات السويسرية في مدينة بازل شخصا نمساويا يدعي أوتو يوكليك وشخصا إسرائيليا يدعي يوسف بن جل في أثناء محاولتهما إقناع فتاة ألمانية تسمي' هايدي جيركا' بالعمل لصالح الموساد ضد والدها خبير الصواريخ الألماني أما العملية الأخري التي تحدث عنها العالم كله فكانت بعد قيام إحدي الجماعات الفلسطينية بقتل الرياضيين الإسرائيليين في أوليمبياد ميونيخ عام1972 حيث قررت حكومة إسرائيل تصفية كل من شارك في عملية القتل وعلي رأسهم' علي حسن سلامة' الملقب بالأمير الأحمر وهو المخطط الرئيسي للعملية وفي يوليو عام1973 قام ستة أشخاص من عملاء الموساد بإطلاق النار علي جرسون مغربي يدعي' أحمد بوشيكي' في مدينة ليلهامر بالنرويج اعتقادا منهم أنه الأمير الأحمر علي حسن وقد نجحت السلطات النرويجية في القبض عليهم وقدموا للمحاكمة ثم تم إطلاق سراحهم بعد فترة قصيرة. وفي إبريل عام1991 ألقت السلطات القبرصية القبض علي أربعة من عملاء الموساد( رجلين وامرأتين) في أثناء محاولتهم زرع أجهزة تنصت علي السفارة الإيرانية هناك وبعد تقديمهم للمحاكمة أطلق سراحهم بعد دفع غرامات مالية وعادوا إلي إسرائيل بعد أن نشرت صورهم في جميع وسائل الإعلام العالمية. وفي الخامس والعشرين من فبراير عام1998 كشف التليفزيون السويسري عن إحباط محاولة تجسس للموساد والقبض علي عدد من العملاء بينهم علي الأقل إسرائيلي واحد وتضاربت الروايات حول سبب اعتقال هؤلاء العملاء فقد ذكرت صحيفة الديلي تليجراف في ذلك الوقت أن هؤلاء العملاء تورطوا في تصوير وثائق مهمة في سفارة إيران, وفي رواية أخري أنهم أي العملاء قاموا بزرع أجهزة تنصت في مقر البعثة الإيرانية بالأمم المتحدة في جنيف أما صحيفة الجارديان فقد ذكرت أنه تم اعتقال عملاء الموساد بعد محاولتهم اقتحام منزل قائد بارز في حزب الله اللبناني. أما في عام1997 فقد أقدم الموساد علي اغتيال القيادي في حركة حماس خالد مشعل, ولكن يقظة سائق مشعل جعلته يمسك بعميلي الموساد اللذين نثرا مادة سامة علي أذن مشعل في أحد شوارع الأردن واضطرت إسرائيل إلي إرسال ترياق لإنقاذ مشعل وإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحماس حتي تفتدي عميليها. وفي مارس عام2004 كان هناك حادث تورط آخر للموساد في دولة أجنبية تبعد17 ألف كيلو متر عن إسرائيل هي نيوزيلاندا حيث قامت السلطات هناك باعتقال شخصين إسرائيليين من عملاء الموساد في أثناء محاولتهما الحصول علي جواز سفر مزور وقد استطاع اثنان آخران من العملاء الهرب قبل القبض عليهما. الصحافة النيوزيلاندية ذكرت في ذلك الوقت أن الإسرائيليين المعتقلين أوري كلمان30 سنة و'إليشع قراء50 سنة هما من أفراد الموساد وألقي القبض عليهما في مدينة أوكلاند واستطاع زميلاهما زئيف وليام37 سنة ويحمل جواز سفر كندي وآخر إسرائيلي الهرب قبل القبض عليهما. شرطة نيوزيلاندا كشفت عن أن عملاء الموساد الأربعة زاروا نيوزيلاندا عدة مرات عام2003 وأن إليشع قراء زارها24 مرة منذ عام2000 منتحلا صفة وكيل سفر وسياحة استراليا وخلال هذه الزيارات حاولوا الحصول علي هوية نيوزيلاندية لأحدهم باستخدام شهادة ميلاد مواطن نيوزيلاندي يعاني من الشلل وطريح الفراش بإحد المستشفيات منذ عدة سنوات وكل ذلك بهدف استخراج جواز سفر نيوزيلاندي لاستخدامه في إحدي عملياتهم حيث باءت محاولتهم بالفشل عقب كشف أمرهم. ووجود امرأة ضمن الأحد عشر متهما باغتيال المبحوح ليس غريبا فالمرأة عنصر مهم في عمليات الموساد فالنساء خدمن في صفوف الموساد منذ بداية نشأته وشاركن في معظم عملياته بالخارج فهن يقمن بدور المرافقات لرجال تنفيذ المهام حتي يبعدن عنهم أي شك. يقول رئيس الموساد الأسبق' داني ياتوم' إن نسبة النساء بين العاملين في الموساد هي الأعلي بين كافة أجهزة المخابرات ورغم أن الموساد يرفض الإفصاح أو الكشف عن عدد النساء العاملات في صفوفه فإن هناك مصادر عديدة تؤكد أن النساء يشكلن نسبة كبيرة من عدد العملاء المكلفين بتنفيذ المهام في الموساد. وتعمل النساء في عدة وحدات داخل الموساد مثل وحدة' كيشيت' أو القوس وهذه الوحدة تتولي عمليات الاقتحام والتسلل لتنفيذ مهام خاصة مثل تصوير وثائق أو زرع أجهزة تنصت وهناك وحدة( ياريد) بمعني السوق وهي المعنية بتأمين ضباط الموساد في أثناء تنفيذ مهامهم. وهناك وحدة' كيدون' وتعني الرمح وهي مكلفة بعمليات المراقبة والاختطاف والقتل وفي كل هذه العمليات تشارك النساء بشكل فعال وهناك نساء يتولين قيادة هذه الفرق في أثناء تنفيذ المهام. وأبرز عميلات الموساد هي تسيبي ليفني التي شاركت في عدة عمليات سرية قبل أن تترك المخابرات وتتجه للعمل السياسي وسيندي تلك المرأة الغامضة التي استطاعت خداع الخبير النووي الإسرائيلي موردخاي فانونو والإيقاع به. أما عميلة الموساد' أريكا تشايمبرس' فهي التي استطاعت اغتيال علي حسن سلامة أو الأمير الأحمر في عام1978 حينما فجرت سيارة مفخخة عن بعد في أثناء مرور سلامة بجوار تلك السيارة في بيروت.