محمد نبيل خرج منتخب مصر الأول من تصفيات إفريقيا وسيغيب عن بطولة الأمم2012 وربما يغيب عن2013 أيضا, وأنتهت فترة كان فيها المنتخب الوطني هو مصدر السعادة للكرة المصرية, ولن تنسي الجماهير ما حققه منتخبها الأول مع الجهاز الفني السابق بقيادة حسن شحاته ومعه شوقي غريب وحمادة صدقي وأحمد سليمان, وللحق فقد قدموا للكرة المصرية ما فشل فيه39 جهازا فنيا تولوا جميعهم المسئولية منذ عام1935 والذي بدأ مع الأسكتلندي ماك كراي وهو أول من تولي تدريب المنتخب الوطني في بداية مراحل نموه, إضافة إلي18 جهازا فنيا أجنبيا مقابل22 جهازا فنيا وطنيا للمنتخب المصري علي مدار تاريخه التدريبي. وربما هذه المقدمة كانت بسبب الحيرة التي ضربت الشارع المصري بين مؤيد لفكرة إسناد مسئولية تدريب المنتخب الوطني إلي جهاز فني وطني وآخر معارض للفكرة ويفضل التعاقد مع مدرب أجنبي يكون صاحب فكر وبطولات. التاريخ ينصف المدرب الوطني علي الأجنبي من خلال الأرقام والإنجازات التي حققتها الكرة المصرية في البطولات الإفريقية, حتي أن5 ألقاب من السبع بطولات القارية كانت بفضل الأجهزة الوطنية, فكانت البداية مع مراد فهمي عام1957, قبل أن يفوز محمود الجوهري عام1998 باللقب الثاني للمدربين الوطنيين وحصل حسن شحاته وحده علي ثلاثة ألقاب أعوام2006 و2008 و2010, هذه الألقاب الخمسة كانت مقابل لقبين فقط للمدربين الأجانب مع المجري تيتكوس عام1959 والإنجليزي مايكل سميث عام.1986 لا أحد يستطيع أن ينكر أن الأجهزة الوطنية أفضل بكثير من الأجهزة الفنية الأجنبية, لعدة إعتبارات أهمها علي الإطلاق هو أن الجهاز الفني الوطني يعمل من منطلق حس وطني ويغير علي نتائج منتخب بلاده ويكون الدافع لديه أكبر لتحقيق إنجاز لن تنساه جماهير الكرة, إضافة إلي أن رواتب الأجهزة الفنية الوطنية حتي ولو كانت كبيرة فهي لا تضاهي رواتب المدربين الأجانب الكبار, والشيء الأهم هو أن المدربين المصريين علي دراية تامة بسلوك وأفكار اللاعبين والذي دائما ما يكونون سبب فشل أي جهاز فني أجنبي, خاصة مع تصادم الأفكار وتطبيقها علي أرض الملعب. هذه المميزات للمدرب الوطني أو المحلي ترجح كفته شرط أن تتوفر في مدرب ذي فكر ورؤية فنية واضحه ولديه الطموح لتقديم الجديد للكرة المصرية, وربما هذه هي فقط النقطة الوحيدة التي لا تتوفر كثيرا في المدربين المصريين رغم وجود أسماء كبيرة منهم. أما المدرب الأجنبي رغم أنه الأفضل فنيا لفارق الخبرة والإمكانات مع المدربيين المحليين إلا أنه لا يعبأ بنتائج المنتخبات التي يتولي قيادتها ويهتم فقط بالنتائج لتصب لصالحه لأن في هذه الحالة يغيب الحس الوطني الذي يعتبر عنصرا أساسيا في تهيئة اللاعبين وتحميسهم لتحقيق الفوز بالألقاب, ولعل الأرقام والنتائج تؤكد ذلك فلم يحقق المدربون الأجانب سوي بطولتين فقط للمنتخب الوطني علي مدار54 عاما منذ أنطلاق بطولة الأمم الإفريقية. الكابتن طه إسماعيل الخبير الكروي له رأي في القضية, حيث يؤكد أن هوية المدرب ليست هي المحك بل الأهداف هي التي تحدد, فالمفترض أن نبحث عن مدرب مناسب من حيث الإمكانات والفكر حتي أن النتائج السابقة ليست شرطا في ترجيح كفة المدرب الوطني رغم أنها مؤشر قوي, وأكد علي أن يكون البحث نابعا من فكرة الهدف مع المنتخب خلال المرحلة المقبلة, هل نبحث عن مدرب يبني فريقا أم ينافس علي لقب وهل سيخطط للتأهل لكأس العالم2014 أم فقط لكأس الأمم الإفريقية2013 أم ماذا, وهذا هو محور البحث عن مدرب وليس الهوية فقط, فهناك مدرب يريد فريقا جاهزا للمنافسه به وهناك أخر يبني الفرق, وهناك دور علي إتحاد الكرة الذي يجب أن يحدد أهداف المدرب الجديد وأسلوب عمله حتي ساعات عمله وليس فقط يتواجد وقت المعسكرات والمباريات كما حدث من قبل مع تارديي الإيطالي ويجب أن يكون هناك مخطط للأستفادة من المدرب حتي في أوقات فراغه مثل محاضرة المدربين الشباب أو وضع البرامج الخاصة للأتحاد وماشابه, وفي كل الأحوال يجب أن يعلن الإتحاد والمدرب الجديد عن برنامجه وأهدافه قبل تولي المسئولية حتي يكون الشارع الكروي علي علم بالأهداف حتي نستطيع في النهاية تقييم المرحلة.