في صمت رهيب وموكب جنائزي حزين تئن له القلوب وتدمي العيون شيعت أمس من مسجد الرحمة بعزبة الخاصة بمركز منيا القمح جنازة الفقيد أحمد ممدوح عبدالعزيز. و الذي راح ضحية الحادث الأليم بميلانو بعد أن صلي المشيعون صلاة الجنازة عليه عقب صلاة الجمعة إلي مثواه الأخير بمدافن القرية. حيث تقدم موكب الجنازة الآلاف من شباب ورجال وأطفال القرية بعد ليلة حزينة لم تنم فيها أسرته وأهالي قريته لالقاء نظرة الوداع الأخيرة بعد أن حرموا من رؤيته أربع سنوات متوالية. شقيقيه الصغيرين حيث وصل الجثمان إلي القرية داخل سيارة في تمام الساعة الثانية عشر مساءا أقيم العزاء في دار المناسبات بالقرية. بكاء وصراخ الكل تسابق في الارتماء عليه أحضان وقبلات, فبالأمس القريب كان هناك وداع علي أمل اللقاء ورحلة لطريق مملوء بالأمل والعودة إلي الوطن ولكن الآن وداع بلا لقاء وداع مملوء بآهات الأحزان والألم هكذا دار. رسمت الأقدار حياة أحمد ممدوح عبدالعزيز19 سنة قتيل الفقر, الذي هرب من ضيق اليد وعمره لم يتجاوز15 عاما من أجل إسعاد أسرته وبناء مسكن بالطوب الأحمر بدلا من الطوب اللبني وأن يزوج شقيقته ويساعد في تعليم شقيقتيه الصغيرتين وإتمام دراستهم والتي حرم نفسه منها من أجلهم. وعن رحلة عودة الجثمان واستقباله, يقول والده ممدوح عبدالعزيز, لقد قمنا بإستئجار سيارة ميكروباص وتوجهنا ومعنا عدد كبير من أقاربه وأهالي القرية إلي المطار واستقبلنا السفير محمد عبدالحكم مساعد وزير الخارجية الذي بذل مجهودا كبيرا معنا حيث استقبلونا في صالة كبار الزوار لاستقبال جثمان نجلي أحمد وماهي إلا دقائق معدودة تم الانتهاء من جميع إجراءات تسلمها من البوابة35 وما إن وقعت عيني علي الجثمان لم أتمالك نفسي من البكاء المر والحزن الشديد وأنا لا أصدق إنني لن أراه مرة ثانية ولن يكون هناك أمل باللقاء لقد سافر وكافح وهو صغير السن وتحمل صعاب الغربة من أجلنا من أجل سعادة أخوته عوضي علي الله انها إرادة الله لقد سهرت الليل بجوار الجثمان أعانقه واقبل كل جزء من جسده جميعنا سهرنا في تلاوة القرآن رحم الله نورعيني وروح قلبي وأطالب بالقصاص العاجل والرادع للجاني فمع كل هذا الحزن شعرت بالراحة النفسية بخبر القبض علي الجاني أريد أن تبرد نار قلبي ويحكم عليه بالإعدام. الأهرام في القرية ومنزل الفقيد, النساء في كل مكان يكتسين السواد السكوت والصمت الرهيب والذي فجأة يتعالي إلي صراخ وآهات الفراق والوداع. تقول والدته, منذ وصول جثمان ابني إلي القرية أسرعت إلي الجثمان وارتميت عليه وأنا لا أصدق معقول إنني لم أري أحمد شقي عمري وأملي في الحياة قرة عيني العبد يارب لن يعوضني أي شيء في الدنيا لقد تحولت الحياة إلي ظلام وليل كئيب لقد سهرنا الليل وأنا أحاول أن اشبع عيني من رؤياه قلبي عليك يا ابني, أخر اتصال له بي قال لي إن شاء الله هاعوضك إنتي وأبويا وأخوتي سوف أقوم ببناء منزل لكم لن أجعلكم تحتاجوا شيء أنا الآن بدأت أدخر أموال ادعيلي يا أمي يارب يرحمك يانور عيني في جنة الله ياريت ما سافرت يا ابني فلوس الدنيا كلها لا تعوضني عنك. بينما كانت شقيقته فاطمة في حالة تعب شديد من كثرة البكاء وهي تقول: حسبنا الله ونعم الوكيل نريد القصاصا العاجل من الجاني فأخي كان رغم صغر سنه أب حنون أنا لا أصدق فأنا في كابوس مزعج لقد كان أملي في الحياة. أما عن السيد عبدالعزيز فلاح فيقول منذ سمعنا بخبر مقتله ونحن وجميع أبناء القرية في حزن ولا ننام منازلنا مملوءة بالمعزيين من أبناء القرية والقري المجاورة الكل يتسابق قد تقديم واجب العزاء ويد المساعدة والعون. أما خالته الحاجة صباح تقول, يارب ما يوري أحد إللي أحنا فيه لقد مات ابني أختي في بلاد الغربة وكا غير مصدقين إن جثمانه سيصل وسوف نلقي عليه نظرة أخيرة ولكن عندما شاهدنا جثمانه ابتل شوقنا وهدأت نار قلوبنا المشتعلة من نار الفراق وعلي هذا الحادث نطالب العاجل لقاتل ابن أختي لقد أطفأ الشمعة التي تنير لهم حياتهم. أما شقيقه حسين6 سنوات يقول وهو يبكي أنا فاكر شكله ولكن عارف صوته كويس لانه كان دائم الاتصال بنا وكان يقول لي خليك شاطر في المدرسة وذاكر كويس عيزك تكون حاجة كبيرة وأنا هاجبلك كل حاجة وخلي بالك من أمك وأبوك.