في يوم جمعة ركبت صحفية عربية دخلت سرا إلي سوريا سيارة تاكسي, وطلبت إلي السائق أن يأخذها إلي مكان فيه مظاهرات, ورحب السائق بالراكبة وراح يحدثها عن الأيام الغريبة التي تعيشها سوريا بسبب المظاهرات , وما تتعرض له علي يد الحكم السوري.. وفجأة توقف السائق, وقال للراكبة: شرفي ستي... هنا ياخدوك علي كل المظاهرات, وخرجت الراكبة لتجد نفسها أمام مكتب الأمن العام! يمثل سائق التاكسي عادة في أي بلد أول وجه يستقبل الزائر ويودعه, ولهذا تعطي بعض الدول أهمية كبري لسائق التاكسي ومعرفته ليس بالشوارع والعناوين وأرقام البيوت, وإنما أيضا بالمعلومات العامة التي ترد علي أسئلة الراكب... دعك من مصر التي لا يعرف أكثر من نصف سائقي تاكسياتها مناطق مشهورة في مصر, في دول أخري يعد سائق التاكسي أهم مرشد لأجهزة الأمن, فهو الذي يتعامل مع مختلف الركاب في كل الأوقات, ويسمع الكثير من الأحاديث والحكايات والمكالمات التي تعتبر حصيلة جيدة لأي جهاز أمن!. في سوريا فأول درس يؤكدون عليه علي مواقع الفيسبوك عدم التحدث إلي السائق حتي لو حاول أن يخدعك ويغريك بحديثه عن الفساد المنتشر, فعدد من سائقي التاكسي, كما يؤكدون من جنود جهاز المخابرات.. وتحاول النصائح المنشورة مساعدة الزائر للتعرف علي التاكسيات الملغومة التي علي الراكب الهرب من استخدامها أو كتم فمه تماما وهي: أن تكون السيارة جديدة وفرش المقاعد نظيفا أو يبدو علي السائق القلق وتتحرك عيناه بعصبية في مختلف الاتجاهات ولديه شهوة كيل الشتائم, وبصورة عامة فإن النصيحة الأهم في سوريا أو علي شاكلتها نجنب إبداء الرأي, والاكتفاء بهز الرأس بالموافقة علي كل ما يقولونه, وتأييد كل ما يقال في الإذاعة مهما كان كاذبا, والتدريب علي إخفاء مشاعرك والتدريب علي ألا تكشف ملامحك ما تشعر به والرد علي أي سؤال بجملة: ربنا يستر!. [email protected]