لايكاد يمر أسبوع, حتي تشتعل نيران الغضب أمام مستشفي شرم الشيخ, للمطالبة برحيل الرئيس السابق حسني مبارك،واشتد الغضب خلال مظاهرات يوم الجمعة الماضي, التي حاول المتظاهرون خلالها اقتحام السور الخارجي للمستشفي, معللين غضبهم بأن وجود الرئيس السابق في المدينة أضر بحركة السياحة. وساهم في تراجع معدلات الاشغال في المنشآت السياحية الناس هنا في شرم الشيخ منقسمون حول وجود الرئيس السابق بالمدينة, فإدا كان العاملون في السياحة يتظاهرون للمطالبة برحيله في أسرع وقت, لكي تعود حركة السياحة إلي نشاطها المعتاد, فإن البعض يري أن الركود السياحي لا يعود لوجود الرئيس السابق في شرم الشيخ, وإنما لظروف الانفلات الأمني التي تشهدها مصر حاليا في خليج نعمة, التقت الأهرام العديد من العاملين في قطاع السياحة, هنا يؤكد محمد مصطفي وهو أحد العاملين في قطاع السياحة بالمدينة, أن وجود مبارك أثر بشكل سلبي علي حركة السياحة بالمدينة, وساهم في ضعف الاقبال عليها, كما أن معظم الفنادق قامت بتسريح العمالة المؤقتة التي لم يمض علي وجودها علي رأس العمل أكثر من3 أشهر, كما أن المرتبات انخفضت بنسبة60% مما أربك حياتهم مشيرا إلي أن وجود مبارك في المدينة كان سببا في اشتعال المظاهرات المطالبة برحيله في تلك المدينة الهادئة التي لم يسبق لها أن شهدت أي نوع من القلق والغضب, وبالرغم من القرارات التي أصدرها محافظ جنوبسيناء مؤخرا بتخفيض القيمة الايجارية للمحلات التجارية بنسبة75%, إلا أن الوضع لا يزال سيئا بسبب تراجع الحركة السياحية بالمدينة, موضحا أن وجود الرئيس المخلوع في شرم الشيخ أربك الحركة السياحية بها, لاسيما ان السائحين ينقلون رؤيتهم وآراءهم فيما يتعلق بانعدام الأمن, واستغلال البعض للسائحين ماديا في ظل غياب الرقابة إلي ذويهم في بلدانهم, فتكون النتيجة إحجام الافواج الجديدة عن زيارة مصر.. هكذا قال لنا عبدالعزيز عادل السردي صاحب أحد المحلات التجارية في خليج نعمة. وبشكل عام, يري محمد سعد رزق ويعمل( شيف) في أحد فنادق شرم الشيخ ان الحركة السياحية بالمدينة قد شهدت تراجعا ملحوظا قبل ثورة25 يناير, بسبب الاجراءات الأمنية المشددة التي كان يجري فرضها علي المدينة خلال فترة حكم الرئيس السابق, بسبب المناسبات والمؤتمرات السياسية, والاقتصادية التي كان يجري عقدها في شرم الشيخ, والتي كان يرعاها أو يفتتحها مبارك, أو لوجود الرئيس وافراد عائلته بصورة شبه دائمة, أو لوجود العديد من الشخصيات المهمة التي كانت تشارك فيها, وما كان يتبع ذلك من إجراءات تفتيش للسائحين, مما كان يثير ضيقهم, وغضبهم, لدرجة أنهم كانوا يشكون إلي سفاراتهم لما كانوا يتعرضون له من تفتيش أمني, موضحا ان الاجراءات الامنية المشددة علي المدينة كانت سببا في خروج شركة موفنبيك العالمية من مصر, وهي الشركة التي كانت تدير مجموعة فنادق جولي فيل التي يملكها رجل الاعمال الهارب حسين سالم, ولاشك ان هذه الاسباب كانت وراء تراجع الحركة السياحية إلي مدينة شرم الشيخ. والحقيقة أن ضعف الشرطة, وعدم فعاليتها, وغياب دورها كما يقول رفائيلو كورناتو وهو مستثمر ايطالي يعمل في مجال السياحة منذ10 سنوات في مدينة شرم الشيخ أدي إلي تخويف السائح الاجنبي, مما أثر بالسلب علي الحركة السياحية المتدفقة إلي مصر بشكل عام, وشرم الشيخ بشكل خاص, كما أن عدم وجود رئيس للدولة, مع وجود الرئيس المخلوع في المدينة يفرز حالة سيئة تؤثر علي الحركة السياحية, وقد حان الوقت لكي يرد رجال الاعمال المصريين الجميل لوطنهم, وأن يتحملوا مسئولياتهم تجاه بلدهم, التي أعطتهم الكثير من الأموال خلال ال20 عاما الماضية, بحيث يقدمون تسهيلات, وتنازلات حقيقية لجذب السائحين, من خلال تخفيض اسعار الاقامة بالفنادق, والخدمات السياحية, وتخفيض قيمة تذاكر الطيران, وتنظيم حملات للترويج للسياحة المصرية, ومنع بعض الشباب من التصرفات غير المسئولة مع السائحين والتي تضر بلا شك بحركة السياحة. والصورة ليست أفضل حالا في البازارات والمحلات التجارية, حيث يقول محمد حسن الصولي ويعمل بائعا في بازار سياحي بخليج نعمة أن هناك حالة ركود غير مسبوقة, حيث انخفضت المبيعات بنسبة100% خلال الأشهر الثلاثة الاخيرة التي اعقبت قيام ثورة25 يناير, كما توقف صرف المرتبات منذ ثلاثة أشهر أيضا بسبب الخسائر التي منيت بها الحركة السياحية والتي أثرت بالطبع علي البازارات والمحلات التجارية بالمدينة.