3 ملايين فدان قابلة للزراعة وبحر من المياه الجوفية تقدر بحوالي مليار متر مكعب ومياه النيل التي تصل عبر ترعة الحمام كفيلة بالمساهمة في التنمية لاستيعاب 1.5 مليون مواطن علي الأقل، وثروات معدنية هائلة منها احتياطي بترولي يقدر بحوالي 4.8 مليار برميل إلي جانب 12.4 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و350 مليون متر مكعب من المعادن الهامة والأحجار، والعديد من المحميات الطبيعية التي توسع رقعة السياحة الشاطئية والعلاجية والبيئة والصحاري والمغامرات.. كل هذه الخيرات حبيسة في باطن الأرض علي 22% من مساحة مصر في صحرائنا الغربية بل ممنوع الاقتراب والسبب خطر الألغام!! نعم هي قضية قديمة عمرها 68 عاما منذ معركة العلمين التي شهدت نهاية الحرب العالمية بين قوات المحور والحلفاء حيث زرعت بريطانيا وألمانيا وإيطاليا فيها حوالي ملايين الألغام القابلة للانفجار لوقف تقدم روميل في العلمين لحماية شمال أفريقيا من قوات الغزو الألمانية الإيطالية، وكم حصدت الآلاف من الشهداء والمصابين في العلمين وسيدي عبدالرحمن حتى منخفض القطارة غرب منطقة الحمام ومرسي مطروح وسيدي براني والسلوم حتى طبرق وخلفت كارثة بيئية وتعطيل تنمية الساحل الشمالي، هذا خلاف الألغام التي زراعتها إسرائيل خلال حروبها معنا في جنوبسيناء منطقة ساحل خليج السويس وعيون موسي ورأس سدر حتى رأس محمد ومنطقة الزعفرانة ومرسي علم وشلا تين. والآن بعد تغير مصر بعد ثورة 25 يناير التي غيرت مجري التاريخ بدماء شهداءها الأبرار لتكون في مقدمة دول العالم المتحرر، ولكن تبقي الألغام مشكلة في حركة التطور والتنمية رغم جهود القوات المسلحة المصرية وحدها بتطهير 3 ملايين لغم من مساحة 38 ألف و730 هكتارا في الصحراء الغربية من عام 1981 حتى الآن، وقد أشارت تقديرات الجيش إلي أن تكلفة إزالة الألغام تبلغ حوالي 250 مليون دولار، ورغم أن الحكومات السابقة قد أثارت هذه القضية في المحافل والهيئات الدولية بهدف جذب الاهتمام العالمي نحو ضخامة المشكلة وآثارها السلبية علي المستويين الإنساني والتنموي خاصة بعد تقاعس الدول التي زراعتها عن المساعدة المادية أو تقديم الخرائط الفنية التي زرعت بها، فقد حان الوقت لحلول غير تقليدية وخاصة بعد رجوع الود الأفريقي لحضن مصر بعد الثورة فوجب الاستفادة من جهود وتجارب دول صديقة مثل تنزانيا وموزمبيق من خلال استخدام نوعا من الفئران لكشف الألغام حيث تتمتع بحاسة قوية علي الشم والقدرة علي التدريب حتى أسموهم بالفئران الأبطال لكونهم يضحوا من أجل بني الإنسان، ومصريا يسمي محمود باز عمره 21 عاما واختراعه باستخدام ريموت كنترول لتطهير مساحات شاسعة من الأراضي الملغومة في وقت قياسي وبدون خسائر في الأرواح وبتكلفة تصنيعية زهيدة والفكرة بشهادة المختصين سهلة التنفيذ، والمهندس إسماعيل سعد واختراعه بابتكار جهازا قادرا علي تفجير الألغام في الهواء باستخدام موجات ضغط تنطلق مندفعة من الطائرة إلي الأرض بسرعة الصوت علي هيئة طيف موجي يصبح مع اصطدامه بالأرض ذو قدرة عالية علي تفجير حقول الألغام. وأخيرا يجب علينا في ذكري المشكلة وتفاقمها بضحايا أبرياء أن نؤمن بأننا أصحاب المصلحة في إزالة تلك الألغام بتنمية البحث العلمي، وأن نفك قيود منطقة غالية من أرضنا يمكن أن تساهم بخيراتها في خلق مجتمع تنموي جديد في الصحراء الغربية وصناعات حيوية وفتح العمل للشباب وإقامة مشروعات سياحية وتعدينية، فهل يبدأ المجلس العسكري الحاكم تكملة دوره التاريخي؟! المزيد من مقالات محمد مصطفى