توجه الرئيس جمال عبد الناصر بدوة عاجلة إلى رؤساء وملوك الدول العربية لعقد اجتماع قمة القاهرة عام 1963 لمواجهة الخطر الإسرائيلى بتحويل مجرى نهر الأردن. أن تحويل مياه نهر الأردن وروافده من مجاريها الطبيعية فى قنوات صناعية وأنابيب إلى السهل الساحلى فى فلسطين المحتة ومن ثم إلى صحراء النقب، هو الحم أو المخطط الصهيونى الذى يهدف إلى تعمير هذه المنطقة القاحلة لاستيعاب أعداد من المهاجرين اليهود إلى فلسطين. وقد وضعت جملة مشروعات لتنفيذ هذا المخطط فمن ثم اكتسبت مشروعات تحويل مياه الأردن صفتها السياسية، فهى فضلاً عن أنها تفتح أبواب للتوسع الصهيونى ولتثبيت الأقدام الصهيونية فى هذا الوطن العربى، فإن استنزاف جانب كبير من مياه النهر سوف يحرم المناطق العربية التى تعيش على ضفاف النهر وروافده من مصدر الحياة الطبيعى، بالإضافة إلى الزيادة المطردة فى ملوحة المياه التى تجرى فى وادى الغور بين بحيرة طبرية والبحر الميت مما يفقدها قيمتها الحيوية، فالمشروعات العربية من ناحية أخرى تعنى استخدام مياه النهر فى رى الوادى الذى يشقه المجرى الرئيسي وروافده والتى تخترق الأرض العربية المتحررة. وتتضمن المشروعات الصهيونية أو التى تؤيدها السياسة الصهيونية ما يلى: 1- مشروع لودر ميلك عام 1944 وينسب إلى خبير أمريكى بهذا الاسم يشمل الإفادة من مياه النهر فى الرى وتوليد الكهرباء، ويتضمن الاستيلاء على منابع النهر الواقعة فى سوريا ولبنان وتحويل مياهها إلى بحيرة صناعية بعد تجفيف بحيرة الحولة ثم دفعها إلى الجنوب لرى النقب. 2- مشروع روتينبرج عام 1948 ويقوم على أساس امتياز يهودى لمدة 70 سنة لاستغلال مياه الأردن واليرموك التى تعتبر وقفا على المشروع، ولا يحق للأردن الإفادة منها إلا بموافقة السلطات اليهودية صاحبة الامتياز. 3- مشروع مين أو مشروع جونستون 1953، ويتضمن المشروع إقامة سد على نهر الحصبانى لتخزين 165 مليون م.م، وسدد على نهر بانياس لتحويل مياهه إلى قناة صناعية تمتد جنوباً لمسافة 120كم، وتحويل مياه اليرموك إلى بحيرة طبرية، وتجفيف بحيرة الحولة وإقامة سد المقارن على نهر اليرموك، ويكفل المشروع حصول إسرائيل على 394 مليون متر مكعب سنوياً، والأردن على 774 مليون متر مكعب، وسوريا على 45 مليون متر مكعب، مع ملاحظة أن مصادر المياه جميعها عربية. 4- المشروع الإسرائيلى، وهو خلاصة المشروعات التى وضعت لتحقيق أهدافها التوسعية، بدأت إسرائيل فى تنفيذه عام 1953 على أن يمر بمرحلتين تنتهيان بوصول مياه الرى عبر القنوات المفتوحة والمغطاة والأنابيب إلى منطقة النقب مارة بالسهل الساحلى، على أن تبدأ من المنطقة المنزوعة السلاح جنوبى جسر بنات يعقوب، م استعاضت عن ذلك بإقامة محطات ضخ لرفع المياه من الركن الشمالى الغربى لبحيرة طبرية التى تقع فى حدود فلسطينالمحتلة إلى قناة صناعية تسير غرباً وتصب فى نفق ومنه إلى خزان البطوف فى ضواحى تل أبيب ثم تجرى المياه فى أنبوب قطره 278مم إلى النقب الشمالى والجنوبى بحيث تنقل فى نهاية المشروع 300 مليون متر مكعب سنويا. كان من جراء هذا التصميم الإسرائيلى، مع وضوح خطورته على الوجود العربى أن دعا الرئيس جمال عبدالناصر فى 23 ديسمبر 1963 إلى عقد مؤتمرات لرؤساء الدول العربية (مؤتمرات قمة) لوضع مخطط يواجه العدوان الصهيونى فوضعت عدة مشروعات هندسية تتضمن إقامة سد المخيبة فى الأردن، وتحويل مياه نهر بانياس فى سوريا، وإقامة سد تحويلى على مجرى الحاصبانى فى لبنان، كما تضمنت القرارات الحماية العسكرية لتنفيذ هذه المشروعات بواسطة قيادة عربية مشتركة. المزيد من مقالات ايناس عبد القادر