ثلاثون عاما ضبابية كإغماءة القحط في كل واد ثلاثون عاما خريفية ثلاثون عاما كهجس الفراغ كوهوهة الأمنيات الثكالي ثلاثون عاما تدور الشموس ويغفو الزمان كشيخ مريض وتغدو الثواني الصبايا دهورا ويلغي أنوثته طين مصر وتنسي الروابي تضاريسها وتهمي المواويل والأغنيات وتنمو الخيانات من كل لون فقل لي أبا الهول فيم السكوت أترنو معي كيف تهوي النجوم وكيف غدا النيل كهلا كسيحا فمن ذا تكون؟ .... أنا ربوة أنا يا أبا الدهر..خفق الندي أنا ذلك التل.. هذا الحصي تغربت كالريح دهرا وظلت ومت قليلا هنا مرة.. هناك اشتعلت كنجم. هنا هناك ارتديت دمي. هاهنا وعدت لألقي بلادي شاة أتعرفه؟.. إنه من يجيد وقتل الرغيف وسحق المرايا وخنق السراج الذي يستشف وجر البكارات من ناهديها.. أبا الهول في مقلتيك احتقان!! صه ثم دمدمة في المدي ضجيج كأن التلال الحبالي كإغفاءة الصمت فوق القبور يسوق الجراد لأندي الزهور بلاخيط عاطفة أو شعور كحشرجة الريح بين الصخور كهمس الأسي في حنايا الصدور وشمسك ياموطني لاتدور تعربد في وجنتيه البثور علي كتفيها ربا من دهور ويستوطن العقم أسخي البذور وتهرب من شاطئيها البحور بلا مهرجان أسي أو سرور ويعشوشب الصمت فوق الثغور غدت كل مصر جراحا تمور؟! هنا أو هنا داميات الظهور!! تنقر من ركبتيه الطيور!! حقائبها هاهنا من عصور وجوع الثري وحنين الجذور أنا كل هذا التراب الوقور وراء ضلوعي القري و(الكفور) هنا مرتين. زمان العبور توهجت كالظن في اللاشعور لبست قبور جميع الدهور تئن بانياب ذئب عقور كأضري الطواغيت طبخ الشرور وذبح وريد الشعاع الجسور كأمضي الرؤي.. ماوراء السطور إلي كل سوق تبيح الفجور أتشتاق مثلي ليوم النشور؟ كصوت ارتطام( السها) بالهلال. مسافرة في حنايا الجبال أبا الهول هذا انفجار الشعوب لقد خرجت مصر عن صمتها جموعا.. جموعا كما تنهمر خطاها تبرعم شوق الثري نخيلا.. ورودا ربيعية ويدنو( المقطم) يرنو كأم ويلتفت النيل في مقلتيه أبا الهول ماذا تري؟ ثورة وفيها التحول والاندهاش وكالبرق في جلد أدجي العشايا من الثائرون؟ أراهم بلادي بلادي التي يركض الحلم فيها بلادي التي أبحرت في دماها بلادي التي نفضت عن رؤاها بلادي التي أقسمت أن تجيء بلادي التي كالنبوءات تأتي تمهل قليلا أأشدو سكوتا إذا صار للقتل كل الضجيج ألم تر كيف يطير الرصاص ويرتطم( الغاز) بالثائرين وتبصر في كل ركن شهيدا كأحلام سنبلة في الجنوب تفر الشوارع لهفي إليه بصدغيه حقلا شعير وقمح لقد أطلق الغدر أعتي القوي فخر علي ركبتيه( كغاز) فحلت محل التلاقي العصا فكان السقوط كما ترتمي له في نهود الثريا اشتعال تقول الذي ينبغي أن يقال سيول الربا في عروق الرمال فتجري الدروب.. كروما.. غلال تشع كأجمل مافي الجمال لها سنة في انتظار( العيال) دموع وفي شفتيه ابتهال لها كالربيع هوي واخضلال ومثل الولادات فيها النضال تشم بها نكهة الانفعال وللشمس في مقلتيها احتفال كما يلهث الفكر خلف السؤال لتعرف من أين يأتي الرجال غيوم التمزق والانخذال من القبر رغم الزمان المحال لتمضي وتأتي كأعلي مثال لقد أصبح الصمت أعصي منال فإن توخي السكوت اغتيال كإعصار نار يفوق الخيال؟! فيرتد زوبعة من سعال غفا مثل عشب بحضن التلال كأفراح زيتونة في الشمال وتومي إليه الحقول تعال وفي مقلتيه ربا برتقال ولم يدر كيف يكون القتال قبيل امتشاق الحسام استقال وحلت محل النقاش( الجمال) علي حائط الشمس بعض الظلال