احتار العرب في ايجاد تفسير ومبرر منطقي لاصرار الرئيس الامريكي اوباما علي التاكيد خلال خطابة الي العالم الاسبوع الماضي علي حماية امن اسرائيل!!... وقد اعترف اخيرا في خطابه بان هناك صراع عربي اسرائيلي... وذلك بعد ان شاهد العالم اجمع وحدة الامة العربية ومحاولة الزحف من مصر وسوريا ولبنان والاردن ضد العدو المحتل للارض العربية منذ 63 عاما فما كان من رئيس امريكا حامي حمي الديمقراطية في العالم والمتغني بالحرية والداعم لثورات العالم الثالث لتتنفس الحرية... ما كان منه الا ان اعلن بكل ثقة انه سوف يحافظ علي امن القوة المعتدية التي تحتل ارض بغير حق... سوف يحافظ علي امن اسرائيل التي تحتل ارض فلسطين... الارض المباركة التي بعث فيها المسيح - الذي تدعي امريكا انها تؤمن به - الارض التي شهدت ملحمة تعذيب المسيح علي ايدي اليهود (الذي يحميهم المسيحي اوباما)... ارض فلسطين التي حاول ريتشارد ملك انكلترا ومعه لويس التاسع ملك فرنسا احتلالها من قبل... وقادوا حملة جمع خلالها كل جيوش اوروبا لغزو فلسطين... والتاريخ يشهد علي ذلك... فمن يستطيع ان ينكر انها ارض عربية... ومن يمكن ان يقتنع انها ارض اسرائيل... اين كانت اسرائيل في ذلك الوقت... وعليه فما سر هذا الفصام والتناقض البغيض في سياسة حامل شعلة الحرية... ولماذا تريد امريكا الحرية لكل شعوب الارض ما عدا الشعب الفلسطيني... لقد احتار العرب علي مدي 63 عاما... وظلوا يبحثون عن تفسير منطقي... حتي ازيح نظام القمع بقيادة مبارك وعملاء امريكا الذين حكمونا 30 عاما... لياتي يوم يستطيع فيه جيل جديد ان يزيح الستار ويكشف الحقائق... ان نتحدث فيصل صوتنا الي الجميع وقد كان في السابق يمنع... ونظل نصرخ ولا يسمعنا احد... ايها السادة هذه هي حقيقة اصرار اوباما وامريكا علي حماية اسرائيل والحرص علي بقائها في المنطقة... ان امريكا ماهي الا مجموعة من رجال اعمال يستثمرون اموالهم في صناعة الاسلحة... ويقوموا بتسويق هذه الاسلحة لكل دول العالم... فماذا يحدث اذا استقرت الاحوال في العالم... وحل الامن والامان... ماذا تفعل امريكا في هذه الحالة... ماهو البديل بالنسبة لها – وللانصاف - يجب ان نفرق بين الشعب الامريكي والادارة الحاكمة في امريكا... فالشعب الامريكي خليط من شعوب العالم... بل هم من اهلنا... العرب المسيحيون الذين هاجروا اليها باحثين عن وهم الامان... بمعني ان الامان في وحدة المسيحيين في العالم الجديد بعيدا عن اوطانهم واهلهم - لانهم لايثقون في ابناء اوطانهم -وايضا منهم المسلمون الذين اعتقدوا ان امريكا مجتمع الحرية والتحرر وان اوطانهم دول متخلفة لا تستحقهم... بالاضافة الي مجموعة منتقاة من كل شعوب الارض... ومعني القول هو ان الشعب الامريكي لا غبار عليه... لانهم بالفعل اصدقائنا واهلنا... وهم بعيدين تماما عن السياسة... تاركين شئون الحكم لمجموعة رجال الاعمال الذين انفردوا بالسلطة واحلام الثراء الفاحش والسيطرة علي باقي دول العالم من خلال القوة المفرطة حيث استباحو لانفسهم عزل الرؤساء وقتلهم وسحلهم في حالة ما رفض هؤلاء تنفيذ اوامرهم... وسيذكر لهم التاريخ تقسيم الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا ... وانهيار افغانستان والعراق ومن قبلهم ايران "الشاه"... وبالطبع بقاء اسرائيل امنه- مسمار جحا بالنسبة لهم- حيث موقعها الاستراتيجي وسط الامة العربية... الامر الذي يشكل تهديدا مباشرا لكل دول المنطقة والتي بالطبع ستسارع الي شراء الاسلحة... كما انها تعتبر قاعدة تنطلق منها عند الضرورة... فالمسافة الكبيرة والتي تتجاوز العشر ساعات طيران بين شواطيء قارة امريكا وباقي دول العالم تجعل من المستحيل علي طائرات امريكية ان تقوم بغزوات ضد شعوب الارض الامنة... لان الوقود سينفذ في رحلة السفر ولن تعود الطائرات مرة اخري... وعليه لابد من وجود قواعد حربية قريبة تستطيع الطائرات الامريكية ان تستخدمها في غزواتها العدائية ضد دول الشرق الاوسط... هذه هي امريكا... نعم هذه هي امريكا اوباما التي تتعهد بحماية امن اسرائيل... ليس حبا في اسرائيل... بل لاطماع رجال الاعمال الشخصية... صناع الاسلحة... وعليه بما انه الان لاتوجد حكومات تشتري من امريكا اسلحة وتدفع لهم الاموال التي يبحثون عنها... فتوقعوا غزوات امريكية قريبة للحصول علي المال بالقوة... لاننا ببساطة لن نقبل ان نشتري اسلحة بعد الان . المزيد من مقالات علاء سالم