سيدنا عمر والحطيئة كان الحطيئة شاعرا هجاء( بتشديد الجيم وفتحها) وهي صيغة مبالغة من الهجاء حيث لم يسلم أحد من لسانه وهجا أيضا نفسه وهجا أباه وأمه والعياذ بالله.. يعني كان شاعرا يهوي أو بالأصح يحترف( جر شكل الناس) كما تقول العامة ويتكسب من ذلك الأموال والهدايا التي يدفعها إليه علية القوم اتقاء لشره حتي لايهجوهم.. ولما تفاقم أمره وكثر آذاه أمر سيدنا عمر بن الخطاب بحبسه فأخذ يستعطفه دون جدوي فسيدنا عمر كما نعلم كان قويا صارما لايخشي في الحق لومة لائم.. ورغم ذلك كان رقيق القلب حتي إنه بكي وعفا عن الحطيئة بعد ذلك.. أتعلمون لماذا؟ لقد بعث له الحطيئة من سجنه بأبيات لم يستعطفه بها ولكن يعاتبه ويقول: ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ.. حمر الحواصل لاماء ولاشجر.. ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة.. فاغفر عليك سلام الله ياعمر.. بكي عمر لأن الحطيئة في هذه الأبيات يذكره بأطفاله الصغار كأفراخ الطير الجياع لأن عائلهم ملقي في السجن.. أفرج عمر عن الحطيئة واشتري منه أعراض المسلمين بمبلغ دفعه من بيت المال يكفل له معيشته شريطة ألا يهجو أحدا وظل الخطيئة علي العهد حتي وفاة عمر فعاد لما كان عليه!!