عبدالله بن عثمان هو اسم سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه.. وعثمان هو( أبو قحافة) أبوه... وقيل ان اسم الشهرة( أبو بكر) جاء لحبه الشديد لنوع من الأبل يسمي( بكر).. وقيل أيضا لحبه التبكير في كل شئ ** كل الصحابة بعده عرفوا بأسمائهم حتي سيدنا عمر بن الخطاب لم يشتهر بعمر العادل.. ولكن عبدالله بن عثمان اشتهر بكنيته أبو بكر وأشتهر أكثر بصفته فيكفي أن تقول عنه الصديق.. يلتقي نسبه مع النبي عند مرة بن كعب( الجد السادس).. واشتهر أيضا باسم( عتيق).. قالت السيدة عائشة أم المؤمنين وابنته رضي الله عنهما: إن أبا قحافة( أباه) كان له ثلاثة أولاد سماهم عتيقا ومعتقا ومعيتقا.. وسمي عتيقا لأن أمه كان لا يعيش لها ولد فلما ولدته استقبلت به الكعبة ثم قالت: اللهم إن هذا عتيق من الموت فهبه لي.. وقال عنه المصطفي صلي الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلي عتيق من النار فلينظر إلي أبي بكر.. وهو أول العشرة المبشرين بالجنة. والذي أطلق عليه لقب الصديق هو الله سبحانه وتعالي.. فعندما عاد النبي صلي الله عليه وسلم من رحلة الإسراء والمعراج وكان مشفقا من تكذيب قومه له بعد أن حدثهم عنها نزل عليه سيدنا جبريل.. فقال له: ياجبريل إن قومي لايصدقونني, قال: يصدقك أبو بكر وهو الصديق. .. ولم يكن قد عرف شيئا عن هذه الرحلة.. وعندما جاءه المشركون وقالوا: هل لك إلي صاحبك( النبي)؟ يزعم أنه أسري به الليلة إلي بيت المقدس.. قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم فقال: لقد صدق, إني لأصدقه بأبعد من ذلك بخبر السماء( الوحي) يأتيه غدوة وروحة( صباحا ومساء). وقال عنه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سأله الناس: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن أبي بكر فقال: ذاك امرؤ سماه الله الصديق علي لسان جبريل وعلي لسان محمد, كان خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم رضيه لديننا فرضيناه لدنيانا. * ولد سيدنا أبو بكر بعد النبي صلي الله عليه وسلم بسنتين واشهر من عام الفيل ومات وعمره ثلاث وستون سنة(573 م 634 م). وكان رضي الله عنه ضمن أحد عشر رجلا من قريش اتصل بهم شرف الجاهلية والإسلام كمرجعيه للناس فكان مسئولا عن أمر الديات والغرامات نائبا عن قبيلته( بني تيم) وكان( بنو هاشم) مسئولين عن السقاية والرفادة( توفير الشراب والطعام للناس والحجيج) وكانت في بني عبد الدار( الحجابة واللواء والندوة) أي لا يدخل جوف الكعبة أحد إلا بإذنهم.. وإذا عقدت قريش راية حرب تكون تحت لوائهم وإذا اجتمعوا لإبرام أمر لايكون اجتماعهم إلا بدار الندوة ولا يصبح امرا ملزما للجميع إلا بها وكانت ادارتها لبني عبد الدار. * وقالت السيدة عائشة: لقد حرم أبو بكر الخمر علي نفسه في الجاهلية.. وسأل الصحابة أبا بكر: هل شربت الخمر في الجاهلية؟ فقال: اعوذ بالله فقيل ولم؟ قال: كنت أصون عرضي, واحفظ مروءتي, فإن من شرب الخمر كان مضيعا في عرضه ومروءته. بلغ ذلك المصطفي صلي الله عليه وسلم فقال: صدق أبو بكر, صدق أبو بكر. * كان سيدنا أبو بكر أقرب إلي القصر أبيض نحيفا خفيف العارضين( جانب الوجه) غزير شعر الرأس معروق اليدين غائر العينين بارز الجبهة فيه قليل من انحناء الظهر. وكان أول من أسلم من الرجال وكانت السيدة خديجة أول من أسلمت من النساء وكان سيدنا علي أول من أسلم من الصبية. وكان النبي صلي الله عليه وسلم يغضب لغضبه وقال عنه إن أأمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر, ولكن أخوة الاسلام ومودته فبكي سيدنا أبو بكر, وقال: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟.. وقال النبي صلي الله عليه وسلم دفاعا عنه: هل أنتم تاركون لي صاحبي؟ هل انتم تاركون لي صاحبي, إني قلت: أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا, فقلتم: كذبت, وقال أبو بكر: صدقت * سأل سيدنا علي بن أبي طالب الصحابة وقال: اخبروني من اشجع الناس؟ فقالوا: أنت, قال: أما إني ما بارزت أحدا إلا انتصفت( انتصرت) منه, ولكن اخبروني بأشجع الناس قالوا: لا نعلم, فمن؟ قال: أبو بكر, إنه لما كان يوم بدر فجعلنا لرسول الله صلي الله عليه وسلم عريشا( خيمة) فقلنا: من يكون مع رسول الله صلي الله عليه وسلم لئلا يهوي( يصل) اليه أحد من المشركين؟ فوالله مادنا منا أحد إلا أبو بكر شاهرا بالسيف علي رأس رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يهوي إليه أحد إلا هوي اليه( حاربه) فهو أشجع الناس... ولقد رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وآخذته قريش فهذا يجبؤه( يأخذه من عنقه) وهذا يتلتله( يدفعه بعنف) وهم يقولون( له) أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا؟ قال( علي): فوالله مادنا منا أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويتلتل هذا, وهو يقول: ويلكم! أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله.. ثم رفع سيدنا علي بردة( عباءة) كانت عليه وهو يبكي حتي اخضلت( ارتوت) لحيته ثم قال: أنشدكم الله, أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر؟ فسكت القوم, فقال: ألا تجيبونني؟ فوالله لساعة من أبي بكر خير من ألف ساعة من مثل مؤمن آل فرعون. ذاك رجل يكتم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه. * كان سيدنا أبو بكر يعتق المسلمين من العبيد ويدفع لأصحابهم من ماله الخاص ليحررهم من رق العبودية سواء كانوا شبابا أو شيوخا أو من عجائز النساء.. فقال له أبوه( أبوقحافة): يا بني أراك تعتق أناسا ضعافا فلو أنك تعتق رجالا جلدا( أقوياء) يقومون معك ويمنعونك ويدفعون عنك؟ قال: يا أبت أنا أريد ما عند الله.. فنزل فيه قوله تعالي: فأما من أعطي واتقي وصدق بالحسني فسنيسره لليسري صدق الله العظيم [email protected]