جاءت حركة التغيير شبه الكاملة للمحافظين فى إطار سلسلة الاستجابات لمطالب الثورة والشعب المصرى بأكمله والسؤال هل جاءت هذه الحركة والتنقلات كما يريد بالفعل الشعب المصرى أم أنها كانت مجرد إرضاء وتهدئة للشارع المصرى دون تحقيق متطلبات أبناء هذه المحافظات. ما يحدث فى قنا من اعتصامات واحتجاجات مفتوحة ومليونية الجمعة التى طالبوا بها اعتراضا على تعيين اللواء ميخائيل محافظا لقنا خلفا لمجدى ايوب ولم تفلح حتى كتابة هذه السطور محاولات النظام للتهدئة وإرجاع جموع المواطنين عن مطلبهم الحثيث برفض تعيين المحافظ والمطالبة ببديل، لم تفلح محاولات وزير التنمية المحلية النعمانى ولا وزير الداخلية العيسوى فى ان تقنع الرافضين بقنا بقبلوهم الأمر الواقع وكما هو الحال فى محافظة الدقهلية برفض اللواء محسن حفظى وكذلك الإسكندرية. وجاءت محاولات المجتمع والتى تمثلت فى الشيخ حسان وبكرى وحجازى وغيرهم مخيبه للأمال أيضا حيث رفض بشدة أهالى قنا الاستجابة لكل هؤلاء رافضين إملاء اى شروط عليهم وهم على حق فأهل مكة أدرى بشعابها... فدعوهم وشأنهم فهم ادرى بأمور محافظتهم ولا داعى للعب دور اعلامى لمجرد الظهور والركوب على موجة ما نعيشه والمصريون حاليا. مصر فى حالة ثورة وتغيير وأهم أنواع التغيير هى إرادة الجماهير الحرة فى تقرير مصيرها ومعنى فرض شئ أو رأى عليهم فنحن ضد الثورة وضد ما نادت به والسؤال هو ماذا يريد الشعب من المحافظين الجدد؟ هل مجرد التغيير ام هناك أمور يتطلب أن تتوافر فى هؤلاء المحافظين حتى يتحقق الغرض المنشود من التغيير. التغيير يا سادة لابد وأن يتوافق مع طبيعة المرحلة التى يعيشها الشعب ولابد من أن يأتى استجابة لمتطلبات الجماهير والمطلوب من السادة المحافظين حتى يتوافق عليهم الشعب أن يعرفوا اولا ماذا يريد جماهير كل محافظة هل السادة المحافظون على استعداد لمعرفة ما يريده الشعب منهم هل نزلوا إلى الشارع إلى العزب والنجوع والقرى والمراكز ام سيكتفون بالجلوس فى مكاتبهم والانصات إلى مستشاريهم بالمحافظة والاكتفاء بسماع رأى رؤساء المدن والقرى والمراكز. من يريد النجاح فى المرحلة المقبلة فى تولى اى منصب قيادى وخصوصا الجماهيرى أن ينزل إلى الناس أن يستمع ويشاهد بنفسه أحوال الناس البسيطة اهل مصر الحقيقيين فى النجوع والعزب من الآلاف الذين يعشون عيشة بسيطة تصل فى بعض الاحيان لافتراش الأرض والنوم على الحصير والاعتماد على لمبة الجاز فى الرؤية وشرب ماء الترعة فلا توجد خدمات من أى نوع فلقد ظلوا منسيين طوال ال30 عاما. لا يوجد صرف صحى ولا مياه شرب نظيفة ولا أراض ممهدة ولا مساكن تحميهم من برودة الشتاء وحر الصيف ولا مخابز لتوفير رغيف الخبز وعلى هؤلاء ضرورة السفر إلى المدن يوميا للحصول على عدد 10 ارغفة عيش يتكلفوا ضعف ثمنهم ذهابا وعودة. أهل المدن والمراكز بنجوعها وكفورها خصوصا فى صعيد مصر ودلتاه فى احتياج شديد لمن ينزل إليهم ويستمع إلى شكاواهم واحتياجاتهم وعلى السادة المحافظين النزول إلى هؤلاء والاستماع منهم مباشرة دون الاعتماد على تقارير مكتبيه لن تفيد. التجول بالأرجل وسط الناس سيفيد السادة المحافظين فى عمل اجندة عمل حقيقية مستندة على ارض الواقع وستلبى جميع طموحات المصريين الذين من حقهم حياة كريمة بعد صبر طال 30 عاما انساهم مصر وفقدوا انتماءهم لها على أساس أن مصر ليست لنا ومعهم ومعنا حق فمصر كانت مختطفه منا بالفعل اختطفها مجموعة من اللصوص والبلطجية الذين عاثوا فيها فساداً واذلالا لاهلها سرقوا ونهبوا وباعوا كرامة مصر والمصريين بابخس الاثمان. لكن المولى عز وجل الذى يمهل ولا يهمل استطاع بقدرته وعظمته أن يكتب نهاية هؤلاء على يد شباب مصر الاوفياء فكانت نهاية الطواغيت والزج بهم فى السجون لينالوا عقابهم الدنيوى إلا أن يمثلوا أمام العادل المولى عز وجل لينالوا عقابهم فى الآخرة. مفاهيم: حبس سامح فهمى وبعض رجال قطاعات البترول جاء ليؤكد أننا بالفعل ماضون وعازمون على انتشال مصر من الفساد والفاسدين لتعيش مصر أزهي عصورها نحو تصحيح مسارها واعتلائها مكانها الصحيح وسط الكبار. المزيد من مقالات فهمى السيد