كشف تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية أمس النقاب عن جريمة شنعاء ارتكبتها وحدات تابعة لحلف شمال الأطلنطي الناتو ودول أوروبية في مارس الماضي. عندما تجاهلت صرخات استغاثة ونجدة صادرة عن مجموعة من المهاجرين الافارقة كانوا علي متن قارب في عرض البحر الأبيض المتوسط ليموتوا في النهاية جوعا وعطشا ويفارق الحياة61 شخصا من بين72 كانوا علي متن القارب. وأوضح التقرير أن قوات الناتو تجاهلت نداءات استغاثة لقارب كان يحمل علي متنه72 شخصا- بينهم العديد من السيدات والأطفال و اللاجئين السياسيين. بعد أن تعرض القارب لعدة اعطال عقب مغادرته العاصمة الليبية طرابلس في اتجاه جزيرة لامبيدوزا الإيطالية وفارق الحياة. وفيما يتعلق بتفاصيل الحادث, أوضح تقرير الجارديان أن القارب كان يحمل47 مهاجرا إثيوبيا وسبعة نيجريين وسبعة إريتريين و6 من غانا وخمسة من السودان, وبين الركاب عشرون امرأة وطفلان. وكان قائد القارب- وهو غاني الجنسية- قد توجه بالسفينة إلي جزيرة لامبيدوزا التي تبعد مسافة180 كيلومترا شمال غرب العاصمة الليبية, ولكن بعد18 ساعة من الابحار نفد الوقود من السفينة وبدأت تتعرض إلي المشاكل, وأشار التقرير إلي أنه علي الرغم من الاتصالات التي أجراها القارب وقوات خفر السواحل الإيطالية مع طائرة هليكوبتر عسكرية وسفينة حربية تابعة لحلف الناتو لمحاولة انقاذ القارب, فإنهما لم يبذلا أي جهد للانقاذ, وأمضي المهاجرون في عرض البحر مدة16 يوما دون طعام وشراب ولم ينج منهم سوي11 شخصا فقط. وكشفت الجارديان عن أن نتيجة تحقيقها الذي أعده مراسل الصحيفة جاك شينكر لمعرفة هوية السفينة التابعة لحلف الناتو التي تجاهلت نداء الاستغاثة توصلت إلي أنه من المرجح أن تكون السفينة الفرنسية شارل ديجول, التي كانت تقوم في ذلك الوقت بمهمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وكانت السلطات البحرية الفرنسية قد نفت أن تكون الناقلة قد وجدت في المنطقة في ذلك الوقت.