نفى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الاثنين، التقارير التي أفادت بأن أحد سفنه المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا تركت 61 مهاجرا يموتون في البحر، بعدما أخفقت في إنقاذ قاربهم المتعطل. وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن القارب الذي كان يقل 71 راكبًا، بينهم عدة سيدات وأطفال ولاجئون سياسيون، انحرف عن مساره في المياه المفتوحة لمدة 16 يوما، بعدما نفد الوقود، وبعد 18 ساعة من مغادرته طرابلس في 25 مارس الماضي. وقالت الصحيفة "على الرغم من تلقي خفر السواحل الإيطالي استغاثات، واتصال القارب بمروحية عسكرية وسفينة تابعة للناتو؛ لم تبذل أي محاولة إنقاذ". ونفت كارمين روميرو، نائبة المتحدث باسم الناتو في بروكسل، التقرير، وقالت: "أي مزاعم تفيد بأن حاملة طائرات تابعة للناتو رصدت السفينة التي كانت تعاني من متاعب ثم تجاهلتها عارية من الصحة". ووفقا لما ذكرته "الجارديان" فإن مروحية من جنسية غير محددة ألقت مياها وبسكويتا على قارب المهاجرين. وقال المتحدث باسم خفر السواحل الإيطالي إنهم طلبوا من سلطات مالطا البحث عن القارب، ولكن سلطات مالطا "نفت أي دخل لها" بالأمر. وقالت الجارديان -نقلا عن ناجين وأشخاص قاموا بالاتصال اللاسلكي بالقارب المنكوب- إن المهاجرين انحرفوا بالقرب من حاملة للطائرات تابعة للناتو في 29- 30 مارس الماضي، ولكن لم يتم بذل أي محاولة لإنقاذهم. وكتبت الصحيفة "بالنسبة لمعظم المهاجرين فإن إخفاق سفينة الناتو في القيام بأي محاولة إنقاذ أدي إلى عواقب كارثية"، مشيرة إلى أن جميع الذين كانوا علي متن القارب، باستثناء 11 شخصا، لقوا حتفهم بسبب العطش والجوع، وذلك حتي رسا قاربهم في الساحل الليبي بالقرب من مصراته. وفي الوقت الذي قالت فيه الصحيفة إنها قامت باستقصاء مكثف للتحقق من الواقعة نفى الناتو أن تكون حاملة الطائرات الفرنسية "شارل دى جول" هي التي يمكن اعتبارها مسؤولة، قائلة إن السفينة الإيطالية جاريبالدي هي التي كانت تعمل في المنطقة في ذلك الوقت. وأشارت رومير إلي أن وحدات الناتو تدخلت في واقعتين منفصلتين ليلة 26- 27 مارس الماضي لإنقاذ نحو 510 مهاجرين تم نقلهم بعد ذلك إلي إيطاليا. ويشار إلي أن الواقعة التي أثارتها الجارديان حدثت قبل أن يتولى الناتو مسؤولية العمليات الجوية ضد الأهداف العسكرية الليبية في 31 مارس الماضي، ولكن بعد أن طبق حظرا بحريا في 23 مارس الماضي.