برع المصريون على مر العصور فى كافة مجالات العلوم والفنون والعمارة، وتشهد آثار كل فترة على براعتهم. واثبت المصريون فى العصر الحديث انهم لم يتخلوا عن ميراث اجدادهم .فظهر العلماء الذين ابهروا العالم امثال زويل، والباز، مصطفى السيد، عصام حجى وغيرهم كثيرين. يبلغ عدد المصريون المغتربون 8 مليون مصرى وفق اخر احصاء رسمى فى مارس 2011، على الرغم من ان الرقم على الشبكة العنكبوتية يصل الى 11 مليون.. قوة لا يستهان بها. هاجر بعضهم بحثا عن باب رزق بعد ان ضاقت فى وجوهم السبل فى بلدهم.. وبعضهم سعيا للعلم والمعرفة.. يبدو شوقهم لوطنهم الام فى حديثهم.. ورغبتهم فى تقديم انفسهم لخدمتها لا جدال عليها. اطلق مجلس الوزراء على صفحته الرئيسية صفحة خاصة لجمع السير الذاتية باسم "المشروع القومى لاستقطاب الكوادر المصرية المتميزة للعمل بالمشروعات القومية الكبرى" واعلنوا ان تلك المشروعات فى حاجة جميع جهود وسواعد المصريين فى مخلتف المجالات من علماء وخبراء واساتذة جامعات، ووضعوا شروط بشرط ان تجتمع كلها فى الشخص المتقدم وهى: - ان يكون مصرى الجنسية - ان لا يقل السن عن 40 عاما - ان يكون حاصلا على الماجستير على الاقل - ان يجيد الانجليزية تحدثا وكتابة الى جانب العربية - ان يكون تولى احد المناصب القيادية لمدة لا تقل عن 7 سنوات. ذكرتنى تلك الشروط بالمادة (77) التى تم تعديلها لتلائم شخص بعينه. إن تلك الشروط تناست ان الحصول على درجة الماجستير يكون فى العشرينات وان الدكتوراة تكون فى الثلاثينات. كما نسيوا ان الاطفال المصريون كسروا كل القواعد وحققوا ما لم يحققه قرنائهم فها هو العبقرى عمر عثمان الذى كرمه رئيس الوزراء د.عصام شرف يستعد لرسالة الماجستير فى الرياضة البحته وهو فى الخامسة عشر من عمره كما انه يُدرسها فى الجامعة الامريكية، وكذلك الطفل محمود وائل الذى لُقب بعبقرينو فهو يُدرس الهندسة والحاسبات والمعلومات بذات الجامعة وهو يبلغ من العمر الثانية عشر. ان مشروع الكوادر المتميزة هدفه سامى ولكن يحتاج الى توسيع دائرة البحث عن المتميزين وما اكثرهم وذلك عن طريق تجميع السير الذاتية وتصنيفها الكترونيا بمجرد ادخالها الى عدة مجالات فهذا فى الطب وذاك فى الزراعة وهكذا، ويتم اختيار من يصلح منهم للقيادة بعد اداءهم بعض الاختبارات وليس لمجرد سنوات خبرة، فكثير ممن تقلدوا مناصب اداريه لم ينجحوا فيها واستمروا بمناصبهم لاسباب نعلمها جميعا. فتقلد المناصب لسنوات طوال لا يعنى بالضرورة النجاح فيه. يمكن ان تقسم ادارة المشروعات الى قسمين قسم ادارى يتولاه اهل الخبره فى الادارة واخر علمى يكون المسئول عنه العلماء والنابغين فى تخصص المشروع حتى يتثنى لهم التفرغ للابحاث وما يتطلبه المشروع من اعدادات. ان من السهل حصر اساتذة الجامعة المبعوثين او اصحاب المنح فى الجامعات المختلفة، فكل كلية بها كشوف بهؤلاء الاساتذة وتخصصاتهم وموضوعات ابحاثهم ومدى تقدمهم فيها وكيفية الاتصال بهم.. فنختار منهم من نحتاجهم لتلك المشروعات، ويتم مراسلتهم للعمل فيها وبالتأكيد لن يتأخر اى منهم لخدمة الوطن. إن مصر تحتاج فى هذه الفترة المقبلة اذهان متفتحة حتى يمكنها دفع عجلة التقدم بالتعاون مع كل ابنائها فى الداخل والخارج. فلنضع الشروط جانبا ونفتح الابواب لكل من يجد فى نفسه القدرة على اداء العمل.. فالجيش يحتاج الى اصغر جندى كما يحتاج الى القائد، والاهرامات بناها المصريون عندما تعاونوا معا. المزيد من مقالات فاطمة عمارة