في ظروف كالتي نمر بها, فإن نجاح الحكومة في تحقيق حصيلة الضرائب المستهدفة في الموازنة الحالية يعد انجازا بكل المقاييس, وهو إنجاز يحسب للمجتمع الاقتصادي كله وفي مقدمته الشركات العاملة التي توفر نحو 80 % من جملة الضرائب. وقبل انتهاء السنة المالية بنحو شهرين اعلنت مصلحة الضرائب انها حققت بالفعل حصيلة بقيمة 166مليار جنيه وهو ما يدعم التفاؤل بتحقيق الحصيلة المستهدفة البالغة 180مليار جنيه وبما يزيد علي حجم الضرائب المحصلة في الموازنة السابقة والبالغة نحو841 مليار جنيه, هذه الارقام ربما لاتعني الشئ الكثير بالنسبة للمواطنين الذين تشغلهم متاعب الحياة اليومية ويعانون من الغلاء وضعف الاجور, ولكنها من جوانب فنية, تحمل الكثير من النقاط المضيئة التي كنا نحتاج اليها بشدة هذه الايام, فمن ناحية يكشف نجاح وزارة المالية في تحقيق حصيلة الضرائب المستهدفة ان الحياة الاقتصادية في بلادنا تسير بصورة شبه عادية وان الشركات بأنواعها تمكنت من تحقيق الارباح المستهدفة والتي تستقطع منها هذه الضرائب وانها قادرة علي مواصلة النمو وتحقيق مزيد من الارباح بعد اعادة الاستقرار للاسواق, ومن ناحية ثانية يؤكد تحقيق المستهدف من الضرائب مدي صلابة الدولة وقدرتها علي ادارة الحياة الاقتصادية وتحصيل حقوق الخزانة العامة في ظل حالة التحول السياسي الصعبة التي نمر بها وبرغم صعوبات الانفلات الامني وغير الامني التي يشهدها الشارع, الاهم أن روح الالتزام التي يكشف عنها تحقيق الحصيلة الضريبية المستهدفة تعيد الثقة في قطاع الاعمال الوطني من بنوك ومؤسسات وشركات, وذلك بعد اللغط الكثير الذي اثاره الكشف عن قضايا الفساد والافساد المالي التي حدثت في ظل النظام السابق ويحاكم أصحابها امام القضاء الآن. النجاح الضريبي الذي تحقق يؤكد نزاهة القاعدة العريضة من رجال الاعمال والشركات العاملة في بلادنا والذين هم أهم الرابحين من كشف النفر القليل الذين كانوا يتلاعبون بالاسواق ويتاجرون في اراضي الدولة واصولها بصورة غير نزيهة محققين ارباحا هائلة وسهلة وربما خافية علي الضرائب مما خلق مشاعر اليأس والعداء لدي الكثيرين لكل رجال الاعمال ولكل مظاهر الثراء, خاصة في ظل مظاهر البذخ والانفاق غير المسئول الذي انغمس فيه الاغنياء الجدد اصحاب الارباح الحرام.. وكانت مثار تندر واستياء الجميع. المزيد من أعمدة عماد غنيم