لا يمكن لأحد أن يتصور مدي الرخاء الذي كان من الممكن أن يحدث لو أن خطط النهوض بسيناء كانت قد نفذت منذ عام1981 أي منذ30سنة كاملة. إن سيناء تستحق منا جميعا الاهتمام بها اقتصاديا واجتماعيا فهي جزء من أرض مصر الذي عاني كثيرا خلال عدد من القرون الماضية, وأنا لا أتخيل أن إسرائيل. في وسعها أن تقف أمام تقدم سيناء لأننا أصحاب الأرض, وفي وسعنا أن نقف أمام أي محاولة فساد توقف من تقدمها, فهي أرض صالحة للزراعة وبوسعها أن تقدم لمصر كافة المحاصيل الزراعية وعلي رأسها القمح, وقد لجأنا أخيرا إلي زراعة القمح في أرض السودان الشقيق, وبالرغم من المحبة التي تربط بيننا, إلا أن أراضي سيناء أولي بهذه الزراعة, التي سوف توفر ملايين الدولارات وتقوي البنية الأساسية للاقتصاد المصري. وبجانب الزراعة في سيناء, فإننا نستطيع أن نبني المصانع التي تجذب الأيدي العاملة بالملايين مما ينتج عنه نقل ملايين البشر إلي سيناء لخلق مجتمع متكامل يستطيع أن ينهض بمرافق البلاد في شتي الأنحاء. ويقينا.. أن الفاسدين الذين تولوا أمر البلاد قبل قيام ثورة مصر في25يناير.. ليس في أيديهم شيء يفعلونه الآن, وكفاهم ما تم علي أيديهم من فساد في عرقلة تطور البلاد والأمل الكبير الآن في القوات المسلحة التي أعتقد أنه من أولويات اهتمامها سيكون النهوض بسيناء بشكل قوي وصادق بعيدا عن الوعود الكاذبة التي كانت تلتف حول سيناء من كل جانب. واليقين في اهتمام الشعب المصري بجزء من أرضه التي تمني أن تكون رأس حربة تطور الاقتصاد المصري, وسوف يكون الأمر غريبا للجميع أن نجد سيناء بلا تطور بعد أن أبطل الشعب كل ألوان الفساد التي كانت توقف سيناء عن العمل والحركة. بعدها لن نعاني من اختلاف القبائل الذي يؤدي إلي القتال بين بعضهم البعض وبين أفراد القيادات داخل سيناء, فإنهم سوف يتدافعون إلي تقوية أواصرهم الحقيقية من أجل مصر. إن عيد سيناء يمر هذه المرة ليس مثل مرور الأعياد السابقة, فإن الأمل والمحبة من أجل سيناء سيدفع الجميع إلي وقف الفساد مهما كان لونه أو شكله, لقد عاني الجميع الكثير وعلينا أن نعوض الزمن الذي ضاع علينا سنوات من هذا الركود. الذي شل حركة أجيال كثيرة. وعندما تنهض سيناء, فأننا لن نشعر بأي خطر من جانب إسرائيل, وسوف تكون كل حدود سيناء ثرية بوجود جيشنا علي كل شبر من الأرض وقتها ستعرف إسرائيل أن تهديداتها للعرب لن تؤدي إلي الخوف منها, وسوف تلتزم إسرائيل بالتفاوض بصدق مع الجانب العربي الذي فقد مصداقيته, ولن تغير أمريكا موقفها الموالي إلي إسرائيل إلا إذا وجدتنا أقوياء قادرين علي صد أي عدوان يتهددنا. وأخيرا فإن هذا العام إن شاء الله سوف يشهد تحقيق أمانينا, فإذا احتفلنا بالعام القادم بعيد سيناء نكون قد حققنا أمنيات مصر الثورة والعروبة من حولنا. المزيد من مقالات أدم النواوى