د. فتحي مرعي الإنسان قد تحركه دوافع نبيلة مثل الأريحية, الوفاء, الشجاعة, الشهامة, الإيمان( وإن كان الإيمان يغطي هذه الدوافع وأمثالها). وقد تحركه دوافع أقل نبلا أو بالأحري دوافع لاتتصف بالنبل من قريب أو من بعيد, مثل الطمع, الأنانية, الجشع, الغدر, الانتهازية, الكبر, الغرور, الاستعلاء.. إلخ. والنفس السوية تحركها الدوافع النبيلة.. والنفس الشريرة تحركها الدوافع التي من نوعها وعلي شاكلتها.. والقدوة تلعب دورا بارزا.. فإذا مال الإنسان إلي محاكاة شخص معين, وأعجبه هذا الشخص ومايفعله, كانت تصرفاته وسلوكياته متماثلة معه إلي حد كبير, قد يصل إلي التطابق أحيانا.. ومن هنا يوجهنا ربنا وخالقنا أن نقتدي بسلوكيات الرسول صلي الله عليه وسلم, والتي تتضمن أقواله وأفعاله وردود أفعاله, لأنه أكمل خلق الله في أخلاقياته وإلا لما إصطفاه رب العالمين ليكون ختام الرسل والنبيين للبشر أجمعين.. وقد امتدحه ربه بقوله عز من قائل وإنك لعلي خلق عظيم( القلم4) وهو قول لايرتفع عليه قول.. والمؤمن الحق إنسان علي خلق.. وليس أبدا الإنسان المنافق أو المراوغ أو الكذوب أو الطماع أو الأناني أو الغدار.. هذه الصفات ومثيلاتها تطعن في إيمان المؤمن, وتقلل مصداقيته, فلا يكون إيمانه صادقا أو كاملا ولديه صفة أو أكثر مما ذكر انفا.. وفي ذلك يقول الرسول صلوات الله عليه وسلامه أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا وعندما سئل عن أي الأعمال أفضل قال حسن الخلق ولما كان الرسول هو المثل الأعلي في الأخلاق, وجهنا ربنا تبارك وتعالي أن نتأسي به لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا( الأحزاب12).. ولذلك كان من المفيد جدا أن نقرأ السيرة الذاتية لرسول الله صلي الله عليه وسلم, وهناك كتب كثيرة تتناولها, فلنرجع إلي أيها, حتي نتخلق بأخلاقه في سلوكياته وكل أحواله.. أما من يعرضون عن هذا ويرون أن النجاح في الدنيا يلزمه اللعب بالبيضة والحجر كما يقال, أو اللي تغلب به إلعب به أي إذا أردت أن تكون ناجحا في الدنيا, فاسلك الطريق الذي يوصلك إلي النجاح ولاتلتفت للأخلاقيات اللي مابتأكلش عيش اليومين دول(!) فإن كنت تؤمن بأحد هذه الشعارات الخائبة, فافعل ماشئت, وسوف تري النتيجة التي لم تكن تنتظرها ولاتعمل لها حسابا, وهي البوار في الدنيا عاجلا أو اجلا, والخسران في الآخرة.. الوصول إلي النجاح في الدنيا بطرق ملتوية وغير سليمة هو نجاح زائف ولن يستمر طويلا.. بل سيأتي وقت تخسر فيه كل ما جمعته سواء من مال أو شهرة أو منصب, وسيذهب كل ذلك أدراج الرياح.. وستكون أنت عظة وعبرة لغيرك ممن يفكر في السير علي منوالك.. ثم الآخرة؟ أين أنت منها؟ إن كنت لاتهتم بها فلن يكون لك حظ فيها.. أي في الجنة.. وفي الآخرة ليس هناك بديل للجنة إلا النار.. فهل تقدر علي لهيبها؟!