في مطلع الخمسينيات, مصر كانت داعمة لحركات التحرر في إفريقيا لمواجهة الاستعمار, والزعيم الراحل جمال عبدالناصر, أحد مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية التي تحولت هذه الأيام للاتحاد الإفريقي, هذا الكلام بمناسبة غياب مصر عن إفريقيا03 عاما, وكادت إفريقيا تفتقد مصر لولا ثورة52 يناير التي وضعت مصر في مكانتها الحقيقية, وأعادت الروح من جديد, حيث أصبحت الشعوب الإفريقية تنظر إلي مصر نظرة تقدير واحترام, إلي أن ظهرت علي السطح قضية نهر النيل الخالد, شريان الحياة لمصر والمصريين, والمحاولات الخارجية للوقيعة بين مصر وإفريقيا, فكانت الانطلاقة من خلال وفد شعبي يمثل مختلف التيارات الوطنية توجه إلي أوغندا ضم53 شخصية سياسية في مهمة قومية تستهدف استعادة الدور المصري في إفريقيا, ومد جسور التعاون والتنسيق مع الأشقاء الأفارقة, بما يحقق المصالح المشتركة ويقطع الطريق علي محاولات عزل مصر, باعتبارها دولة إفريقية كبري في قاراتها. ورغم أن بعض المحاولات للأسف كادت تنجح خلال فترة العقود الماضية بسبب سياسات النظام الحاكم في مصر في إبعادنا عن القارة الأم, إلا أننا نأمل في استمرار زيارات الوفود الشعبية لكل من أوغندا والسودان بشماله وجنوبه, وإثيوبيا ورواندا وبوروندي وغيرها من الدول الإفريقية فيما نسميه بالدبلوماسية الشعبية من استعادة المكانة, ونأمل من الوفود الرسمية والحكومية استكمال المسيرة حتي تستعيد مصر مكانتها في إفريقيا, وتقليل الخسائر الناجمة عن فقدان إفريقيا وتنشيط الدور المصري المفقود وبأقل من الخسائر التي تهدد حقوقنا في مياه النيل, الشريان الطبيعي للحياة, والذي يجمع بين شعوب دول حوض النيل. وهنا لا يمكن أن نغفل دورالكنيسة المصرية في إفريقيا, خاصة إثيوبيا أو بلاد الحبشة, كما كانت معروفة للعرب فجر ظهور الإسلام, فالكنيسة الإثيوبية كانت تتبع إلي وقت قريب الكرازة المرقسية والبطريركية بالإسكندرية, وقد استطاع قداسة البابا شنودة الثالث إذابة الثلج بين الكنيستين, وأعاد الروح من جديد, وهنا لابد أن يلعب رجال الدين المسيحي دورهم في الدبلوماسية الشعبية, والمشاركة في إعادة إفريقيا بكل دولها إلي مصر قلب إفريقيا النابض, حتي تعود المياه إلي سابق عهدها في مختلف المحافل الدولية, كما كانت من قبل أيام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر, فمصر ناصر أسهمت في حركات التحرير, واليوم علي دول إفريقيا كلها الوقوف مع مصر, بعدما عادت من جديد إلي الأم إفريقيا.