لم يأت التفكير في إنشاء محافظتي حلوان و6 أكتوبر فجأة أو مصادفة بل سبقه عمل مكثف وطويل شاركت فيه بشكل أساسي هيئة التخطيط العمراني لايجاد تقسيم إداري مختلف عن القائم . يحدث اتزانا حقيقيا لمحافظتي القاهرةوالجيزة, وقد سبق استحداث هاتين المحافظتين دراسات وأبحاث علي مدي25 عاما وهو ما أكده الدكتور حازم القويضي رئيس هيئة التخطيط العمراني السابق حيث تم وضع عدة بدائل لاختيار الانسب من بينها فكان القرار باستحداث المحافظتين الجديدتين باعتبارهما الأفضل والاقرب إلي التنفيذ وما كادت تمر3 سنوات علي استحداث المحافظتين حيث بدأت محافظة حلوان الاحتفال بالعيد الثالث لتأسيس المحافظة حتي فوجئ الجميع بإعلان مجلس الوزراء إلغاء المحافظين حيث تمت إعادة حلوان إلي محافظة القاهرة في حين عادت6 أكتوبر إلي محافظة الجيزة, وعقب صدور القرار سادت حالة من الفوضي في محافظة حلوان حيث تجمع الآلاف في ميدان الشهداء أكبر ميادين المحافظة مطالبين بإعادة محافظة حلوان حيث اعتبروا القرار تعديا علي حقوقهم وملكيتهم في محافظة مستقلة. وبدأت أمس محاولات التصعيد من أهالي محافظة حلوان تعبيرا عن رفضهم لقرار دمج محافظتهم مع القاهرة حيث تجمع نحو3 آلاف مواطن أمام مجلس الوزراء مما أدي إلي قطع الشارع وإيقاف حركة المرور تماما لشارع قصر العيني مما أربك حركة السيارات وإعاقة المصالح. وفي حي المعادي كان أهالي المحافظة علي موعد آخر مع المظاهرات حيث تظاهر المئات من الأهالي والعاملين بديوان عام المحافظة احتجاجا علي القرار رافعين لافتات تطالب بالابقاء علي حلوان كمحافظة مستقلة وإذا كانت الاغلبية قد عبرت عن رفضها لقرار الغاء المحافظة بالتظاهر السلمي فقد توعد البعض بالتصعيد إذا لم يتم إلغاء القرار فقطع البعض الطريق الرئيسي المؤدي إلي مدينة اطفيح في حين ذهب البعض من سكان حلوان لمترو حلوان ورفضوا دخول أو خروج أي فرد من المترو حتي العدول عن قرار إلغاء المحافظة. وأكدت مشيرة أبوغالي ناشطة سياسية أن أحد الأهداف الرئيسية لثورة25 يناير هو القضاء علي الفساد والارتقاء بالإنسان المصري والخدمات التي تقدم له, لكن للاسف الشديد صدمنا قرار مجلس الوزراء بإلغاء محافظة حلوان وشعرنا بأننا عدنا إلي العصر الماضي خاصة بعد أن خرج علينا السيد المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء بقوله إن قرار دمج اكتوبر وحلوان جاء بعد دراسات مستفيضة وأنه لا تراجع عن القرار وهو ما يعني أننا علينا بقبول الأمر الواقع وعلينا ضرب رؤوسنا في الحائط, وكأنه لايدرك أن مصر قامت بها ثورة أطاحت بالمتصلبين في الرأي الذين افسدوا بقراراتهم المتسرعة الحياة السياسية والاقتصادية. والتقط طرف الحديث عبدالحميد عمار أحد مواطني مدينة اطفيح متسائلا: كيف تكون هناك دراسات مستفيضة هي التي كانت وراء قرار إلغاء المحافظة وعمر رئيس الوزراء في المجلس لايتعدي ال40 يوما؟ وإذا كانت هناك دراسات بالفعل فلماذا لا يكشف عنها مجلس الوزراء ضمانا للشفافية التي جاءت من أجلها الثورة؟ والحقيقة انه لم تكن هناك أي شفافية في اتخاذ القرار وليس هناك دراسات مستفيضة سبقته والدليل علي ذلك عدم معرفة الجهة المنوط بها إعداد مثل هذه الدراسات وهي هيئة التخطيط العمراني حيث صرح رئيسها الدكتور مصطفي مدبولي في أهرام الجمعة الماضية بأنه لا يعرف خلفيات إصدار قرار إلغاء محافظتي حلوان و6 أكتوبر ولم تتم استشارته قبل صدوره لأنه سياسي صرف, فإذا كان صاحب الشأن لايعرف شيئا فمن أين جاءت الدراسات المستفيضة؟ ملمحا إلي أن القرار وراءه طبقة الاثرياء من أهالي التجمع الخامس والمعادي الذين اعترضوا وكانوا في حالة غضب شديد عند بداية نشأة المحافظة والاعتراض والغضب كان سببهما انهم سيكونون تابعين لمحافظة حلوان وليس القاهرة. وأكد المهندس سليمان الكفراوي أن ما ساقه البعض ممن اطلق عليهم خبراء في التخطيط من تأييد لقرار إلغاء محافظتي حلوان و6 أكتوبر لكونه تصحيح قرار خاطئ لم يراع الاسس التخطيطة والعمرانية السليمة لايعرفون أن قرار انشاء المحافظتين سبقته دراسات مستفيضة استمرت لاعوام طويلة واشرفت عليه هيئة التخطيط العمراني وعندما صدر قرار استحداث المحافظتين كان هدفه تخفيف العبء عن اقليمالقاهرة الكبري بعد أن وصل تعداده إلي25% من سكان مصر فكان من الضروري إجراء هذا التعديل باستحداث محافظتين جديدتين لتخفيف الحمل عن القاهرة الكبري بإعادة التوزيع السكاني بالاضافة إلي ايجاد اقطاب ومراكز للتنمية قريبة من العاصمة وتوفير فرص العمل والخدمات الجيدة والحياة الكريمة. أما فيصل أبو عريض أحد المستثمرين بمنطقة عرب أبوساعد بالصف فأكد أن أحد الأهداف الأساسية من استحداث المحافظتين هو الارتقاء بالخدمات التي تقدم في المنطقة الجنوبية والقضاء علي المشكلات المستعصية في مناطق حلوان الجديدة خاصة في الصف واطفيح والمعصرة وحدائق حلوان وغيرها من المناطق التي ظلت مهملة لسنوات طويلة ولم تحصل علي الرعاية والخدمات المناسبة نتيجة لاتساع نطاق محافظة القاهرة التي كانت تضم31 حيا مما جعل معظم المناطق الجنوبية يشوبها القصور والاهمال ومع انشاء محافظة حلوان بدأنا نستشعر التطوير وخدمات الرصف والإنارة واقامة الوحدات الصحية ومحطات مياه الشرب وغيرها من الخدمات التي كنا نفتقدها لسنوات يرغبون في اعادتنا للعهد الماضي لصالح من لا نعرف؟! وفي النهاية كشف محمد سناء احد العاملين بديوان عام المحافظة أن حالة من الارتباك الشديد سادت الديوان بمجرد الإعلان عن قرار إلغاء المحافظة وهو القرار الذي سينتج عنه الغاء أكثر من30 وظيفة قيادية هذا غير المحاكم ومديرية الأمن ومجموعة المديريات الخدمية وغيرها من المصالح التي لا نعرف مصيرها بعد القرار العشوائي بإلغاء المحافظة, اضف إلي ذلك أن هناك العديد من المشروعات التي تعتمد عليها الصناديق المحلية ويعني الغاء المحافظة هو ضم تلك الصناديق إلي المحافظة الأم التي بطبيعة الحال ستعيد النظر في أولويات الانفاق مما سيؤثر بالطبع علي المشروعات القائمة بالفعل.