خرق المتمرودون الحوثيون هدنة وقف اطلاق النار المبرمة بينهم وبين الجيش اليمني بعد مرور ساعات قليلة علي إبرامها. وقال قائد العمليات العسكرية في صعدة والذي يشغل أيضا منصب وكيل أول في وزارة الداخلية اليمنية إنه نجا من محاولة لاغتياله علي يد الحوثيين. وأوضح أن المتمردين رشقوا سيارته بالرصاص. وأضاف أن المتمردين شنوا هجمات علي موقع للجيش في آل عقاب ونقطة العين بصعدة أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من جنود الجيش اليمني. وكانت أجواء من الهدوء المشوب بالحذر قد سادت كافة جبهات القتال في محافظة صعدة بشمال اليمن عقب دخول وقف اطلاق النار بين الجيش والمتمردين الحوثيين حيز التنفيذ عند منتصف الليلة قبل الماضية, وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس اليمني علي صالح بوقف القتال. وقالت مصادر محلية ان اللجان الميدانية المشكلة من الطرفين بدأت أمس نزولها مباشرة للاشراف علي تنفيذ الشروط الحكومية وأوضحت ان المتمردين الحوثيين بدأوا أمس تحركات من أجل نزع الألغام واعادة فتح الطرقات, وهي من بين شروط وقف اطلاق النار, مشيرة الي أن الهدوء يسود محاور صعدة والملاحيظ وحرف سفيان. وذكرت مصادر محلية أن الحكومة اليمنية اشترطت علي الحوثيين اطلاق الأسري السعوديين العسكريين لديهم خلال48 ساعة. وجاء خرق الهدنة في اليمن بعد التأكيدات من جانب كل من الحكومة والمتمردين علي الالتزام بوقف اطلاق النار, ففي الوقت الذي اصدر فيهالرئيس علي عبد الله صالح توجيهاته بوقف العمليات الحربية ضد المتمردين, أعلن عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين من جانبه وقف اطلاق النار في جميع جبهات القتال. وقال الحوثي في بيان صحفي انه بناء علي ما تم الاتفاق عليه مع الحكومة اليمنية, أصدر توجيهاته الي جميع الجبهات ومحاور القتال لايقاف اطلاق النار تزامنا مع التوقيت المعلن من قبل الحكومة. وأضاف البيان انه بعد استقرار وقف اطلاق النار سيتم فتح الطرقات, ورفع النقاط منها وانهاء التمترس من جميع محاور القتال. وكانت حالة من الارتياح عمت الشارع السياسي اليمني لقرار وقف الحرب بصعدة والتي استمرت ستة أشهر وحصدت ألاف الأرواح من الجانبين فضلا عن آلاف المصابين والنازحين والذين يقدر عددهم بنحو250 ألف شخص. ودعا طارق الشامي رئيس الدائرة الاعلامي للمؤتمر الشعبي العام الحاكم كافة القوي السياسية وفي مقدمتها أحزاب المعارضة الي الاستفادة من قرار طي صفحة الحرب في المنطقة الشمالية الغربية ودعوة الرئيس صالح للجميع الي التحلي بروح الاخاء والتلاحم والتسامح والمحب والوئام والسلام ونبذ العنف والأحقاد وتمتين عري الوحدة الوطنية السلام الاجتماعي. وكان بيان رسمي صدر في ختام اجتماع عقد برئاسة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وضم أعضاء اللجنة الوطنية المكلفة بالاشراف علي تنفيذ النقاط الست والمؤلفة من أعضاء من مجلسي النواب والشوري م فيه الاعلان عن ايقاف العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية ابتداء من الساعة الثانية عشرة من مساء أمس الأول, وذلك بما من شأنه حقن الدماء واحلال السلام في المنطقة الشمالية الغربية. وتتضمن النقاط الست الالتزام بوقف اطلاق النار وفتح الطرقات وازالة الألغام وانهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق والانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شئون السلطة المحلية, وإعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية اليمنية والسعودية, واطلاق المحتجزين من المدنيين والعسكريين اليمنيين والسعوديين والالتزام بالدستور والنظام والقانون, كما تشمل الالتزام بعدم الاعتداء علي أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة.