الرواية التي فازت بالمركز الأول لجائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي, وكانت الطبعة الأولي منها قد صدرت في العام2005 م. ويأتي الطابع الملحمي في الرواية من عمق شخصياتها وتنوعها, ومداها الزمني الطويل, الجد والأب والأحفاد, فهناك شخصيتا عمران وحليمة, بطابعهما التراجيدي القدري, فالأقدار وغضب الطبيعة, وهما كالمرض يستعفي علي الفقراء وأهل القري تشكل مصائر أبطال مأساويين لا يملكون إلا الفرار أمامهما, مكررين رحلة البحث عن ملجأ لا يستقران عليه أبدا, وهو ليس ملجأ مكانيا, بل استقرار نفسيا مفقودا علي طول العمل وتشابكه و تطمح الرواية, علي امتدادها, لأن تكون تاريخا شعبيا, تاريخ الناس كما في حيواتهم, لا تاريخ الحكام في سلطاتهم, فتجد الأسواق الشعبية والمقاهي الفقيرة, وأفران الخبيز, ومولد السيد البدوي, روائح وأطيافا قديمة, تهل من بين سطور الرواية, تضعنا في قلب لحظة تاريخية لا يمكن الإمساك بها في الحقيقة, لكننا نعيشها مع شخصيات الرواية.كما تلعب السخرية دورا محوريا- علي قلتها- في الرواية; حيث تأتي دائما ضمن سياق طبيعي تغلب عليه الكتابة, فتكون طبيعته غير مفتعلة, كما علي لسان الناس, ومن واقع الحال, وضغط الأقدار, وصراع البشر مع نبوءاتهم وتصوراتهم عن أنفسهم. تأليف سعد القرش صدرت عن الدارالمصرية اللبنانية