بدأت أمس في القاهرةوالسويس كأس الأمم الأفريقية لكرة اليد للرجال والسيدات بمشاركة20 منتخبا يمثلون12 دولة أفريقية. بطولة الرجال ثلاث مجموعات. مجموعة علي رأسها مصر وتلعب مبارياتها في الصالة الكبري باستاد القاهرة والثانية تتصدرها الجزائر وتلعب في الصالة الصغري بالاستاد والثالثة علي قمتها تونس وتلعب في السويس . مصر تحمل اللقب والمنافسة قوية جدا بين مصر وتونسوالجزائر علي زعامة كرة اليد في أفريقيا نتيجة المستويات المتقاربة والواضحة علي نتائج المباريات التي تجمع أي منتخبين من الثلاثة.. ولهذا! الإقبال الجماهيري له كلمته الفاصلة في هذه البطولة ومنتخب مصر في أشد الحاجة إلي حضور الجماهير لتشجيعه ومؤازرته والوقوف معه وجانبه وخلفه ويقيني أن كرة اليد تستحق هذا من المصريين لأنها أول لعبة مصرية جماعية تفرض نفسها عالميا وتحجز لنفسها مكانا بين الكبار في العالم وتتنافس بقوة واقتدار مع أقوي منتخبات العالم... يقيني أن منتخب مصر قادر علي الاحتفاظ باللقب فيما لو امتلأت أكبر مدرجات صالة مغطاة في العالم وفيما لو تفرغ ال25 ألفا الموجودون في المدرجات لتشجيع منتخب مصر ولم يشتتوا ذهنهم وذهن نجوم منتخب مصر في أمور تسيء لمصر وإلي منتخب مصر ولا تفيد مصر لأن البطل الذي يريد البطولة يريد أكبر قدر من التشجيع وأكبر قدر من التركيز وأي خروج عن الرياضة وروحها في المدرجات ينعكس دمارا وتشتيتا وفقدانا للتركيز علي المنتخب في الملعب! كرة اليد تختلف جذريا عن كرة القدم. الملعب صغير والأداء سريع والتهديف كثير والاحتكاك والعنف والأداء الخشن جزء من اللعبة والسرعة والاحتكاك والعنف وكثرة الأهداف بطبيعتها تفرز الحماسة والإثارة والعصبية داخل الملعب وفي مثل هذا المناخ أي منتخب يحتاج من جماهيره إلي أن تكون قوة دفع لا تشتيت بالتفرغ لتشجيعه وعدم خلق أي معارك جانبية مع المنافس لأنها تنعكس علي الملعب وتفقد اللاعبين تركيزهم في الملعب.. الذي لا تعلمه الجماهير أن انشغالها بالمنافس والهتاف ضد المنافس في ملعب صغير ومدرجات داخل صالة وفي لعبة سريعة.. ينعكس سلبا علي منتخبها ويخرجه عن تركيزه في لعبة تحسب بالثانية ونصف دقيقة عدم تركيز كافية لإنهاء نتيجة مباراة والسباب والشتائم والخناقات في المدرجات يمكن أن تفعل هذا لأن المدرجات والملعب جزء واحد في كرة اليد! نحن في إجازة نصف السنة الدراسية والإجازة يمكن أن تكون ميزة وربما تكون عيبا فيما يخص بطولة مهمة مثل كأس الأمم لكرة اليد والأمر متوقف علي ما إذا كان هناك تنسيق مسبق بين اتحاد اليد والتربية والتعليم والجامعات بالنسبة للبطولة وحضور الطلبة وتوزيع التذاكر المخفضة الجماعية عليهم!. هل تم التنسيق قبل خروج الطلبة للإجازة.. إن حدث فأعتقد أن البركة في الطلبة وبالإمكان ألا يكون في أي صالة كرسي واحد خال طوال البطولة.. أما إذا كانت الأمور لم تشهد تنسيقا والإجازة حلت دون أن يكون هناك اتفاق قد تم.. فأنا أعتقد أن المسألة ستكون صعبة لأن الطلبة في إجازتهم وصعب الوصول إليهم وعلي كل حال ربما تكون هناك وسائل لا أعرفها يمكن بها تجميع الطلبة وحضورهم البطولة وهذا الاحتمال كاف لأن يقوم الاتحاد بالاتصال بالجهات المعنية في الجامعات والتربية والتعليم... أنا من جهتي اقترحت علي السيد هادي فهمي رئيس الاتحاد أن يخصص مدرجا للأسر التي تصطحب أولادها وهي ظاهرة في كرة اليد والدنيا إجازة ومواعيد المباريات مناسبة ويمكن لأهالي مدينة نصر ومصر الجديدة والعباسية أن يحضروا المباريات في أماكن مخصصة للأسر بما يوفر الطمأنينة علي الأطفال الصغار والسيدات والبنات.. تعالوا نجعل هذه الأيام عيدا بحق إن امتلأت المدرجات بالجماهير وشجعت منتخبها واحترمت ضيوفنا.. وإن حدث هذا فستبقي الكأس بمشيئة الله في القاهرة وهذا أقل ما نقدمه إلي مصر... .......................................................... ** في سرية بالغة ناجمة عن تجاهل تام بدأت في استاد القاهرة صباح الثلاثاء الماضي بطولة مصر الدولية لتنس الطاولة بمشاركة157 لاعبا ولاعبة يمثلون30 دولة. البطولة تؤهل لكأس العالم وهي واحدة من بطولات عديدة أعطي الاتحاد الدولي لمصر حق تنظيمها وستقام في القاهرة غدا السبت وبعد غد الأحد بطولة مؤهلة لأوليمبياد سنغافورة... الاتحاد الدولي فيما هو واضح اختار مصر لتنظيم العديد من البطولات الكبيرة ونحن في مصر كما هو حادث لا نهتم ولا نري إلا الكورة ومن ثم لا نسمع أصلا عن تنظيم أي مسابقة في أي نشاط علي أرض مصر ولا نعرف أن فيه دعاية لمصر وفيه اهتماما بمصر وفيه جذبا إلي مصر وكلها أمور تنعكس إيجابا علي اقتصاد رغم أن الحدث رياضة!. نحن لا نهتم بأي لعبة رياضية طالما هي ليست كرة قدم وليت اهتمامنا بالكرة صحيح وقائم علي فكر وتخطيط وعلم.. والمعني أننا أهملنا كل اللعبات الرياضية نتيجة انشغالنا بالكرة.. وحتي عندما انشغلنا بكرة القدم جاء الانشغال غلط بالتركيز علي فوق ونسيان تحت رغم أنه مستحيل أن نرتفع فوق دون أن نتسع ونهتم تحت. مستحيل أن تكون هناك قمة مرتفعة دون أن يكون تحتها قاعدة عريضة منظمة تلعب الكرة!. طبعا قد يبدو هذا الكلام غريبا أو نشازا ومصر مازالت تحتفل بمنتخبها الفائز بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات علي التوالي وهو أمر غير مسبوق وإنجاز يصعب جدا تحقيقه.. إلا أن هذا الإنجاز لا يعني أنه لا توجد أخطاء وخطايا في نظامنا الكروي وهي موجودة ولابد من التعرف عليها والاعتراف بها ومن ثم تصويبها!. علي أي حال هذه القضية ليس هذا وقتها ونعود إلي تنس الطاولة وبطولته الدولية التي بدأت علي غفلة رغم أن المشاركين فيها30 دولة وحتي لو كانوا1000 دولة فإن أحدا لن يهتم لأن تنس الطاولة شأنها شأن ألعاب القوي والملاكمة والمصارعة والجمباز والسلاح والسباحة إلي آخر اللعبات المظلومة في بلدنا إعلاميا وماديا وبشريا وكل حاجة... سألت السيد عادل أبوالنصر رئيس اتحاد تنس الطاولة عن ميزانية الاتحاد والمقيدين في الاتحاد وعدد الطاولات الموجودة في الاتحاد واقترحت عليه ما اقترحته قبل15 سنة عندما طالبت بعمل تصميم لترابيزة تنس طاولة كالتي رأيتها في ألمانيا وهي ترابيزة من الأسمنت تكلفتها زهيدة ومصممة للشوارع والشمس والمطر والهواء وأي شيء ويمكن بناؤها في أي مكان وما أكثر المساحات الصغيرة الموجودة في المدن والقري وميزة الترابيزة المسلح أنها صامدة لعوامل التعرية وبإمكانها أن تحمي أطفالنا وشبابنا لأن اللعبة مسلية ولأنها تستنفد أي طاقة في الصدور ولأنها حماية من كوارث أخري ينغمس فيها أطفالنا وشبابنا المحرومون من ممارسة الرياضة نتيجة عدم وجود ملاعب للرياضة وتنس الطاولة هي اللعبة الوحيدة التي ملعبها أصغر ملعب رياضة.. ولنا أن نتخيل إذا ما بنينا100 ألف ترابيزة في القري والنجوع ووسط الحقول والمضارب نصنعها من الأبلكاش ولو كل ترابيزة جذبت100 طفلة وطفل فهذا معناه أن10 ملايين يمارسون تنس الطاولة ببلاش.. وعندما يلعب10 ملايين في قطاع الممارسة لابد أن تظهر من بينهم مئات المواهب الذين نقدمهم لقطاع البطولة... هل نطبق هذا الاقتراح أم ننتظر15 سنة أخري؟ .......................................................... ** قدمت لحضراتكم علي مدي ثلاثة أسابيع واحدة من قصص البطولة والشجاعة والفداء لجيش مصر خلال حرب الاستنزاف وأقصد الإغارة علي لسان بورتوفيق التي تعد من أجرأ وأغرب وأشجع عمليات الإغارة في الحروب العسكرية لكونها تمت نهارا جهارا والإغارات تتم ليلا ولأنها صاخبة واضحة معلنة والإغارات معروف أنها صامتة تتم في صمت بدون تحضيرات مدفعية ومن غير مركبات تصدر عنها أصوات... عملية إغارة غير مسبوقة في حرب ويبدو أن القيادات العسكرية المصرية التي خططت أرادتها مختلفة جذريا عما هو متعارف عليه وتلك كانت المفاجأة وبحجمها كانت الصدمة للعدو الذي أيقن بما لا يدع مجالا لشك أن المقاتل المصري في صدره قلب لا يعرف الخوف طريقا إليه ولديه إرادة مستحيل التغلب عليها وتلك هي الرسالة التي تركتها هذه الإغارة علي موقع لسان بورتوفيق الذي يعتبر أقوي نقطة في نقاط خط بارليف القوية.. والرسالة لم تكن في حاجة إلي قراءة لأنها واضحة علي الدمار الذي حول ثكنة عسكرية قوية يتباهي العدو بها إلي خراب وأطلال وجثث تخطت ال42 قتيلا وخمس دبابات انحرقت وجوز أسري عاد بهما المقاتلون المصريون إلي غرب القناة... تلك كانت قصة البطولة التي قدمتها علي مدي ثلاثة أسابيع وكان مقررا أن أقدم في الأسبوع الرابع الذي هو الجمعة الماضي قصة أخري أغرب من الخيال لنفس المقاتلين من نفس الكتيبة43 صاعقة إلا أن الأسبوع الماضي راحت مساحته إلي حدث رياضي مهم يعكس معدن هذا الشعب العبقري القادر علي الإبداع في كل مجال وفي أي وقت إن وجد المناخ ووجد الإدارة وهذا ما حدث في بطولة كرة قدم فيها منتخبات إمكانات لاعبيها الفنية أكبر ويلعبون في أندية هي في العالم الأكبر ومع هذا منتخبنا حقق ما لم يقدر منتخب منهم علي تحقيقه وسجل ستة انتصارات في المباريات الست التي لعبها واستحق البطولة واستحق احتكار كأسها مدي الحياة لحصوله عليها ثلاث مرات والإعجاز أنها متتالية وهذا الإعجاز تأكيد علي معدن شعب تجده عملاقا لا أحد يقدر علي الوقوف أمامه والمهم أن نعرف كيف نضع أيدينا علي مكمن قوة الإنسان المصري... هذا الأسبوع أكتب لحضراتكم عن حدوتة ولا في الأحلام.. حدوتة شجاعة مصرية تمت يوم15 ديسمبر1969 في الثانية عشرة والنصف ظهرا.. وأي شيء وكل شيء يمكن أن يتم ظهرا إلا شيئا واحدا وهو أن يكون كمينا للعدو ظهرا في أرض يحتلها ويسيطر عليها وموجود بها العدو.. هنا الجرأة وهنا الشجاعة وهنا يكون هذا الكمين غير مسبوق في أي حرب لأن القيام بعمل مثل هذا إما أنها جرأة لا وجود لها وشجاعة لم يسمع أحد عنها أو أنها عملية انتحار لا محالة عنه لإثبات أشياء لا وجود لها... الذي يستحيل أن يفكر فيه أي قائد عسكري هو نفسه ما قررت القيادة العسكرية المصرية القيام به... معلومات مؤكدة عند المخابرات العسكرية المصرية بوجود زيارة للجبهة من رتبة عسكرية كبيرة للعدو لمنطقة في شرق القناة تقع في نطاق الجيش الثالث بين الشط والجباسات... المقدم أركان حرب صالح فضل قائد مجموعة الصاعقة استدعي النقيب أحمد شوقي قائد43 صاعقة وأبلغه المعلومات وأيضا القرار وفي الحال بدأ الاستعداد والتدريب بمنطقة مشابهة في بير عديب( قبل العين السخنة بمسافة14 كيلو)... المنطقة التي سيتم فيها الكمين أرض مفتوحة وفيها طريق مهم يستخدمه العدو ومطلوب عمل الكمين للزيارة المستهدفة... التدريب علي عملية الكمين وفق التخطيط أن تحتل قوة الكمين أماكن علي جانب هذا الطريق وعلي مسافة15 مترا منه.. ومطلوب أن يكون أفراد الكمين هم والأرض واحد.. أي لا تظهر شعرة من رأس مقاتل مصري لأن العدو يستطلع يوميا الجبهة علي طول امتدادها(168 كيلومترا) بطائرات استطلاع تقوم بتصوير الأرض وترسلها مباشرة إلي قيادتها التي تقرأ الصور ولو هناك أي أثر لأي شيء مختلف فورا تتحرك قوات مدرعة للمكان وتفتشه وهذا معناه أن الكمين الذي سيدخل إلي الشرق عليه ألا يترك أثرا واحدا خلفه وعليه أن يحتل مواقعه في باطن الأرض أو وسط النباتات الصحراوية التي يصل بعضها إلي حجم الأشجار وفي كل الحالات مطلوب عمليات تمويه تجعل العدو لا يشعر للحظة بأن إنسانا موجودا في المكان... انتهي التدريب الذي ضم مجموعتين.. الأولي قوة الكمين بقيادة الملازم أول معتز الشرقاوي ومعه8 مقاتلين والمجموعة الأخري مجموعة الستر بقيادة الملازم أول حمدي الشوربجي ومهمتها ستر وحماية مجموعة الكمين خلال الذهاب والعودة... الكمين مكانه علي بعد6 كيلومترات من القناة.. والمهمة عبور المقاتلين للقناة في يوم14 ليلا وتسللهم إلي داخل سيناء تحت ستار الظلام أما مجموعة الستر فهي تحتل موقعها في باطن الساتر الترابي وكل مقاتل يحفر لنفسه حفرة يدخل فيها ويتم تمويهها جيدا وأهم بنود التمويه ألا تبقي حبة رمل من ناتج الحفر ظاهرة لأن لونها مختلف ويكشف عن المكان أمام أي استطلاع للعدو... مجموعة الكمين تتقدم إلي عمق سيناء ستة كيلومترات والمسافة تطول لأنها لا تذهب مباشرة إلي مكان العملية إنما تتجه إلي يمين مكان العملية بحوالي كيلومتر في اتجاه الجبل حتي تكون آثار الأقدام إن تتبعها العدو تجاه الجبل... مجموعة الكمين وصلت مكانها المحدد بعد ساعتين ونصف الساعة من عبور القناة والساعة وقتها الثانية والنصف بعد منتصف الليل.. وتم دفن عبوات المتفجرات وتمويه أماكن دفنها وبدأت عملية توصيل الأسلاك ما بين العبوات المتفجرة المدفونة والسلك مدفون وإن ظهر لأي سبب فإنه من نفس لون الأرض... مكان الكمين تم اختياره عند منحني في الطريق وعنده أي سيارة تهدئ من سرعتها وهذا يسهل مأمورية الكمين في التعامل مع الهدف المتحرك... مجموعة الكمين انتهت من عملها ومن احتلال أماكن تمركزها مع إجراء التمويه الكامل الذي يجعل المقاتلين التسعة جزءا من الأرض يستحيل كشفه والوقت يقترب من الرابعة فجرا... مجموعة الكمين التي يقودها الملازم أول معتز الشرقاوي عليها أن تبقي حيث هي في سكون تام دون أدني حركة إلي أن يأتي الهدف المقرر وصوله بعد الحادية عشرة صباحا ومعني الكلام أنه مفروض عليها عدم الحركة.. مجرد أدني حركة.. لمدة لا تقل عن سبع ساعات متتالية وربما تزيد... قد يسأل البعض وماذا يفعل إن أراد مثلا التبول؟. إن اضطرته الظروف.. براحته وفي مكانه وعلي نفسه!. الغذاء قالب شيكولاتة والمياه في زجاجة بلاستيك أشبه بالبزازة الخاصة بالأطفال ليأخذ بضع نقاط في فمه وانتهينا لأننا في الشتاء والعرق أقل والإخراج عن طريق البول أكثر والأفضل ألا يحدث.. وهذا ما يتدرب عليه المقاتلون في العمليات الخاصة وقدرتهم علي أن يتحكموا في أنفسهم لساعات وساعات!. الوقت تقريبا لا يمر والمقاتلون في كمينهم غير المسموح فيه بالهمس وليس الحركة.. والليل رحل وبدأ نور السماء يظهر وأشعة الشمس أخذت طريقها إلي الأرض الأشبه بديب فريزر حيث البرودة القاتلة والإحساس بها يتضاعف نتيجة عدم الحركة ومع أول ضوء ظهرت في السماء طائرة الاستطلاع التي تمسح المنطقة يوميا ولم تكشف الكمين ولا مجموعة الستر في الساتر الترابي.. وبعدها بساعة ظهرت في السماء هليوكوبتر ولم تلحظ شيئا... الوقت يمر بطيئا والمقاتلون أطرافهم تجمدت تقريبا من البرد والكل في حالة تأهب لأن أحدا لا يعرف ماذا يمكن أن يحدث في أي لحظة وعلي المقاتلين التسعة أن يكونوا مستعدين للاشتباك دفاعا عن أنفسهم في أي ثانية لأن ما يدور حولهم هم لا يرونه وكل ما ينتظرونه في الكمين معلومة باللاسلكي من مجموعة الساتر.. التي تكشف المنطقة بأسرها والمعلومة كلمة ومشفرة... أي قوات للعدو قادمة علي الطريق تجاه الكمين من جهة الشمال.. قائد مجموعة الستر يبلغ معتز الشرقاوي باللاسلكي كلمة واحدة والكلمة هالة.. ولو الهدف قادم من الجنوب.. الكلمة سامية.. علي فكرة هالة اسم خطيبة ضابط في الكتيبة( رءوف أبوسعدة) وسامية خطيبة الملازم أول حمدي الشوربجي... مرت8 ساعات ونصف الساعة ومجموعة الكمين صامتة ساكنة تنتظر الفرج الذي جاء والساعة تقترب من الثانية عشرة والنصف ظهرا. صوت حمدي الشوربجي عبر جهاز اللاسلكي حطم جدران الصمت القائم من ساعات.. حمدي ينادي: سامية.. سامية وهذا معناه أن الهدف سيارة قادمة من اتجاه الجنوب. بالفعل صوت عربة جيب تقترب وعند المنحني هدأت السرعة.. والجيب مكشوفة وفيها الجنرال كافيتش قائد القطاع الجنوبي لجبهة سيناء يجلس إلي جوار السائق وفي الخلف جوز حرس... السيارة تقترب وعندما دخلت مجال نقاط المتفجرات تم التفجير إلا أن الانفجار لم يؤثر علي السيارة وانشقت الأرض ومن باطنها خرج المقاتلون التسعة وفتحوا نيران أسلحتهم علي السيارة لتخرج عن الطريق وتنقلب وفي لحظة كان الرجال فوقها فوجدوا الجنرال والسائق وجوز الحرس قتلي... معتز الشرقاوي حصل علي كل الوثائق الخاصة بالجنرال والموجودة بالسيارة وجرد الجنرال من الرتب العسكرية التي يضعها علي كتفيه وحصل عليها... المهمة انتهت بنجاح.. والمتبقي أن تعود مجموعة الكمين للغرب بسلام... نحن نتكلم عن ستة كيلومترات مطلوب قطعها والساعة الواحدة ظهرا وسط أرض مكشوفة وعقب عملية راح فيها قائد الجبهة وثلاثة معه والعدو عرف... المدفعية المصرية لحظة سماع تفجير المتفجرات بدأت القصف لشغل العدو عن الكمين ولخداع العدو عن معرفة حقيقة ما حدث للسيارة الجيب... المدفعية تضرب مربع ناقص ضلع وكل50 مترا تنقل النيران للخلف تجاه الغرب والضلع الناقص هو الذي تتحرك فيه مجموعة الكمين ولأن المدفعية تنقل النيران كل50 مترا فالمطلوب من المقاتلين التسعة الجري بأقصي سرعة حتي لا تطولهم دانات المدفعية المصرية التي تحمي رجوعهم شرط أن يقطعوا الكيلومترات الستة في أسرع وقت قبل أن يبدأ أي هجوم مضاد للعدو بطائرات أو مدفعية أو مدرعات... مجموعة الساتر مهمتها توجيه مجموعة الكمين في عودتها والتنسيق مع المدفعية في تحضيراتها وما إن وصل المقاتلون التسعة إلي مسافة100 متر من الساتر الترابي حتي رفعت المدفعية ضربها والرجال مع رجال الساتر تحركوا إلي القناة وما إن لمسوا مياهها حتي تأكدوا أن العملية نجحت بدون خسائر... في اليوم التالي أعلن العدو نبأ وفاة الجنرال.. لكن العدو لم يذكر التفاصيل لأنها لا تذكر... وفي أي حرب ينصب كمين نهارا وسط قوات العدو وينفذ مهمته ويعود سالما؟!.. لم يحدث هذا في أي حرب بأي مكان لكنه حدث عندنا.. لأن عندنا خير جند الأرض... إنهم رجال يضعون أرواحهم علي أيديهم حبا في مصر وفداء لمصر... إنهم ملاحم فداء وشجاعة ورجولة وشهامة... إنهم المصريون... يا حبيبتي يا مصر... وللحديث بقية مادام في العمر بقية [email protected]