{ موسكو د. سامي عمارة ألهبت ثورة25 يناير وشعاراتها خيال الكثيرين من ابناء العاصمة الروسية. ولم يتوقف الامر علي محبي مصر وتاريخها بل تعداه الي من لم يفارقهم الحلم في بناء الدولة العصرية التي اعلن الرئيس ميدفيديف انه ينشدها ويعمل من اجل بنائها. ولذا لم يكن غريبا ان يعرب الكرملين عن مخاوفه من احتمالات امتداد شرارة الثورة المصرية الي اطراف الثوب الروسي بعد ان اعلن ميدفيديف ان بلاده كانت احدي الدول المستهدفة بمثل ما جري في المنطقة العربية وما قال انه سيؤثر علي الاوضاع في بلاده. واذ أكد استحالة تكرار مثل ذلك السيناريو في روسيا اشار ميدفيديف الي ان ما كان معدا لبلاده لم ولن يتحقق. وكان من الغريب ان تصدر هذه التصريحات في الوقت الذي رصد فيه كثيرون تردد موسكو تجاه اعلان موقف واضح من الثورة المصرية والتذبذب الذي طرأ علي العلاقات ما يعزو البعض اليه تعجل موسكو منع مواطنيها من السفر الي مصر ومنتجعاتها السياحية, وفي الوقت الذي يكتنف فيه الغموض تعثر تنفيذ الكثير مما سبق الاتفاق حوله بين الجانبين, هناك من يقول ان موسكو لا تريد ان تعطي بدون مقابل.فماذا عن المقابل الذي تريده موسكو والعلاقات كما يقول علماء السياسة شارع من اتجاهين يجب ان تتلاقي فيه المصالح وإن اختلفت التوجهات؟! المسئولون يكتفون بالاطناب والتغني بامجاد العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية دون التطرق الي ما يعترض هذه العلاقات من مشاكل لا احد يريد الافصاح عن كنهها في الوقت الذي نقترب فيه من يقين يجزم بان مصر كانت ولا تزال تنظر الي روسيا كشريك استراتيجي بعد تجاوز تعرجات علاقاتها مع موسكو ونجاح الجانبين في تحقيق الكثير من الايجابيات والانجازات علي مختلف الاصعدة بغض النظر عن محاولات اطراف بعينها القفز علي الثوابت التي تحول دون تجاهل متغيرات العصر. علي ان ما طرحته ثورة25 يناير من شعارات حول استعادة مصر لمكانتها ودورها التاريخي في المنطقة والعالم, يفرض واقعا جديدا يقول بضرورة اعادة النظر في مجمل علاقات مصر مع الخارج.ومن هنا كانت التوقعات بطفرة تمناها الكثيرون ممن يعلون قدر العلاقات المصرية الروسية وبتجاوز ما تناثر علي طريقها من عراقيل وعقبات. وقد استهل منير فخري عبد النور وزير السياحة الجديد نشاطه بزيارة موسكو فيما فرغ مؤخرا سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية من زيارة للقاهرة التقي خلالها كبار المسئولين وعلي رأسهم المشير طنطاوي والدكتور عصام شرف ووزير الخارجية الدكتور نبيل العربي. ومع ذلك فلم تحدث بعد الانفراجة المنشودة, واصحاب الشركات السياحية الروسية يشكون تعنت حكومتهم ما يجعلنا نستعيد مقولة الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف حول الحاجة الي' البيريسترويكا والتفكير الجديد' والتخلص ممن يتفننون في' اختراع' العقبات التي تحول دون التطور الطبيعي لهذه العلاقات.