سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عودة الأمن والاستقرار.. ضرورة لعودة السياحة
الصيف في خطر.. والأسعار في النازل!
الدخول بدون تأشيرة.. اقتراح للدراسة للمساهمة في اعادة التدفق السياحي لمصر
يخطيء من يتصور أن السياحة يمكن أن تعيش أو تنمو وتزدهر بدون الهدوء والأمن والاستقرار.. لا سياحة بدون استقرار ونهاية العنف والاضطرابات والتوتر... السلام والاستقرار هما العمود الفقري للسياحة.. لاأحد يتحرك من بيته في العالم قاصدا الاجازة والمتعة والاسترخاء إلا ويكون هدفه منطقة أو مدينة أو إلي شاطيء ينعم بالهدوء والاستقرار والسلام.. ولا يقترب أبدا من العنف أو الحروب أو الاضطرابات بأي شكل من الاشكال. تلك هي البداية والنهاية.. هي الكلمة الفاصلة أمام أي دولة ترغب في جذب السياحة العالمية إليها بهدف دعم اقتصادها وتوفير عملات صعبة وفرص عمل لمواطنيها.. ولذلك تجد أول قرار لأي دولة تحترم مواطنيها عند حدوث اضطرابات في دولة ما هو أن تقوم بإجلاء مواطنيها السائحين من هذه الدولة المضطربة فورا.. بل تصدر التحذيرات أو الحظر بعدم زيارة هذه الدولة. وماحدث في مصر عقب ثورة25 يناير خير دليل.. فمصر الدولة وجدت نفسها فجأة بدون سياح بل تم ترحيل كل السائحين الموجودين فيها فورا وخسرت مصر في الشهر الأول من الثورة نحو مليار دولار عن طيب خاطر.. فنحن فخورون بثورتنا ومستعدون لدفع هذا الثمن مقابل الاصلاح والقضاء علي الفساد, أملا في غد أفضل ومستقبل أفضل لمصر. لكن إذا كنا نتحرك الآن لاستعادة موقعنا علي خريطة السياحة العالمية.( مصر استقبلت14.7 مليون سائح وحققت12.5 مليار دولار في2010) فإن ذلك يتطلب أولا أن ندرك أن الهدوء مطلوب أو بمعني آخر الاستقرار والامن مطلوبان بشدة قبل أي تحرك ترويجي أو تسويقي للدعوة إلي عودة السياحة إلي مصر. ولنا أن نتخيل أن الوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية واستمرار المظاهرات تشكل صعوبة في الدعوة إلي عودة السياحة.. بل اكثر من هذا لايمكن أن يتخيل أحد أن ماحدث في استاد القاهرة في مباراة الزمالك والافريقي التونسي له تأثير سلبي علي عودة حركة السياحة.. فالعالم اليوم قرية كونية صغيرة والفضائيات تنقل كل لحظة مايحدث في مصر بداية من ميدان التحرير وانتهاء باستاد القاهرة... وماحدث فيه من منظر لايوحي أبدا بوجود الامن.. برغم تسليمنا بحق التظاهر السلمي الذي لايمكن أن نصادر علي حق الشعب في تنظمه. من هنا نقول ان عودة الامن والاستقرار يجب أن يسبقا الدعوة لعودة حركة السياحة لانه كما قلت في بداية هذا المقال أن أي سائح لايمكن أن يغامر ويسافر لدولة لايثق لحظة واحدة بأن الامن غير موجود فيها بقوة أو أن بعض مظاهر الاضطرابات تسيطر عليها وهذا ماتنقله الفضائيات برغم احساسنا نحن أن مصر بلد آمن وتتمتع بشعب قادر علي احتضان ورعاية واحترام زواره. المهم... هذه مقدمة طالت لكنها في غاية الاهمية حتي لاتضيع أموال وجهود الترويج والتسويق التي يجب أن تدرس بعناية في ظل مايحدث في مصر.. وليس معني ذلك أن نقف مكتوفي الايدي.. فكما قلت في مقالات سابقة إن مناطق ومدن مصر السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ والاقصر واسوان بعيدة عن التوتر الذي تشهده القاهرة, بدليل أن الدول الاساسية المصدرة للسياحة إلي مصر رفعت الحظر عن زيارتها, وكذلك لايوجد فيها حظر تجوال ومن هنا يمكن أن نركز التنشيط علي هذه المدن. لكن المهم أيضا أن نعرف مايحدث علي أرض الواقع أو في الاسواق الاساسية المصدرة للسياحة إلي مصر وعلي رأسها روسيا والمانيا وانجلترا وايطاليا وفرنسا.. فعقب الشهر الاول للثورة تصور البعض أنه يمكن أن تعود إلي ماكانت عليه.. لكن الواقع يقول الآن إن حجوزات شهور الصيف مازالت في خطر مادامت مظاهر عدم الاستقرار وعدم وجود الامن موجودة بقوة. فنسبة الاشغال حاليا لاتتعدي20% أو25% في هذه المدن السياحية, صحيح أنها تحركت من5% أو10% الشهر الماضي, لكن الحجوزات تشير إلي ان التحسن في الصيف لن يكون كبيرا.. بل الاخطر من هذا أن الاسعار في النازل أو الاسعار منخفضة جدا.. فلك أن تتخيل أن اسعار الاسبوع من روسيا والمانيا وانجلترا وايطاليا وفرنسا لايتجاوز300 يورو و500 يورو بفنادق4 نجوم و5 نجوم الفاخرة في مصر بما في ذلك سعر الطائرة الذي يتراوح بين300 يورو و350 يورو أي أن سعر الغرفة في الليلة يتراوح بين10 يورو أو حتي15 يورو في أحسن الاحوال وبالافطار واحيانا بوجبة أخري تخيلوا... هذه هي الاسعار وإلي هذا الحد انخفضت!! ربما يغضب المصريون من هذه الاسعار في الوقت الذي يدفعون فيه من500 جنيه الي1000 جنيه في الليلة لكن تلك قضية اخري ليس هذا مجالها. ولعله يكون من المفيد هنا أن نطرح اقتراحا ذكرني به الاخ العزيز والخبير السياحي حسام الشاعر رئيس مجلس ادارة مجموعة شركات بلوسكاي ثاني أكبر شركة سياحة في مصر( ترافكو الأولي) والتي تحتل المركز الثاني في جلب السياحة إلي مصر وهذا الاقتراح ربما يستحق الدراسة وهو أن نلغي رسوم التأشيرة(15 يورو) عن كل سائح يرغب في زيادة مصر وأن تمنح التأشيرة في المطارات في المدن السياحية وذلك لمدة مؤقتة ولتكن6 أشهر كما حدث عقب مذبحة الاقصر عام1997. فمن الممكن أن تسهم هذه الإجراءات في جذب السياحة الي مصر مرة أخري مع التأكيد علي الاستقرار كشرط اساسي لعودة السياحة. ويقول الخبراء إن دولة مثل تركيا والتي تعتبر منافسا أساسيا لمصر تفعل ذلك الآن وقامت بالغاء رسوم التأشيرة امام مواطني دول عديدة تصدر السياحة اليها من أوروبا بل وامام بعض الدول العربية.. وكل ذلك جعل تركيا تقفز إلي نحو30 مليون سائح العام الماضي ولتدخل قائمة الدول الكبري سياحيا. هل نقدم في مصر علي مثل هذا الاجراء ونلغي رسوم التأشيرة كما فعلنا قبل ذلك؟ وهل يكون في ذلك إنقاذ لموسم الصيف من الخطر؟ وهل يساعد ذلك في رفع الاسعار مرة أخري بعد عودة التدفق إلي مصر من جديد؟ إنه اقتراح يقبل الدراسة والمناقشة!! المزيد من مقالات مصطفى النجار