وسط الحديث عن الفساد وخطايا النظام السابق تتسلل بعض الأسماء خلسة إلي المشهد وتعلن بجرأة لا تحسد عليها أنها تنوي الترشح لمنصب رئيس مصر. من حق كل شريف أن يتقدم للمنصب وفق الشروط والمعايير المقررة, فهذا أمر بديهي, غير ان مصر التي عانت طويلا بسبب نظام الحكم السابق وتراجعت مكانتها علي الأصعدة كافة, لا تنتظر مثل هذه الأسماء أو حتي تتوقعها. مواصفات الرئيس القادم يجب ان تكون خاصة, وان ينزوي هؤلاء الباحثون عن الشهرة والظهور عن المشهد الجلل حتي تتقدم الصفوف الشخصيات الجديرة بتحمل شرف هذا المنصب الرفيع وتنسجم مع ضرورات المرحلة الأصعب في تاريخ الدولة المصرية, السواد الأعظم من الاسماء التي تبادر الآن بالإعلان عن نيتها خوض الانتخابات تفتقد المواصفات والسمات, وهي تبحث عن دور وعن ظهور ليس إلا, وبذلك ترتكب في حق نفسها وفي حق الوطن الجريمة الكاملة. هناك مجالات أخري أمام هذه الشخصيات يمكن عن طريقها تحقيق بعض الشهرة ولكن ليس من بين هذه المجالات الترشح لمنصب رئيس الجمهورية, في التجارب الناجحة كانت بصمة الرئيس هي الأوضح في نهضة الدولة, في تاريخنا نتوقف أمام نهضة محمد علي وكيف كان الحاكم ملهما للنهضة والتقدم, وفي ماليزيا نستذكر مهاتير محمد الذي بني مجد ماليزيا وصنع منها دولة لها مكانتها علي مستوي العالم, وفي ألمانيا نستحضر ما فعله المستشار الألماني هيلموت كول الذي نجح في توحيد الألمانيتين وتحطيم سور برلين, وبعد ذلك ترك بلاده قوية متعافية. هذه هي نوعية الرؤساء, أما الأسماء التي تنوي دخول سباق الرئاسة في مصر الآن فهي ربما تصلح لخوض غمار انتخابات الاندية الرياضية, أوالجمعيات الزراعية أو التعاونية, بدون شك ومن غير أي تحيز يستثني من تلك القائمة محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية السابق وعمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية لاعتبارات عديدة وطبيعية, وإن كان الحكم عليهم سيتوقف علي البرنامج الانتخابي, والرؤية الخاصة بإدارة نظام الحكم في مصر والمشروع الاقتصادي والبعد الاجتماعي, ولا ننسي جميعا أن مهاتير محمد هو طبيب لكنه برع في الاقتصاد والسياسة وأدار أصعب أزمة اقتصادية واجهت بلاده في عام9891 بعد ان انهارت العملة الماليزية وهبطت إلي الحضيض, لكنه رفض روشتة صندوق النقد الدولي, واتخذ3 قرارات كانت بمثابة الإنقاذ للاقتصاد الماليزي, لم يتوقعها أحد ربما نتوقف معها الأسبوع المقبل بالتفصيل. المزيد من مقالات ماهر مقلد