شهدت الأوضاع الأمنية اليمنية تدهورا حادا إثر مقتل مالا يقل عن22 شخصا و إصابة المئات و ذلك بعد تجدد المواجهات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن في مدينتي تعز والحديدة, كما قتل شخص وأصيب عشرات آخرون باطلاق النار علي مسيرة بصنعاء . وقال شهود عيان إن قوات الأمن ومسلحين في ملابس مدنية أطلقوا النار أثناء احتجاجات في مدينة تعز اليمنية أمس بعد يوم من اشتباكات أسفرت عن سقوط15 قتيلا. وأضاف الشهود أن عددا من الأشخاص أصيب ولكن لم ترد معلومات بعد من مصادر طبية بخصوص القتلي والمصابين. وأضافوا أن مئات من قوات الأمن هاجمت عشرات الآلاف من المحتجين وقالوا إن رجالا يعتقدون أنهم من الشرطة السرية يلوحون بهراوات وخناجر. ورد المحتجون برشق قوات الأمن بالحجارة. كما أصيب أكثر من800 شخص آخرين إثر استنشاق الغاز المسيل للدموع, فضلا عن150 في حالة حرجة حيث تلقي معظمهم طلقات نارية في الصدر أو الرأس أو العنق. كما أعلنت مصادر المعارضة اليمنية أن نحو7 أشخاص قتلوا في مدينة الحديدة برصاص مسلحين بزي مدني يعتقد أنهم جنود من الجيش حين سيروا مظاهرة للتضامن مع رفاقهم في تعز وأصيب30 بطعنات و270 جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وأوضحت المصادر أن جنودا من الحرس الجمهوري والأمن المركزي هم من أطلقوا النار عليهم مساء أمس الأول وكانوا يرتدون أزياء مدنية. غير أن الرواية الحكومية للحادث أكدت مصرع مواطنين اثنين في مواجهات مع أعضاء للقاء المشترك المعارض حاولوا اقتحام القصر الجمهوري بالحديدة, مشيرة إلي أن اثنين من المواطنين أصيبا ايضا خلال تلك المواجهات. وحذرت الحكومة اليمنية المعارضة من المخاطر المترتبة علي دفع أعضائها لاقتحام مبان ومنشآت حكومية أو خاصة باعتبارها أعمال اتخريبية وخارجة عن النظام والقانون ولا علاقة لها بحرية التعبير والتظاهر السلمي. وفي صنعاء سقط3 أشخاص علي الأقل وأصيب8 آخرون عندما اشتبك مؤيدون للرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع محتجين يطالبون بتنحيه في صنعاء أمس. وفي هذه الأثناء, دعا ائتلاف ثورة التغيير السلمي في صنعاء إلي عصيان مدني وإضراب شامل في عموم المرافق العامة والخاصة اعتبارا من اليوم. وأوضح بيان صحفي أن العصيان المدني هو إحدي الوسائل السلمية لإنجاح الثورة علي النظام اليمني, وأنه سيشمل كل المرافق التعليمية والمحاكم والدوائر الحكومية عدا أقسام الطوارئ بالمستشفيات. وعلي الصعيد السياسي, ذكرت مصادر سياسية في صنعاء أن الولاياتالمتحدة تكثف جهدها حاليا عبر سفيرها بصنعاء لإحياء وساطة بين الرئيس صالح ومعارضيه للتوصل إلي مخرج آمن يضمن تنحيه عن السلطة عبر الحوار. وأوضحت المصادر أن واشنطن أمهلت الرئيس اليمني أسبوعا في محاولة لحل الأزمة مع المعارضة بالجلوس إلي طاولة المفاوضات قبل أن تدعوه فورا إلي الرحيل. من جانبها, رفضت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية بصنعاء أي مبادرة خارجية لا تتضمن تحقيق مطلب رحيل الرئيس علي عبدالله صالح وأسرته من الحكم. وقالت لجنة الثورة الشبابية انها وقفت أمام المبادرة التي تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي, وثمنت موقفها الحريص علي الشعب اليمني ولكنها تؤكد رفضها المطلق لأي مساع لا تحقق المطلب الأساسي للشباب المعتصمين في عموم محافظات الجمهورية والمتمثل برحيل الرئيس فورا.