د‏.‏ محمد البرادعي‏..‏ الإنسان موقف

الدكتور محمد مصطفي محمد البرادعي وهو اسمه بالكامل والذي أشرف بمشاركته في الأسم‏,‏ ويختلف عند اسم الجد‏,‏الدبلوماسي المصري الذي ختم رسالته الدبلوماسية التي عاش وتربي في أروقتها وقدسياتها منذ أول السلم متدرجا في مهامها إلي درجة‏)‏. سفير ممتاز( ليختاره ممثلو دول العالم لإدارة أخطر إدارة لمراقبة السلام العالمي.. ولفترتين متتابعتين كان خلالهما الدبلوماسي الملتزم برسالته المهمة التي يعمل لها لايفرق بين دولة كبري تضغط أو تتوعد لتنفيذ اتجاهاتها, أو حتي دولة نامية قد تخرج عن خط السلام, وعونا لأخري تطلب المشاركة في الأعمال السلمية المفيدة لشعبها.
كان الرجل يعمل دائما في إطار قيمة ورثها عن والده الذي غرس فيها وكان يردد دائما ان( الإنسان موقف) واذا عهد اليه بمهام أواختاره زملاء له لأداء رسالة فإن هذا الاداء يغلفه الحق لصالح الجموع.
كان صاحب هذا المبدأ الراحل المرحوم الاستاذ مصطفي البرادعي, النقيب الأسبق للمحامين في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي, ولفترتين وكان له مواقف لاتزال أحيال المحامين الذين عاصروه أطال الله في أعمارهم تذكرها وتكررها للأجيال الجديدة من الزملاء.
وقصة سأرويها اليوم ولأول مرة, فقد كنت شاهدا عليها ومتابعا لوقائعها. كنت أتابع أخبار المرحوم كمال الدين حسين ممثلا لصحيفة الأهرام منذ عام1956 إلي ان ترك مسئوليات الحكم, ودعاني المرحوم حسن عبد المنعم كامل مدير مكتبه للقاء مع السيد كمال الدين حسين, وسألني عن علاقتي بالنقيب الأستاذ مصطفي البرادعي, وقال إن النقيب بعث إلي الرئيس جمال عبدالناصر بمذكرة بمطالب لنقابة المحامين وأعضاء النقابة وفيها كثير من المبالغة وقد يثير المحامين, مما أغضب الرئيس جمال عبدالناصر, وقال السيد كمال الدين حسين إنني عرضت معالجة هذا الأمر. وقال لي مطلوب إبلاغ النقيب ألا ثير المحامين بهذه الطلبات وكفاية!! وقلت له هل مطلوب مني أن أبلغ مثل هذه الرسالة لكبير في العائلة وفي درجة الوالد, فقيم الأسرة لا تسمح بذلك وسيادتك ابن الريف وتعلم مثل ذلك, وصمت برهة واقترح الاستاذ حسن عبدالمنعم دعوة النقيب للقاء مباشر لمناقشته وتم هذا اللقاء في استراحة الهرم بعيدا عن المكاتب الرسمية, وجاءت النتائج إيجابية بعد العرض علي مجلس الوزراء لصالح قطاع القضاء الواقف, وقال الراحل الاستاذ مصطفي البرادعي.. إن الإنسان موقف لابد أن يتحمل المسئولية كاملة أو يتركها لغيره. وهكذا ماورثه الابن د. البرادعي.
المزيد من مقالات محمد مصطفى البرادعى