لم تكن ثورة 25 يناير 2011 في ميدان التحرير هي الأولي من نوعها كما لم تكن المظاهرات المليونية التي ظهرت ومازالت تظهر هي الفريدة من نوعها علي ارض هذا الميدان الذي شهد أحداثا تاريخية عظيمة. كانت الحرية هي المطلب الاساسي شهدها ميدان التحرير لاحداث أخري شهدها ميدان التحرير ففي صباح يوم الاربعاء الرابع عشر من نوفمبر عام 1951 شهد الميدان هذه المظاهرة الكبري التي تجاوزت المليون مصري والسبب في هذه المظاهرة أن مصر بعد قرار حكومة الوفد بإلغاء معاهدة 1936 بدأت مرحلة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني في قناة السويس وبدأ ما يعرف في التاريخ بحركة الفدائيين التي تصدت لها قوات الاحتلال بالرصاص ومن هنا خرجت مظاهرات تحدد لها يوم 14 نوفمبر 1951 وكان هدفها الرئيسي رحيل الاحتلال البريطاني عن مصر حتي تحصل مصر علي الاستقلال الكامل بعد ان ألغت معاهدة 1936 وقد وجدت الدعوة للمظاهرة تجاوبا بين مختلف طوائف الشعب المصري من العمال والموظفين والصحفيين والتجار والطلاب والصناع والقضاه والمحامين والصيادلة وتم التخطيط للمظاهرة حيث جعلوها مظاهرة صامتة لكي تليق بجلال ذكري الشهداء الذين سقطوا برصاص الانجليز. وقد أصدرت اللجنة المنظمة للمظاهرة بيانا ناشدت فيه ابناء الأمة المصرية أن يقدروا أهمية هذا اليوم الخالد حق قدره وأن يعاونوا منظمي المظاهرة علي مهمتهم لكي يشهد العالم أن ابناء النيل خرجوا لكي يأكدوا العزم علي أن يأخذون بحق هؤلاء الشهداء كما تقرر الا يرفع في المظاهرة أية لافتات حزبية لكن فقط شعارات وطنية خالصة مثل ... ارواحنا تفديك يامصر بالدماء نحرر الاوطان مصر للمصريين ماء النيل حرام علي الانجليز عاش كفاح أهل القنال. وكان للمظاهرة خط سير محدد حيث تبدأ مسيرتها من الحادية عشر صباحا متجهة من ميدان الإسماعيلية ميدان التحرير إلي شارع سليمان باشا طلعت حرب الآن ثم شارع فؤاد شارع 26 يوليو ثم ينصرف المتظاهرون في هدوء من الشوارع المتفرعة من ميدان عابدين بعد ذلك. وكان الخبر الرئيسي لحريدة الأهرام يقول لقد سجل التاريخ هذا اليوم منه ايام مصر في ابرز صفحة من صفحاته يوم 14 نوفمبر عام 1951 فقد سارت فيه أكبر مظاهرة عرفتها مصر وعرفها التاريخ مظاهرة أوشكت ان تضم مليونين من الخلق وهو حدث في كفاح شعب منه الشعوب ان اجتمع قرابة المليوينين من الناس وصاروا صامتين كاتمين الغيظ ليعلنوا جميعا ان هذا الشعب قد نفذ صبره. [email protected].