في قراءة سريعة عامة للموقف داخل الأسكندرية.. نجد أن الاحزاب السياسية بكل أطيافها تمر بانتكاسة كبيرة.. فلا وجود لها بصورة لافته.. أو مقنعة في الشارع السكندري.. ودورهم يكاد يكون معدوما.. لا وجود له. خاصة تلاشي دور الحزب الوطني.. فيرفض المواطن السكندري بشدة أي وجوه كانت تمثل الرموز السابقة للحزب.. التي تعني لهم فسادا.. سطوة.. تزوير.. تسويد.. وتؤكد الأرقام أن الوطني غاب وجوده بالاسكندرية.. وتخلي عنه رجاله.. فلن ينال ثقة الاسكندريين.. مهما قدم من وعود أو عهود.. فبعد أن كان الصراع مشتدا لنيل الترشح باسم الحزب الوطني بين أعضائه.. ودفع الملايين كتبرع للحزب لإختيار المرشحين أصبح الآن عبئا كبيرا لكل اسم ارتبط بالحزب الوطني. وتتوقع الأهرام أن من بين22 عضوا سيكون للوطني مقعدان فقط ممثلان في طارق طلعت مصطفي في دائرة سيدي جابر لما له من وجود حقيقي بين أبناء الدائره فضلا عن سطوة نفوذه المالي الأمر الذي يطرحه للعودة الي مجلس الشعب مرة أخري أما المقعد الثاني فيتمثل في عودة النائب خالد خيري عن دائرة العطارين, حيث يتميز أيضا بوجود حقيقي بين أهالي دائرته, وذلك في حالة قبول طلعت وخيري خوض الانتخابات تحت راية الحزب الوطني.. أما باقي الدوائر فلا وجود حقيقي للوطني بها.. وتأتي الخريطة لباقي القوي السياسية موزعة كالاتي, حيث تتواري باقي الأحزاب في الصفوف الخلفية فلا وجود حقيقي للوفد أو التجمع او الاحرار رغم وجود النائب كمال أحمد وأبوعز الحريري ومحمد البدرشيني إلا أن السكندريين يرونهم غير معبرين عن الفترة المقبلة وغير فاعلين وأنهم أوراق تساقطت مع رياح التغيير التي هبت علي البلاد وعودتهم أمر أشبه بالمستحيل. أما مخطط الإخوان المسلمين فيتلخص عودة ما بين ثمانية مقاعد إلي عشرة مقاعد في الدوائر أهمها مقعد في دائرة المنتزة ومقعدان في دائرة الرمل وهي أقوي وجود لهم بالاسكندرية ويمثلهم في هذه الدائرة النائب صبحي صالح الذي دخل معركة مع اللواء عبدالسلام المحجوب في الانتخابات الأخيرة ومقعد آخر في دائرة باب شرق وآخر في المنشية واثنان في دائرة مينا البصل ومقعد بالدخيلة وآخر بغربال, وتطمع جماعة الإخوان بالاسكندرية أن تحسم تلك المقاعد في وسط معركة شرسة تدخل فيها لأول مرة الجماعة السلفية التي ستؤثر بصورة كبيرة في تشكيل الخريطة السياسية بالمدينة بعد إعلانها المشاركة في الانتخابات المقبلة.. كما يؤكد المهندس عبدالمنعم شحات المتحدث الرسمي للدعوة السلفية للأهرام الذي قال لدينا أجندة جديدة مع كل التيارات الموجودة علي الساحة.. وسننتقي من بين المرشحين الأسماء الأنفع والاصلح للمجتمع وسنعلن عن دعمنا لهم.. فقد انتهي عصر الديكور الديمقراطي علي حد قوله وسوف نشارك في صناعة الدستور الجديد الذي يحافظ علي هوية الدولة الاسلامية دون المساس بحقوق الآخرين. وعلمت الأهرام ان وجود القوة السياسية الجديدة السلفيين أحدث إرباكا للإخوان المسلمين.. خاصة أن السلفيين يرفضون الدخول في صفقات انتخابية مع التيارات الأخري ويرفضون الإملاءات سواء من الاحزاب أو التيارات الاسلامية الاخري ورأيها يأتي من داخلها الأمر الذي سيغير كثيرا من الخريطة السياسية بالاسكندرية أما القوي الناعمة في التيار الاسلامي وهي الجماعة الاسلامية فهم لا يمثلون عصبا قويا داخل المجتمع السكندري إلا أنهم يملكون التأثير علي قطاع ليس بقليل أو ضعيف ولهم حساباتهم الخاصة التي قد ترجح كفة الإخوان أو السلفيين, أما الاسلاميون المستقلون فهم أعداد كبيرة أغلبهم تابعي الشيخ أحمد المحلاوي فلا ينتمون إلي تنظيم بعينه فهم قوة كبيرة مؤثرة تلعب دائما علي استقطاب جماعة الأخوان المسلمين لنيل أصواتهم. أما الاقباط فالامل الوحيد لهم في أحد المقاعد بدائرة غربال للوجود الكبير لهم إلا أن الأمر يصل الي صعوبة بالغة في الفوز بمقعد واحد.. من بين22 مقعدا.. ورصدت الأهرام دور رجال الأعمال في المشاركة في الانتخابات المقبلة ومدي تأثيرهم, حيث تراجع فكرة المشاركة في الانتخابات ففي دائرة المنتزه أعلن المهندس. علي سيف عدم رغبته في الترشح واكتفي بثلاث دورات سابقة كما تراجع النائب محمد مصلحي عن مبدأ فكرة الترشيح مره أخري وأعلن أكثر من مرة عن عدم رغبته في خوض الانتخابات. ولم يحدد محمد رشاد عثمان موقفه من خوض الانتخابات ومازال يدرس الأمر.. خاصة أن لديه معركة عنيفة يعتبرها الإخوان المسلمين أنه ثأر قديم.. علي الطرفين الاعداد له بكل الاسلحة الممكنة.. لأنها ستكون معركة حامية من نوع خاص إذا قرر عثمان خوض المعركة ضد جماعة الإخوان المسلمين.. أما دائرة غرب الاسكندرية فمن المتوقع عودة ترشيح د. توكل مسعود إخوان مسلمين والذي تم إسقاطه أمام عبدالمنعم راغب ضيف الله رجل النظام السابق لثلاث دورات سابقة والذي تم إقصاؤه لعدم مقدرته علي القراءة والكتابة وتهربه من التجنيد بحكم محكمة إلا أن دعم صفوت الشريف واللواء حسن عبدالرحمن كانت داعما قويا لإبقائه إلا أن فكرة الترشح لآل ضيف الله أصبحت شبه مستحيلة في ظل وجود الاشراف القضائي الكامل وعودة د. مسعود أصبحت بمثابة رد الاعتبار إضافة إلي رفض القبائل العربية ترشح ضيف الله أو شقيقه سعداوي ضيف الله عضو الشوري السابق لخمس دورات, وذلك بسبب إحداث العديد من الإثارة والأزمات بين القبائل العربية.. ويميل باقي القبائل إلي اتحاد بين التيار الاسلامي وترشح أحد أبناء القبائل من داخل التيار الإسلامي وتميل القبائل الي ترشيح أحد ابنائها من التيار السلفي ليضرب البدو عصفورين بحجر ما بين أبناء القبيلة والتمثيل الاسلامي.. فضلا عن إسقاط أسطورة أبناء ضيف الله الذين سيطروا علي دائرة غرب الاسكندرية لمدة ربع قرن عن طريق الدكتور يوسف والي مرورا وانتهاء بصفوت الشريف.. ليجد البدو متنفسا بعد أن كمم النظام السابق أفواههم وفرض عليهم أعضاء غير قادرين علي القراءة أو الكتابة أو التعبير عن آرائهم.