أثارت الإشتباكات العنيفة التي اندلعت وسط العاصمة لندن بين قوات مكافحة الشغب البريطانية والمئات من مثيري الشغب, الذين كانوا قد انشقوا عن مسيرة رئيسية حاشدة خرجت احتجاجا علي خطط التقشف الحكومية, انتقادات حادة لزعيم حزب العمال. إيد مليباند لتقاعسه عن توجيه خطاب يدين فيه سياسات الحكومة في قطاع الإقتصاد عقب أعمال العنف الدامية. وذكرت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية أن كل ما قام به مليباند هو توجيه خطاب تميل اللغة فيه إلي لغة نضالية يوم خروج المظاهرة الصاخبة التي دعت إليها نقابات العمال السبت الماضي يزعم فيه أنه يتحدث نيابة عن الأغلبية السائدة من الشعب المظلوم. وقالت إن مليباند لم يكلف نفسه توجيه خطاب للمتظاهرين, الذين خرجوا احتجاجا علي ما تعتبره هجوما غير مبرر علي أجور العمال و أوضاعهم. ياتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه شرطة متروبوليتان البريطانية اعتقال145 شخصا بتهمة التعدي علي ممتلكات الغير وإثارة أعمال عنف وشغب في لندن فيما اعتقلت الشرطة آخرين بتهمة القيام بأعمال إجرامية والإعتداء علي رجال الشرطة و حمل أسلحة. وقد أسفرت اشتباكات أمس الاول عن إصابة84 شخصا من بينهم31 من رجال الشرطة, واعتقال ما لايقل عن214 متظاهرا, بالإضافة إلي وقوع خسائر مادية في عدد من البنوك والفنادق الفاخرة والمطاعم الشهيرة في وسط العاصمة البريطانية. وأشارت الديلي تليجراف إلي أن المتظاهرين يطالبون برفع قيمة الضرائب بدلا من خفض الإنفاق العام بقيمة131 مليار دولار خلال خمس سنوات لتقليص العجز في الميزانية الذي بلغ مستوي قياسي. وأضافت أن الصحيفة تسلمت رسالة عليها توقيع عشرات المستثمرين ورجال الاعمال تؤكد أنهم بدأوا في إنشاء مئات الشركات لتوظيف آلاف العمال لضمان الحفاظ علي الخدمات العامة.