لندن وكالات الأنباء: تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس بإصلاح المجتمع البريطاني المكسور- بحسب وصفه- للحيلولة دون تكرار ما شهدته البلاد الأسبوع الماضي من أسوأ أعمال شغب وعنف منذ عشرات السنين. وقال كاميرون في خطاب ألقاه صباح أمس ونقلته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إن: القضاء علي ثقافة العصابات سيكون علي رأس أولويات الحكومة خلال الفترة المقبلة, وأوضح أن كبار الوزراء في حكومته الائتلافية سيقومون خلال الاسابيع القليلة المقبلة بصياغة سياسات جديدة تهدف إلي تبديل الاوضاع التي أدت الي انجرار البلاد لهذه الحالة, والتي كان سببها, من وجهة نظره, كسل العديد من المواطنين وانعدام المسئولية والأنانية. واستطرد كاميرون قائلا إن: الاحداث الاخيرة تعد بمثابة جرس انذار لبلدنا, والمشاكل الاجتماعية المتفاقمة علي مدي عقود انفجرت في وجوهنا.. فهل لدينا العزم علي مواجهة الانهيار الاخلاقي البطيء الذي حدث في اجزاء من بلدنا علي مدار الاجيال القليلة السابقة ؟. وأشار الي أن المواطنين لا يطالبون الحكومة فقط بمواجهة المجرمين بقوة في الشوارع, وانما يريدون أيضا أن يروا تلك المشكلات تعالج وتحل, مشددا علي أن الصحوة الأمنية لا بد أن تضاهيها صحوة اجتماعية. وأضاف كاميرون أنه سيتم مراجعة السياسات الخاصة بالتعليم والرعاية وتربية الأطفال والإدمان والمجتمعات, متعهدا بالعمل علي بناء مجتمع أقوي. وفي أول رد فعل علي الخطاب, اتهم زعيم حزب العمال المعارض إيد مليباند رئيس الوزراء البريطاني بالتحايل في خطابه علي الشعب, متحديا ادعاء كاميرون بعدم وجود علاقة بين أعمال الشغب والفقر. وتأتي تصريحات كاميرون عقب ساعات من مشاركة آلاف البريطانيين أمس الأول في مسيرة من أجل السلام في مدينة برمنجهام, حيث ذكرت بي بي سي أن أعدادا غفيرة نظمت المسيرة ردا علي الأحداث التي أدت الي الاخلال بالنظام وأودت بحياة ثلاثة أشخاص في منطقة وينسون جرين, وأضافت أن المشاركين وقفوا دقيقة صمت حدادا علي أرواح الضحايا. وقال زعماء دينيين شاركوا في المسيرة إن الهدف من هذا التجمع الحاشد هو التشجيع علي الوحدة واظهار روح التضامن في مواجهة مثيري الشغب. من جانبها, أشارت الشرطة الي أن حوالي خمسة آلاف شخص شاركوا في هذه المسيرة التي انتهت بعقد مؤتمر حاشد في حديقة سمرفيلد بالمنطقة. ومن جانب آخر, اعتقلت الشرطة البريطانية أمس أكثر من170 شخصا عقب أحداث الشغب التي وقعت عبر أنحاء مدينة ميرسي سايد, وتم اتهام حوالي مائة شخص منهم باتهامات تتضمن الاخلال بالنظام وحيازة أسلحة هجومية والقيام بعمليات سرقة وأعمال عنف, كما داهمت الشرطة أربعة منازل عقب أحداث شغب وقعت أيضا في أجزاء من منطقة ويرال. وعلي صعيد الفوضي وأعمال العنف المستشرية في أنحاء البلاد, أصيب شخصان إثر إطلاق نار خلال اضطرابات وقعت في مدينة جلاسجو الأسكتلندية, بينما ألقيت قنابل حارقة علي قوات الشرطة وإحدي القاعات في مدينة لندن ديري بآيرلندا الشمالية. وذكرت الشرطة المحلية أن مثيري أعمال الشغب اختطفوا ثلاث عربات واشعلوا النيران في إحدي السيارات في شارع فاهان, وقالت إنها ألقت القبض علي ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين18 عاما-24 عاما- بتهمة الاخلال بالنظام.