يوم عادي من أيام الاسبوع أذهب فيه مبكرا للعمل وأغدو راجعا لمنزلي محملا بهموم كثيرة أولها حالة المرور المنفلتة التي ضربت الشارع المصري في الصميم ولم يخرج علينا أي مسئول ليدلي بدلوه مقدما لنا وصفة ناجعة تشفي صدورنا وترحم أعصابنا. وما كدت أدلف لمنزلي حتي دعتني زوجتي لأتناول الغداء الذي اقترب أن يكون عشاء, أري أو أسمع عن مظاهرة فئوية تسير في شوارع العاصمة لتحدثني نفسي هل وصل بنا الحال إلي أن نختزل دماء ستمائة شهيد ونيف وبجانبهم ما يربو علي الخمسة آلاف مصاب بإعاقة من ثوارنا الشباب أفقت بعدها علي صوت زوجتي وهي تهتف ويعلو علي صوتها صوت التلفاز الذي يعلن أن منظمة الأممالمتحدة قد أصدرت قرارا بفرض حظر جوي علي إسرائيل واعطاء الإذن لحلف شمال الأطلنطي بتنفيذ القرار وتشكيل تحالف دولي للقضاء علي هذا الكيان المارق الذي يمارس التصفية العرقية بشكل ممنهج علي الشعب الفلسطيني في الضفة وامارة غزة. عندئذ انتفضت مذعورا من مرقدي لأتابع الخبر وجلست أتابع جميع القنوات الفضائية ولم أشعر بأن الساعة قد قاربت الفجر وأنا بمكاني أشاهد الطائرات تحلق في سماء إسرائيل قاذفة حممها علي مراكز الدفاع الجوي والمطارات لتمنع أية طلعات جوية, طائرات التحالف صبت حممها علي مقر الاتصالات في الداخلية الاسرائيلية فاحترق. وانهالت البيانات ومعها انسابت من عيناي دموع الفرح لانتهاء وتدمير هذا الكيان السرطاني الذي أذاق العرب أجمعين مرار الذل والهوان والهزيمة والانكسار. ومن بعيد سمعت صوتا يناديني.. قم.. استيقظ, ألم يكفك كل هذا النوم... أيقنت وقتها أني كنت نائما وأحلم لأفتح عيني لأجد المدام أمام شاشة التلفاز نتابع أخبار ما كنا نطلق عليها سلفا ليبيا التي أدار لها العرب ظهورهم لتجيء جيوش الأرضة تتداعي علي ما بقي منها محاولين اقتسام كعكة النفط التي أسهم في تقديمها لهم أخ عقيد. لآخذ قرارا فوريا بأني نازل للشارع لأرفع لافتة كتبت عليها الشعب يريد اسقاط المدام.