تصاعدت أمس المخاوف من التلوث الإشعاعي في اليابان بعد أن كشف تحليل أصدرته وكالة السلامة النووية والصناعية أن السلطات اليابانية عثرت علي ثماني مواد مشعة في مياه راكدة في قبو جزء من محطة فوكوشيما للطاقة النووية, فيما اكتشفت أربع بقع إشعاعية جديدة في إمدادات الماء بجزيرة فوكوشيما. ورصدت السلطات اليابانية نسبة مرتفعة من اليود المشع في البحر علي بعد نحو300 متر قبالة سواحلها الشمالية الشرقية منذ تضرر المحطة بالزلزال الذي ضرب اليابان وما أعقبه من موجات تسونامي قبل أسبوعين. وفي الوقت الذي حاولت وكالة السلامة النووية طمأنة المواطنين من أن اليود المشع لن يمثل خطرا علي الصحة بعد مرور ثمانية أيام, ذكر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن نسبة الإشعاع الذي تم رصده أعلي بنحو1250 مرة من معدلات السلامة الطبيعية, فيما يخشي المسئولون من تسرب هذا الإشعاع إلي المياه الجوفية. وفي أول تصريح علني منذ أسبوع لرئيس الوزراء الياباني ناوتو كان حول الازمة النووية, اعترف بأن الوضع في مجمع فوكوشيما ليس قريبا من نقطة الحل, وأضاف نبذل جهودا لمنعه من التدهور, لكني أشعر أننا لا يمكننا أن نشعر بالارتياح ويجب أن نظل علي أهبة الاستعداد. وفي المقابل, تعهدت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية- تيبكو- المسئولة عن تشغيل المحطة بتطهير المياه في أسرع وقت ممكن لتمكين العاملين من مواصلة جهود تبريد المفاعلات حيث بدأت الشركة بالفعل في ضخ مياه عذبة داخل المفاعل النووي رقم2 في محطة فوكوشيما النووية رقم1, فيما حاول العمال استعادة الكهرباء إلي غرفة المراقبة في جهودهم الرامية إلي إعادة نظام التبريد داخل المفاعل النووي إلي العمل بعد أن ارتفعت درجة حرارته بشكل مفرط. وأسرعت المراكب البحرية الامريكية المحملة بالمياه العذبة باتجاه المحطة النووية لمساعدة العمال الذين يكافحون من أجل وقف ارتفاع النشاط الإشعاعي وإزالة المياه الملوثة. ومن جانبها تعتزم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ارسال خبراء إلي اليابان لتحليل المواد المشعة في الطعام والتربة لمعرفة حجم التلوث بالاشعاع. وقال مسئولو الوكالة إن التلوث في عينات الخضراوات من ولاية فوكوشيما وولايات أخري تجاوز المستويات المعتمدة من جانب السلطات اليابانية.